ما اشبه اليوم بالبارحة

حقا ما اشبه اليوم بالبارحة ، ما اشبه هذه الايام باولى ايام الثورة ، التهم هى هى لم تختلف ، هذا يوحى اما بعدم نجاح الثورة حتى الان ، او بقاء نفس الفاعل حتى اللحظة على مقاليد الامور .
اخذت اراجع طويلا احداث 18 يوم مضت فى عمر الثورة ، اول 18 يوم فى هذه الثورة ، بدأت استرجع احاديث تلفزيونية ، عناوين صحفية ، مكالمات هاتفية فى الاعلام ، احداث كانت تحدث فى الشوارع و الميادين ، اكتشفت شىء واحد ، الاتهامات كما هى و بالضبط .. بحذافيرها ، التخوين واحد ، الوسيلة واحدة ، المتضامنون كما هم ، المعارضون كما هم ، بنفس الوسيلة تماما ، نفس الشكاوى ، نفس الاعتصامات ، نفس الغاية ، نفس الوسيلة ، نفس التهم ، نفس طريقة جبح التظاهرات .
لا زلت لا تصدق ؟؟ تعال معى نسترجع سويا .....
" حركة 6 ابريل تلقت تدريبات فى صربيا لقلب نظام الحكم ... "
فى برنامج 48 ساعة مع المذيع سيد على و المذيعة هناء السمرى ، استقدما صحفية فصلت من قبل من عملها بالصحافة نتيجة ادائها المشبوه ، فبركة المواضيع و الاخبار ، اخذت تهزى بكلام عن ان الثوار فى ميدان التحرير يقبع بينهم قلة مندسة تلقت تدريبات على قلب نظام الحكم فى امريكا و .... صربيا .
" اصابع خارجية و اجندات خاصة ضحكت على الشباب اللى فى التحرير "
الجملة الشهيرة التى رددها النظام السابق فى خطاب رئيسه و نائبه السيد عمر سليمان و رئيس وزراءه السيد احمد شفيق و الصحف و الجرائد و التلفزيون و الناس البسطاء بطبيعة الحال تصديقا لما سبق ، المتابع بشغف المستمع لحقائق يتصور انها تكشف لاول مرة ، كأنها كانت مستترة قبلا و حان موعد اذاعتها ، التهمة تلك لاتزال حاضرة الى يومنا هذا ، لكن التغيير الوحيد فيها انها فى البداية كانت عشوائية للغاية فضمت كل الدول العالمية تقريبا ، دول لو حاولت و تمنيت فى ليلة القدر ان يجلسوا سويا لما فعلوا ، مثل اسرائيل و امريكا و ايران و حماس و ايرلندا و سويسرا و بريطانيا وقطر و صربيا ، الان اصبح التركيز على الدول الغربية فقط و تم اسقاط الدول المجاورة الشقيقة ( التى نحتاج منها الدعم الاقتصادى و الاستثمارى ) و التركيز بشكل خاص على امريكا و صربيا ( لا اعلم السر من صربيا بالذات ، لكن يبدو لما تحويه من تعصب و تشدد فيخيل للمواطن انها فعلا موطن ميليشيات يجرون وراء بعضهم فى الشوارع بالسلاح ) .
"انا من اللى كانوا فى التحرير بس شايف ان كفاية اعتصامات بقى عاوزين نبنى البلد و نبدأ نشتغل "
فى اعقاب الاسبوع الثانى من الثورة ، انطلقت دعاوى من الاعلام الساقط ، الى المتظاهرين بالتحرير بضرورة العودة لمنازلهم ، اخذوا يتسائلون عما يريده من فى التحرير بعد ما حدث من تطور مذهل . البعض اخذ يردد انه كان ساخطا و ناقما على كل ما يحدث فى البلاد قبل الثورة ، كره النظام السابق و اراد الاطاحة به ، بل و كان من المشاركين فى 25 و 26 يناير لكن الان بعد ان عرف الرجل – يقصدون مبارك – الخطأ و بدأ يصلحه ، ماذا تريدون اكثر من هذا ؟؟ يجب ان نعطيه الفرصة و الا يصبح من فى التحرير الان يخططون بالفعل لقلب نظام الحكم و ضياع البلاد .
" المجلس العسكرى خط احمر "
كثر الحديث عن الخطوط الحمراء منذ الايام الاولى للثورة ، البعض اخذ يسب الثوار فى مطالبهم ، الاستاذ سيد على وصل به الامر لتهوين كل شىء ، و اخذ يعد و يسرد الفساد المستشرى فى البلاد ، لم يذكر فى اى منها خطوط حمراء ، وصولا الى قمة الهرم ليقول : " و لكن مبارك خط احمر " ، اى لا يجوز نقده او المطالبة بتصحيح اخطاءه . مسموح لك ان تنتقد و لاقصى حد فى الهرم من وجهة نظر الاعلامى سيد على ، لكن لا يجوز ان تنتقد قمة الهرم ابدا عندما يشتغل بالعمل السياسى ، لانه من وجهه نظره خط احمر .
"و اتهم فلول الحزب الوطنى بانهم وراء الحادث "
حتى ايام الثورة كانت كل مصيبة لا يقوم بها الحزب الوطنى بمفرده ، نعم كان هناك اعضاء حزب وطنى يستأجرون بلطجية و يقمعون المتظاهرين ، لكن فى المقابل تم انسياق بعض الافراد وراء الاعلام المضلل و الوطنية الزائفة و الانتماء لكيانات فردية لا قومية ، كلهم انساقوا وراء تلك الدعوات و اشتركوا فيها ، هل كل من شارك فى موقعة الجمل و القى الطوب على المتظاهرين فى التحرير بلطجى ؟؟ لا ، الدليل ان بعضهم شارك فى التحرير قبيل اسقاط مبارك بايام و ذلك لانه شعر انه مضحوك عليه ، اعتذر عما بدر منه و كان يمكن الا يعترف ، لكنه اعترف ليتطهر من ذنبه و ينضم و يشارك المتظاهرين تطهير البلاد هذه المرة بالطريقة الصحيحة . لانزال حتى الان نعانى من نفس المشكلة ، ليس كل من ضرب المتظاهرين هو بلطجى مستأجر ، ليس جميعهم فلول حزب وطنى ، لكن مضحوك عليهم بالشحن الاعلامى و الانتماء لكيانات لا قومية .
" فى ميدان التحرير .. طبل و زمر و رقص و بنات و شباب و مخدرات و علاقات جنسية كاملة "
" شكلهم غريب علينا "
التصريح الاول يعود نسبه للممثل طلعت زكريا و الذى قاله فى برنامج احمد شوبير عن ميدان التحرير ، هذا طبعا بعد ان اعلن فخره و سعادته البالغة و الشديدة بما حدث حتى 27 يناير ، التصريح الثانى هو تصريح متداول فى وسائل الاعلام وقتها عن الموجودين فى التحرير حتى وصلت لدرجة وصفهم انهم شواذ جنسيا ليصيبوا الكتلة الصامتة فى البيوت بالقرف منهم ، الغريب فى الامر ان التصريحات السابقة لاتزال كما هى بالتفصيل ، لايزال الاعلام يحاول تصوير كل من يطول شعره او يرتدى بنطلون جنز اجنبى على انه غريب الاطوار ، لا يعبر عن الشعب المصرى ( لا اعرف هل يقصدون ان الشعب المصرى يرتدى الجلابية مثلا ؟؟ ) ، التصريح الثانى ورد ذكره للاسف على لسان احد قيادات المجلس العسكرى المسئولة عن اللقاء بشباب التحرير و التفاوض معهم و هو اللواء حسن الروينى ، فاخذ يتعجب من لهجة بعض الموجودين فى الميدان و انه لا حق لهم فى التحدث و الخطاب باسم المصريين ، بكلامه هذا اعطى الضوء الاخضر للاعلام ليقتبس كلماته و يردد فيها مرارا و تكرارا ، يبث فى عقول المصريين الذين يشاهدونه سمومهم .
" الولاد الصيع دول عايزين ايه ؟؟ "
وصل الامر فى ايام الثورة الاولى الى التقليل من شأن المعتصمين و حتى سبهم ، دون حتى التأكد ، دون حتى التساؤل - او مع التساؤل - عن طبيعة ما يفعلونه ، انهم بلا شغل ، بلا وظائف ، بلا عمل ، انهم يركبون الموجة كما يحبب للبعض ان يسمع ، لايزال البعض يردد نفس الكلمات الى الان .. كل هذا دون ان نسأل انفسنا سؤالا . لماذا يحتمل مثل هؤلاء قرس الشتاء الشديد ، لفح الشمس الحارقة فى الصيف ؟؟ لاجل ماذا ؟؟ هل هم مطالبون بهذا ؟؟ اليس لهم منزل جميل به مراوح و تكييف و سقف يظلهم من الشمس الحارقة ؟؟ لماذا اذا الاصرار على الاعتصام فى الشارع ؟؟ اليس لمصلحة سعادتك و انت الذى لم تكلف نفسك حتى بالمرور عليهم و تفقد احوالهم و احضار معك زجاجة مياه باردة تخفف عنهم ؟؟ فقط اكتفيت بالسخرية و التهكم و احيانا السباب لهم ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق