الجنزورى و ترعة السلام
لن اطيل عليكم كثيرا فى هذا المقال فسأكتفى بترك شهادة من احد كبار المفكرين و المشهود لهم بالوطنية ، هو الكاتب الكبير فاروق جويدة و ذلك فى احد مقالاته التى نشرها عقب الثورة مباشرة و لم يكن الدكتور كمال الجنزورى فى الصورة اطلاقا ، لم يعقب احد على هذا الكلام ، لا ما قيل فى شهادات اخرى اتركها بين ايديكم :
( أقامت الدولة ترعة السلام وأنفقت عليها ملايين الدولارات لكى تصل مياه النيل إلى سيناء وتوقف المشروع بعد 54 كيلو مترا أمام مرتفعات صخرية وجبلية تحتاج إلى معدات لرفع المياه تتكلف 6 مليارات جنيه ولم تستكمل الدولة مشروع ترعة السلام وكان أغرب ما جاء فى نهاية هذا المشروع أن الحكومة قررت بيع الترعة لعدد من رجال الأعمال.. كان من المقدر أن يتم استزراع 400 ألف فدان على مياه هذه الترعة وكان أقصى ما وصل إليه المشروع هو زراعة 30 ألف فدان وتحول هذا الحلم الضخم إلى مشروع لتربية الأسماك.
واقتصرت كل مشروعات التنمية والسكان فى سيناء على شريط شرم الشيخ والغردقة وبعض المناطق السياحية وبقى عمق سيناء بكل ثرواته بلا بشر وبلا حماية وبلا تنمية.
كان من نتيجة ذلك الإهمال ظهور مشاكل كثيرة وحساسيات بين أهالى سيناء وقوات الأمن وقد ترتبت على ذلك أحداث كثيرة مؤسفة أدت إلى مصادمات كثيرة وترتب على ذلك أيضا عمليات إرهابية مع اتساع دائرة زراعة المخدرات وتهريبها أمام إهمال مشروعات التنمية وزيادة نسبة البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها أهالى سيناء..
والأغرب من ذلك أنه حتى الآن مازال أهالى سيناء غير قادرين على تملك الأراضى التى يزرعونها والبيوت التى يعيشون فيها وبقيت قضية الفراغ السكانى واحدة من أخطر المشاكل التى تعانى منها سيناء رغم كل ما قيل عن انتقال عدة ملايين من البشر من الوادى إلى هذه البقعة العزيزة من ترابنا.. إن ذلك كله يضع علامات استفهام كثيرة حول ما يجرى فى سيناء وما ينتظرها من مستقبل غامض أمام حسابات كثيرة تدور حولنا ويبدو أننا لا نعرف عنها شيئا..
هذه المؤشرات جميعها تؤكد أن الدولة لم تكن جادة فى تعمير سيناء من حيث الهدف ولم تكن جادة فى انتقال مياه النيل لاستصلاح الأراضى من خلال ترعة السلام وقبل هذا كله فإن الدولة غير جادة فى وضع برنامج يوفر الحماية لهذه القطعة من أرض الوطن من خلال كثافة سكانية قادرة على حمايته ضد كل الأخطار) .
لاحظ ان ان المرتفعات الصخرية و الجبلية كانت معروفة مسبقا ، كان يوجد مسارات اخرى بدونها ، لكن تم الاصرار على ذلك المسار تحديدا لانه بكل بساطة اراضى رجال الاعمال . كل الناس نبهت على ان تلك المشروعات سيصرف عليها اكتر من عائدها ، بالرغم من ذلك اصر عليها القائمون و منهم الجنزورى حتى يصير للسيد الرئيس انجازات زراعية يتفاخر بها امام الشعب ، اغنية يوميا فى صباح الخير يا مصر ، يتفقد فيها المشروع و " عايزنها تبقى خضرا "
الرجل ان كان طاهر اليد فهو بكل تأكيد سكرتير حتى لو نفى الرجل ذلك .
لن اطيل عليكم كثيرا فى هذا المقال فسأكتفى بترك شهادة من احد كبار المفكرين و المشهود لهم بالوطنية ، هو الكاتب الكبير فاروق جويدة و ذلك فى احد مقالاته التى نشرها عقب الثورة مباشرة و لم يكن الدكتور كمال الجنزورى فى الصورة اطلاقا ، لم يعقب احد على هذا الكلام ، لا ما قيل فى شهادات اخرى اتركها بين ايديكم :
( أقامت الدولة ترعة السلام وأنفقت عليها ملايين الدولارات لكى تصل مياه النيل إلى سيناء وتوقف المشروع بعد 54 كيلو مترا أمام مرتفعات صخرية وجبلية تحتاج إلى معدات لرفع المياه تتكلف 6 مليارات جنيه ولم تستكمل الدولة مشروع ترعة السلام وكان أغرب ما جاء فى نهاية هذا المشروع أن الحكومة قررت بيع الترعة لعدد من رجال الأعمال.. كان من المقدر أن يتم استزراع 400 ألف فدان على مياه هذه الترعة وكان أقصى ما وصل إليه المشروع هو زراعة 30 ألف فدان وتحول هذا الحلم الضخم إلى مشروع لتربية الأسماك.
واقتصرت كل مشروعات التنمية والسكان فى سيناء على شريط شرم الشيخ والغردقة وبعض المناطق السياحية وبقى عمق سيناء بكل ثرواته بلا بشر وبلا حماية وبلا تنمية.
كان من نتيجة ذلك الإهمال ظهور مشاكل كثيرة وحساسيات بين أهالى سيناء وقوات الأمن وقد ترتبت على ذلك أحداث كثيرة مؤسفة أدت إلى مصادمات كثيرة وترتب على ذلك أيضا عمليات إرهابية مع اتساع دائرة زراعة المخدرات وتهريبها أمام إهمال مشروعات التنمية وزيادة نسبة البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التى يعانى منها أهالى سيناء..
والأغرب من ذلك أنه حتى الآن مازال أهالى سيناء غير قادرين على تملك الأراضى التى يزرعونها والبيوت التى يعيشون فيها وبقيت قضية الفراغ السكانى واحدة من أخطر المشاكل التى تعانى منها سيناء رغم كل ما قيل عن انتقال عدة ملايين من البشر من الوادى إلى هذه البقعة العزيزة من ترابنا.. إن ذلك كله يضع علامات استفهام كثيرة حول ما يجرى فى سيناء وما ينتظرها من مستقبل غامض أمام حسابات كثيرة تدور حولنا ويبدو أننا لا نعرف عنها شيئا..
هذه المؤشرات جميعها تؤكد أن الدولة لم تكن جادة فى تعمير سيناء من حيث الهدف ولم تكن جادة فى انتقال مياه النيل لاستصلاح الأراضى من خلال ترعة السلام وقبل هذا كله فإن الدولة غير جادة فى وضع برنامج يوفر الحماية لهذه القطعة من أرض الوطن من خلال كثافة سكانية قادرة على حمايته ضد كل الأخطار) .
لاحظ ان ان المرتفعات الصخرية و الجبلية كانت معروفة مسبقا ، كان يوجد مسارات اخرى بدونها ، لكن تم الاصرار على ذلك المسار تحديدا لانه بكل بساطة اراضى رجال الاعمال . كل الناس نبهت على ان تلك المشروعات سيصرف عليها اكتر من عائدها ، بالرغم من ذلك اصر عليها القائمون و منهم الجنزورى حتى يصير للسيد الرئيس انجازات زراعية يتفاخر بها امام الشعب ، اغنية يوميا فى صباح الخير يا مصر ، يتفقد فيها المشروع و " عايزنها تبقى خضرا "
الرجل ان كان طاهر اليد فهو بكل تأكيد سكرتير حتى لو نفى الرجل ذلك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق