قصــة قصــــيرة

المشهد الاول
مشهد احتفالات فى قصر الاب الروحى ، الاب الروحى ينفرد ببعض مساعديه فى غرفة مغلقة داخل القصر ، اصوات الاحتفالات و الهتافات بأسمه و بأسم العائلة تأتى من الخارج ، يقابل كل فرد على حده ، كل منهم يدخل عليه ليجدد البيعة ، يقبل يده يطمئنه انه العلاقات ستستمر كما هى ، لا جديد .
" حدثت تلك الهتافات من قبل فى منظمات اخرى ، تم امتصاص الغضب بتغيير الاب الروحى القديم ، بأخر جديد ، ظلت الاعمال كما هى فى المنظمات " يقول الاب الروحى .
احد الاشخاص الذين يحبهم الاب الروحى يدخل عليه فى دوره بين مساعديه ، يتبادل اطراف الحديث ، ثم يخبره ان اعماله ستتعرض للخطر وسط الاجواء الجديدة ، يبدأ فى البكاء و هو يقول " لا ادرى ما افعل " .
" يمكنك التصرف كرجل " يصرخ الاب الروحى ، " هل تظننا سنتركك او نترك اى من اصدقائنا ؟! " .
استعجال من المدعوين للاب الروحى ليلقى عليهم بيانا احتفاليا بمناسبة تقليده منصب الاب الروحى الجديد ، فيخرج و يخطب فيهم عن مدى حبه لهم ، انه لا ينتوى البقاء طويلا فقد اشتعل الرأس شيبا لديه ، صار افضل له و لصحته الاعتزال كمستشار ... يرد على البيان بتصفيق حاد و هتافات بأسمه .
المشهد الثانى
احد مساعدى الاب الروحى يلتقى بصاحب اعمال مطالب بالتغيير فى طريقة المعاملة ، يحاول ان يقنعه بأستمرار الشراكة و الاعمال مع اصدقاء الاب الروحى ، لكنه يرفض .
يقول : " ماذا تظننى ؟؟ هل تظننى سأبيع كل ما فعلته هذا فى لحظة ؟؟ ان من تضغط على الان لاقبل به شريكا مرة اخرى "
يكمل المساعد ما كان يفعله ، غير عابئا بثورة الرجل ، الرجل يستفزه ذلك فيتابع : "هو وغد منحط ، اضاع كل اعمالنا سابقا من اجل اطماعه الشخصية . انه سرق كل شىء ، كل شىء .. و الان تأتى الى انت و الاب الروحى خاصتك لتقول لى فلتبيع كل ما تفعله الان ، اقبل بأعادة الصداقة مع صديقكم ، لا لن اقبل " .
مساعد الاب الروحى ينصرف فى هدوء ، يذهب الى الفندق ، يأخذ حماما دافئا ، ثم يخرج ، ليلتقط السماعة ، يطلب رقما يخص احد مساعديه ، يقول بنبرة الواثق : " لقد رفض التعاون ، افعل ما اتفقنا عليه .. نعم نعم ، رجالنا السابقين الذين تم استخدامهم من قبل ، فلا نريد ان نتورط بشكل شخصى " .
المشهد الثالث
يلتقى المساعد بالاب الروحى ، يطمئنه ان كل شىء اصبح على ما يرام ، الاعمال عادت مرة اخرى ، اوضاع المنظمة صارت هادئة ، الاصوات المتعالية الموجودة سابقا لم يعد لها وجود حاليا ، فقط بعض الاحاديث فى بعض الاجتماعات ولكن لا قيمة لها ، يطلب منه الاب الروحى ان ينال قسطا من الراحة ، يطمئن الاصدقاء من خارج المنظمة ان الاعمال صارت على ما يرام ، يدخل هو مكتبه للقاء احد وفود منظمة خارجية ، يرحب به ، يدعوه لتناول بعض الشاى .
" نعلم انك تحكم قبضتك على مقاليد المنظمة ، كل البلدة التى نريد ان نسير فيها اعمالنا " يقول الضيف .
الاب الروحى يفرك وجنتيه ، فيتابع الضيف : " نريد منك تمام احكام السيطرة ، مساعدتنا على تمرير اعمالنا لديكم " .
الاب الروحى بصوت الواثق ، لكن بهدوء : " لقد احكمنا كل مقاليد الامور ، حتى ان بعض الاصوات الغاضبة سابقا تم اضافتها الى كنفنا ، صارت تتمجد بعظمة حكمتنا فى انتظار اليوم الذى انقل لهم اعمال المنظمة ، باقى الاصوات التى لا تزال على حالها ، هى قليلة على كل الاحوال ، بدأ باقى الاعضاء يتأففون منهم ، من كثرة تذمرهم " .
الضيف : " نعلم كل هذا سيدى ، نطالب بنقل اعمالنا مع من تختاره منهم ، ايظل شريكا لنا فى صناعة تاريخ جديد من نور للمنظمات جميعا ، هل تعلم سيدى ماذا يحدث لو تم دمج اعمالنا كلنا معا ، انضموا الينا ؟؟ سوف تزيد مكاسبنا جميعا و تصبح اضعافا مضاعفة "
الاب الروحى : " سوف تزيد مكاسبك وحدك يا عزيزى ، حتى هؤلاء لو كسبوا شيئا فسيكون على حساب باقى البلدة التى ستزيد فقرا و جوعا بسبب اعمالكم "
الضيف بكل تحمس : " لكنهم بكل تأكيد سيستفيدون من شىء ، حتى و لو قليل ، طبعا ستستفيد سيادتكم حتى و انت خارج الاعمال و تعمل مستشارا للاب الروحى الجديد " .
" لقد علمت نواياكم سابقا ، قبلت العمل معكم و حتى قبل ان اكون ابا روحيا ، كما كان الاب الروحى القديم متحمسا لكم ، الان صار افضل للجميع استمرار كل شىء على ما هو عليه ، لكن امهلنى بعض الوقت ، حتى تسكت الاصوات الغاضبة القليلة ، نعلمهم جميعا ، لا تقلق من شىء ، حتى من سيتسلم مسئولية الاب الروحى الجديد ، سأحرص بنفسى على ان يتعاون معكم ، سأكون فى خلفية المشهد اوجهه كما اتفقنا ، الا سيرحل كما رحل من هو قبله " .. يتصافحون و ينصرف الضيف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق