السبت، 11 فبراير 2012

تعددت الوسائل و الهدف واحد

تعددت الوسائل و الهدف واحد



ظهرت دعوة موسعة للاضراب فى ذكرى رحيل المخلوع ( ربنا ينتقم منه فى الدنيا و فى الاخرة ) ، الدعوة حتى تمتد الى الدعوة ان يشارك بها قطاع عام من الناس لتصبح عصيانا مدنيا .


الدعوة ظهرت ردا على الحاكم القعلى للبلاد الان ، هو المجلس العسكرى الذى يصر على ان يقتل ابناء مصر و ينكل يهم ، يصفهم بالعمالة تارة و بالخيانة تراة اخرى ، حيث ان مثل هؤلاء الاطهار اسلموا اجسادهم لهم ليقتلوهم ، الا انهم رفضوا ان يمدوا المثل بالمثل و يرفعون سلاحا مثلا للدفاع عن انفسهم او يدقعوا غيرهم ليلقى نفس مصيرهم .


فقط اكتفوا بدعوة الى الاضراب و التعبير عن رفض النظام السابق الحالى فى شكله القديم الجديد ، قالوا لن نكون ترسا فى ماكينة يشرف عليها او يديرها مثل هؤلاء ، هو حق مشروع تماما يكفله القانون المصرى و قوانين حقوق الانسان الدولية التى وقعت عليها مصر و التزمت بها .


غير ان دعاوى اعلامية و رسمية اخذت تقلل من شأن الدعوة فى البداية ، ثم تخونها و تخون الداعين لها ، تصفهم بأنهم يريدون اسقاط الدولة ، بل و ظهرت فتاوى تشبه الى حد كبير نفس الفتاوى التفصيل التى كانت تفصل الى النظام السابق من الازهر و الجماعات الدينية و الكنيسة .


البعض انبرى على منبر يصفهم بأنهم خونة متأمرين مدفوعين من امريكا لاسقاط البرلمان الاسلامى ، البعض زاد شططا و قال ان المصريين قالوا نعم للاسلام فى البرلمان بنسبة 70 % ، عدنا لدعاوى التكفير مرة اخرى .


بعض الدعاوى ايضا تنظر اليها بصفة تغطية على منظمات المجتمع المدنى و انها تحريض واضح من خلال تلك المنظمات لاسقاط الدولة .


بعض الناس انتظرت من هؤلاء ان يسمعوا منهم ان تصدير الغاز للصهاينة الذين يقتلون قوم يقولون(لا اله الا الله) حرام او ان حقوق من استشهدوا لابد ان تأتى او انه يجب نقل مبارك لطره او نقل المساجين المرضى للمركز الطبى العالمى اسوة بمبارك ، او انه يجب مصادرة الاموال المسروقة والاراضى المنهوبة مرة اخرى الى حساب الدولة..لم يقولوا سوى ان المنظمات المدنية تعمل على تسليم مصر للأعداء (وكأن مبارك ومن بعده العسكر لم يٌسلموا مصر بالفعل على المفتاح لأمريكا والصهاينة ، او كأن الوزيرة فايزة ابو النجا التى لا تدير اى عملا منذ زمن مبارك الى الان فعلت شيئا اخر سوى الاهتمام بالمعونة و الا تنقطع ) .


الدعوة للاضراب تكون من جهة من الشعب الى باقى الشعب ، فمن اراد المشاركة فليشارك و لا يتهم غيره بالجبن ، من اراد الا يشارك فلا يفعل و لا يتهم غيره بالخيانة و العمالة ، فهل هذا صعبا ؟؟


الكل مجمع على الهدف و لكن الوسيلة هى ما اختلفنا عليها ، كلنا نرفض القتل و التبول على المتظاهرين و سحل الفتيات و قتل الابرياء و التخاذل الامنى لترويع الناس ، لكن لكل منا وسيلة فى التعبير عن ذلك فلا نمنع بعضنا ، لنتذكر ان الثورة المصرية التى اسقطت رأس النظام لم يشارك فيها كل الشعب المصرى فى الميادين ، لكن فى النهاية من شارك اعطى لغيره نعمة الثورة و نتائجها .


و بالنسبة لمن يخشى من سقوط الدولة و ان يحرم ذلك الدولة من بعض الخدمات ، اطمئن حضرتك بأن هذا فعلا هو هدف الاضراب ليشعر الجميع بالجميع ، و الا لماذا يقدم العاملون فى مطارات الولايات المتحدة الامريكية ( اقوى اقتصاد) الى الاضراب عن العمل فى المطارات ليلة الكريسماس !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق