الأربعاء، 27 يوليو 2011

ما اشبه اليوم بالبارحة

ما اشبه اليوم بالبارحة






حقا ما اشبه اليوم بالبارحة ، ما اشبه هذه الايام باولى ايام الثورة ، التهم هى هى لم تختلف ، هذا يوحى اما بعدم نجاح الثورة حتى الان ، او بقاء نفس الفاعل حتى اللحظة على مقاليد الامور .

اخذت اراجع طويلا احداث 18 يوم مضت فى عمر الثورة ، اول 18 يوم فى هذه الثورة ، بدأت استرجع احاديث تلفزيونية ، عناوين صحفية ، مكالمات هاتفية فى الاعلام ، احداث كانت تحدث فى الشوارع و الميادين ، اكتشفت شىء واحد ، الاتهامات كما هى و بالضبط .. بحذافيرها ، التخوين واحد ، الوسيلة واحدة ، المتضامنون كما هم ، المعارضون كما هم ، بنفس الوسيلة تماما ، نفس الشكاوى ، نفس الاعتصامات ، نفس الغاية ، نفس الوسيلة ، نفس التهم ، نفس طريقة جبح التظاهرات .

لا زلت لا تصدق ؟؟ تعال معى نسترجع سويا .....



" حركة 6 ابريل تلقت تدريبات فى صربيا لقلب نظام الحكم ... "

فى برنامج 48 ساعة مع المذيع سيد على و المذيعة هناء السمرى ، استقدما صحفية فصلت من قبل من عملها بالصحافة نتيجة ادائها المشبوه ، فبركة المواضيع و الاخبار ، اخذت تهزى بكلام عن ان الثوار فى ميدان التحرير يقبع بينهم قلة مندسة تلقت تدريبات على قلب نظام الحكم فى امريكا و .... صربيا .



" اصابع خارجية و اجندات خاصة ضحكت على الشباب اللى فى التحرير "

الجملة الشهيرة التى رددها النظام السابق فى خطاب رئيسه و نائبه السيد عمر سليمان و رئيس وزراءه السيد احمد شفيق و الصحف و الجرائد و التلفزيون و الناس البسطاء بطبيعة الحال تصديقا لما سبق ، المتابع بشغف المستمع لحقائق يتصور انها تكشف لاول مرة ، كأنها كانت مستترة قبلا و حان موعد اذاعتها ، التهمة تلك لاتزال حاضرة الى يومنا هذا ، لكن التغيير الوحيد فيها انها فى البداية كانت عشوائية للغاية فضمت كل الدول العالمية تقريبا ، دول لو حاولت و تمنيت فى ليلة القدر ان يجلسوا سويا لما فعلوا ، مثل اسرائيل و امريكا و ايران و حماس و ايرلندا و سويسرا و بريطانيا وقطر و صربيا ، الان اصبح التركيز على الدول الغربية فقط و تم اسقاط الدول المجاورة الشقيقة ( التى نحتاج منها الدعم الاقتصادى و الاستثمارى ) و التركيز بشكل خاص على امريكا و صربيا ( لا اعلم السر من صربيا بالذات ، لكن يبدو لما تحويه من تعصب و تشدد فيخيل للمواطن انها فعلا موطن ميليشيات يجرون وراء بعضهم فى الشوارع بالسلاح ) .



"انا من اللى كانوا فى التحرير بس شايف ان كفاية اعتصامات بقى عاوزين نبنى البلد و نبدأ نشتغل "

فى اعقاب الاسبوع الثانى من الثورة ، انطلقت دعاوى من الاعلام الساقط ، الى المتظاهرين بالتحرير بضرورة العودة لمنازلهم ، اخذوا يتسائلون عما يريده من فى التحرير بعد ما حدث من تطور مذهل . البعض اخذ يردد انه كان ساخطا و ناقما على كل ما يحدث فى البلاد قبل الثورة ، كره النظام السابق و اراد الاطاحة به ، بل و كان من المشاركين فى 25 و 26 يناير لكن الان بعد ان عرف الرجل – يقصدون مبارك – الخطأ و بدأ يصلحه ، ماذا تريدون اكثر من هذا ؟؟ يجب ان نعطيه الفرصة و الا يصبح من فى التحرير الان يخططون بالفعل لقلب نظام الحكم و ضياع البلاد .



" المجلس العسكرى خط احمر "

كثر الحديث عن الخطوط الحمراء منذ الايام الاولى للثورة ، البعض اخذ يسب الثوار فى مطالبهم ، الاستاذ سيد على وصل به الامر لتهوين كل شىء ، و اخذ يعد و يسرد الفساد المستشرى فى البلاد ، لم يذكر فى اى منها خطوط حمراء ، وصولا الى قمة الهرم ليقول : " و لكن مبارك خط احمر " ، اى لا يجوز نقده او المطالبة بتصحيح اخطاءه . مسموح لك ان تنتقد و لاقصى حد فى الهرم من وجهة نظر الاعلامى سيد على ، لكن لا يجوز ان تنتقد قمة الهرم ابدا عندما يشتغل بالعمل السياسى ، لانه من وجهه نظره خط احمر .



"و اتهم فلول الحزب الوطنى بانهم وراء الحادث "

حتى ايام الثورة كانت كل مصيبة لا يقوم بها الحزب الوطنى بمفرده ، نعم كان هناك اعضاء حزب وطنى يستأجرون بلطجية و يقمعون المتظاهرين ، لكن فى المقابل تم انسياق بعض الافراد وراء الاعلام المضلل و الوطنية الزائفة و الانتماء لكيانات فردية لا قومية ، كلهم انساقوا وراء تلك الدعوات و اشتركوا فيها ، هل كل من شارك فى موقعة الجمل و القى الطوب على المتظاهرين فى التحرير بلطجى ؟؟ لا ، الدليل ان بعضهم شارك فى التحرير قبيل اسقاط مبارك بايام و ذلك لانه شعر انه مضحوك عليه ، اعتذر عما بدر منه و كان يمكن الا يعترف ، لكنه اعترف ليتطهر من ذنبه و ينضم و يشارك المتظاهرين تطهير البلاد هذه المرة بالطريقة الصحيحة . لانزال حتى الان نعانى من نفس المشكلة ، ليس كل من ضرب المتظاهرين هو بلطجى مستأجر ، ليس جميعهم فلول حزب وطنى ، لكن مضحوك عليهم بالشحن الاعلامى و الانتماء لكيانات لا قومية .



" فى ميدان التحرير .. طبل و زمر و رقص و بنات و شباب و مخدرات و علاقات جنسية كاملة "

" شكلهم غريب علينا "

التصريح الاول يعود نسبه للممثل طلعت زكريا و الذى قاله فى برنامج احمد شوبير عن ميدان التحرير ، هذا طبعا بعد ان اعلن فخره و سعادته البالغة و الشديدة بما حدث حتى 27 يناير ، التصريح الثانى هو تصريح متداول فى وسائل الاعلام وقتها عن الموجودين فى التحرير حتى وصلت لدرجة وصفهم انهم شواذ جنسيا ليصيبوا الكتلة الصامتة فى البيوت بالقرف منهم ، الغريب فى الامر ان التصريحات السابقة لاتزال كما هى بالتفصيل ، لايزال الاعلام يحاول تصوير كل من يطول شعره او يرتدى بنطلون جنز اجنبى على انه غريب الاطوار ، لا يعبر عن الشعب المصرى ( لا اعرف هل يقصدون ان الشعب المصرى يرتدى الجلابية مثلا ؟؟ ) ، التصريح الثانى ورد ذكره للاسف على لسان احد قيادات المجلس العسكرى المسئولة عن اللقاء بشباب التحرير و التفاوض معهم و هو اللواء حسن الروينى ، فاخذ يتعجب من لهجة بعض الموجودين فى الميدان و انه لا حق لهم فى التحدث و الخطاب باسم المصريين ، بكلامه هذا اعطى الضوء الاخضر للاعلام ليقتبس كلماته و يردد فيها مرارا و تكرارا ، يبث فى عقول المصريين الذين يشاهدونه سمومهم .



" الولاد الصيع دول عايزين ايه ؟؟ "

وصل الامر فى ايام الثورة الاولى الى التقليل من شأن المعتصمين و حتى سبهم ، دون حتى التأكد ، دون حتى التساؤل - او مع التساؤل - عن طبيعة ما يفعلونه ، انهم بلا شغل ، بلا وظائف ، بلا عمل ، انهم يركبون الموجة كما يحبب للبعض ان يسمع ، لايزال البعض يردد نفس الكلمات الى الان .. كل هذا دون ان نسأل انفسنا سؤالا . لماذا يحتمل مثل هؤلاء قرس الشتاء الشديد ، لفح الشمس الحارقة فى الصيف ؟؟ لاجل ماذا ؟؟ هل هم مطالبون بهذا ؟؟ اليس لهم منزل جميل به مراوح و تكييف و سقف يظلهم من الشمس الحارقة ؟؟ لماذا اذا الاصرار على الاعتصام فى الشارع ؟؟ اليس لمصلحة سعادتك و انت الذى لم تكلف نفسك حتى بالمرور عليهم و تفقد احوالهم و احضار معك زجاجة مياه باردة تخفف عنهم ؟؟ فقط اكتفيت بالسخرية و التهكم و احيانا السباب لهم ؟؟



السبت، 23 يوليو 2011

وقيــــعــة

وقيــــعــة









يحكى ان غابة يحكمها اسد عجوز و مجموعة من الذئاب و غراب اسود قبيح يتحرك بين الذئاب على اعتبار انه واحد منهم .

زادوها ظلما و استعبادا و حكموا حيوانات الغابة بقوانين الظلم ، اذا تجرأ احد الحيوانات بالوقوف فى وجههم و الاعتراض ، ادخلوه الى عرين الاسد فيلتهمه و ينهى جلبته فى الغابة .. حتى طفح الكيل بحيوانات الغابة فهبوا جميعا لمحاصرة عرين الاسد و طرده من الغابة .


الاسد استنجد بالذئاب و الغراب ، ففكر الذئاب مليا حتى ادركوا ان الاسد عجوز و الى زوال ، فلم يردوا على الاسد و اكتفوا بالصمت ، حتى اذا اطاح جمع الحيوانات بالاسد العجوز ، وقفت الذئاب تعاير الحيوانات بانها انحازت لهم ، بما ان لها خبرة فى الحكم ، فلا مانع من تولى الحكم لفترة قصيرة حتى ينقلون لهم الحكم فى وقت قصير ....


بدأت وحوش الغابة المجاورة و الغابات الاخرى بالاتصال بالفئران ، لاحداث وقيعة بين الفيلة و الدببة و مجموعة الخرتيت و فرس النهر و النسور و الصقور و باقى الحيوانات .. كل هذا و الغراب يترقب و يشاهد .

الغراب اتصل بالثعلب الذى كان مسافرا وراء الصيد وقت الاحداث و اتفق معه على ان يدعمهم ، له ما يريد ، فاستجاب الثعلب فورا ، فهو لم يكن يوما الا ثعلب يتلقى الاوامر من الاسد العجوز ، الان يفتقد من يعطيه الاوامر فوجد فى الغراب مكر يفوقه ، وسيلة للتقريب و التقارب مع الذئاب .


و عندما لاحظت الحيوانات انه لا جديد فى الغابة ، ان الارانب تذبح فى مكان جديد غير العرين القديم ، بحجة انهم يسرقون الجذر الذى ليس ملكهم ، بل و يجيدون الجرى و الوثب بعدها ، يثيرون و يشجعون فى مثل ذلك المشهد باقى الحيوانات فى الغابة عندما يرونهم للمطالبة بحقوقهم .. تشجع الحيوانات للمطالبة بحقهم ، اتهموا الذئاب صراحة انهم يظلمونهم .


فما كان من الغراب الا ان اوعذ للذئاب ان يتهموا الدب بانه يتعامل مع وحوش الغابات المجاورة للايقاع بين الذئاب و الغابة ، فلا هم تخلصوا من الفئران التى تقوم بهذا الدور ، لا هم تركوا الحيوانات تتعاون مع نفسها ، و استعان الغراب بالثعلب الذى اضحى يدور على كل جزء من الغابة يؤكد ان الدب خائنا ، رغم ان باقى الثعالب البيضاء لا دور لها فى ذلك ، بل و كانت مع الحيوانات فى مطالبها ، لكن الثعلب يحاول استمالتهم بحكم العشيرة و الانتماء لهم .


فلو استمعت الثعالب البيضاء لمطلب الثعلب القذر و تركوا باقى الحيوانات هلكوا ..

و لو استمعت باقى الحيوانات لكلام الثعلب ، تركوا الفئران و انقضوا على الدب ، هلكوا ..

و لو استمعت باقى الحيوانات و طائفة الثعالب البيضاء لاصوات بعضها ، لاخذوا بايديهم جميعا ، لطردوا الفئران ، كشفوا الغراب ، انقذوا الذئاب من تهم التخوين ، عاشوا بحريتهم فى غابتهم .




الثلاثاء، 12 يوليو 2011

الفقراء اولا و السياسة

الفقراء اولا و السياسة




ظهرت مؤخرا بعض الدعوات لترك الاهتمام بالشئون السياسية و التفرغ للاهتمام بالفقراء ، بدأ الموضوع مع ظهور تدوينة " الفقراء اولا يا اولاد الكلب " ، الوصف يعود على النخبة السياسية التى اهتمت بالصراع على المناصب ، اتفق مع ذلك كثيرا غير ان مع مرور الوقت بدأت الدعوة من البعض لترك الشغل السياسى و الاهتمام بشئون البلاد و التفرغ الى " القضاء على الفقر " .. و هو امر غير واقعى بالمرة و يقود لادنى مما نحن عليه .


طبعا لا يستطيع احد ان ينكر ان الفقراء هم اساس مجتمعنا حيث ان النسب تتراوح ما بين 40 الى 60 % من نسبة الشعب المصرى فقراء على حسب تعريفك لكلمة الفقر و منسوبك فى القياس ، و بالتالى الفقراء هم النسبة الاغلب من الناحيتين ، الاغلب بمعنى الاكثر نسبة ، الاغلب بمعنى الاكثر غلبا ، و بالتالى فهم لهم الاولوية عند تقديم خدمات للسببين سابقى الذكر .


لكن هل نسينا و لو للحظة ان السبب فى فقرهم ليس انهم معتوهين بالفطرة او لا يجيدون الاشتغال و العمل او ينقصون عنا فى العقل او ولدوا بعيب خلقى يمنع كسبهم للمال ، اطلاقا بل هم افضل منا فى كل هذا و ذاك ، لكن السبب الحقيقى الذى جعل من هؤلاء فقراء ، زاد غيرهم فى الانفاق و البذخ و التطاول فى بنيان بنايات اموالهم ، هو النظام السابق سواء اجتماعيا او سياسيا او اقتصاديا ، فقد جاهد كل منهم من اجل حياة كريمة و لكن للاسف ضد التيار ، فكل الظروف كانت دائما ضده و ضد تحقيق حياة كريمة ، كلما جنى اموالا اكثر وجد ضرائب اكثر لتأخذ منه ما كسب ، كلما اخذ علاوة فى عمله وجد الاسعار ترتفع بزيادة تعصف بعلاوته و حتى ما يدثره تحت البلاط ، كلما وجد سلعة رخيصة الثمن وجد انها معيبة او مسمومة على المدى الطويل او تصيب بالسرطان و للاسف يضطر للشراء لانه لا يملك ان يشترى غيرها ، فموت من السرطان بعد سنوات افضل لديه من الموت بالجوع بعد ايام .


اذا فاصلاح حال الفقراء عبر اعطائهم المسكن و المال اللازم لا يكفى لاعطائهم حياة كريمة ، لان النظام السياسى و الاقتصادى لو ظل على ما هو عليه فسيلتهم كل مشروعاتهم و يزيد الفقراء يأسا و بؤسا و يكفرون بالمجتمع و بالثورة ، فيجب ان يكون الاصلاح فى المجالين يتم على قدم و ساق بالتوازى و ليس بالتوالى و الا اضاع احدهما الاخر .


اما عن تبنى البعض لتلك الفكرة فيجب تشجيعهم و الاخذ على ايديهم ، لانهم يساعدون فى عملية الاصلاح بالتوازى ، يربطون على قلوب الفقراء ، يدعوهم الى المثابرة لدعم الوطن ، و فى نفس الوقت هم لم ينشغلوا و لم يشغل الفقراء ذلك عن الاهتمام بالاحزاب المتناحرة التى تحاول القاء بعضها من اعلى قمم المناصب ، نعم نحن نراقب و لن ننشغل عن هموم وطننا ، لن نستيقظ يوما نجدكم على رقابنا تفسدون ما نصلحه .


اما عن فكرة القضاء على الفقر ، فاحب ان انوه على ان القضاء على الفقر امر مستحيل ، ذلك لان الفقر امر نسبى ، فالفقير يطلق عليه هذا الاسم لانه اقل مالا من الثرى ، اى ان الامر دائما يتم بالقياس على الفئة الاخرى ، و بالتالى يمكن القضاء على ظاهرة المحتاجين الذين لا يجدون بينما لا يمكن القضاء على كلمة الفقر ، فالافضل هو البحث عن طريقة لجعل الفقراء يعيشون حياة كريمة و ذلك لن يتم الا بشكل واسع النطاق و بشكل شامل و واعى ، فلا يصح ان نقوم باصلاح دائرة معينة و توفير كل متطلباتها دونا عن باقى المناطق ، بل ان توفير الحياة الكريمة يقتضى توفير ظروف افضل لكل مواطن مصرى ، هذا ما يجعل لفكرة الاصلاح الاجتماعى و السياسى قدرا هاما و يكاد يوزاى القدر الذى نوليه لاصلاح منطقة بعينها .


الفكرة انه يجب ان يهتم بالاصلاح السياسى السياسيون الوطنيون ممن يفهمون فى السياسة ، يهتم بالاصلاح الاقتصادى الوطنيون الاقتصاديون ممن يفهمون امور المالية و الاستيراد و التعمير ، يهتم المجتمع بامر الاصلاح الاجتماعى ، يعمل الجميع على اصلاح حال الفقراء بالاشتراك مع بعضهم البعض ، فاصمد ايها الشعب المصرى ، فما بك ضعف لا يقلق مستقبلا ، فضعفك انت قادر على الخروج منه ، و لا تحتاج الا الى قدر من العمل .



الخميس، 7 يوليو 2011

الثورة فى كتب التاريخ

الثورة فى كتب التاريخ







عندما تكون الدكتاتورية واقعا ، فتصبح الثورة حقا مشروعا . فيكتور هوغو

روح الثورة لن تموت ، مادامت قلوب المشاركين فيها راغبة في النصر. ارنست تولير

إن الذين منعو الثورة السلمية ، هم من أجبروها لتصبح ثورة عنيفة. جون كينيدي

قد يكون من المستحيل أن يكون لدينا ثورة خالية من بعض الجرائم ، ولكن هذا لا يجعل الثورة جريمة . خوسيه بيرجامن

الثورة دائما ما تكون في أيدي الشباب ، لأنهم ورثة الثورة . هيوي نيوتن

إن الطريق مظلم ، فإذا لم نحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق. تشي جيفارا

أنا لا اوافق على ما تقول، ولكني سأقف حتى الموت مدافعا عن حقك في أن تقول ما تريد. تشي جيفارا

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تموت جبانا . المتنبى

إِذا رَأيتَ نُيُوبَ اللّيثِ بارِزَةً ... فَلا تَظُنَّنَ أَنَّ اللَيثَ يَبْتَسِمُ . المتنبى

انتشار الوباء في غير مشقة وانتشار الفساد الخلقي وانتشار الرشوة وانتشار السرقة ، وتقطيع الصلات بين الناس ، وانتشار الظلمة في الضمائر والقلوب ، وانتشار اليأس حتى من روح الله ، وانتشار الذلة والمسكنة والهوان ، وانتشار الإذعان للظلم والاستسلام للعسف والانقياد للاستبداد والاستخفاف بالحرية والكرامة ، والازدراء لكل ما يجعل الإنسان إنساناً فضلاً عن الازدراء لكل ما يجعل الإنسان إنساناً متحضراً ممتازاً كل هذه الآفات والمخازي ليس لها مصدر إلا هذا الشقاء . عميد الادب العربى طه حسين .

هذا يذكرني بالرجل الذي قتل والديه، وعندما اقترب موعد المحاكمة، راح يطالب بالرأفة لأنه كان يتيماً. أبراهام لينكولين

" الثأر هو نوع من عدالة البرية" فرانسوا باكون


السبت، 2 يوليو 2011

شعارات الثورة


شعارات الثورة



و تمضى الايام ، بعد الثورة الكريمة ، ثورة 25 يناير ، ثورة ضحى فيها الشهداء بدمائهم من اجل ان يشعر غيرهم بالحرية ، ثورة ضحى فيها المصابون باعينهم و صحتهم من اجل ان يتنعم فى خير هذه البلاد ، تمضى الايام لا جديد بعد تجدد الامل ، لا جديد بعد حدوث المستحيل ، ابدا لا جديد .


الاحزاب لاتزال تتسابق على كرسى ، البعض يروج لنفسه و لحزبه الجديد ، البعض يقوم بصفقات مشبوهة مع احزاب اخرى للاتفاف على ارادة الناخب المصرى و تبادل المقاعد فى البرلمان المزعم اعادة فتحه من جديد ، البعض الاخر يقوم بصفقات مشبوهة مع الحكومة بأن يساندها فى رخاوتها و اهمالها و عطلتها المتعمدة من اجل ضمان مصالح شخصية ، البعض ينتقد كل من ينتقد و يبرر للحكومة العاجزة عن تحقيق امال شعبها ، قد اطلقوا عليهم حكومة الثورة .


الحكومة لا تزال تمارس دور الوصاية على الشعب المصرى ، الكذب على الشعب مازال مستمرا ، تصوير كل مظاهرة بانها فئوية او ذات مصالح خاصة ، تبرير غضب المواطنين بان هناك من يسعى للوقيعة و الرجوع بالثورة للخلف ، الحكومة التى تسحب الثورة لاخر الطابور بما فيها من اعضاء لجنة السياسات للحزب الوطنى المنحل ، التى تزخم بوزراء يتعاملون حتى اللحظة مع الشعب المصرى بانه جاهل ، لا يدرى مصلحته ، لاتزال على رخامتها المعتادة فى تبرير كل خطأ ، القاء اللوم على اى احد غير نفسها .

الامن لايزال مفتقدا عند قطاع واسع من المدن و الاحياء ، الشرطة لا تزال تمارس القمع و السحل و الضرب امام كل مواطن يفكر او يعتقد ان له الحق فى التظاهر ، حجة قبل الثورة من نوع تغيير نظام الحكم ، تبدلت و اصحبت اليوم ممارسة البلطجة او تعطيل عجلة الانتاج ، الامن مفقود و يختبىء فى جحوره فى مناطق من مصر ليست بقليلة ، يظهر و يتمخض امام المظاهرات و يستعمل اقذر الوسائل ، الاسلحة المنتهية الصلاحية لاتزال موجودة ، استخدام البلطجية فى الدفاع عن الشرطة لا يزال مستخدما ، قتلة الشهداء لا يزالون يذهبون لعملهم ، بل و حصلوا على ترقيات ، الوزير الذى لا يعرف كيف و متى يحكم قبضته على امور الداخلية لايزال موجودا .



المرتبات لاتزال متدنية ، الحوافز التى تعتبر الامل الوحيد للمواطن الغلبان الذى يسد بها فتحة التدنى و التدهور فى حائط مرتبه الضعيف ، على وشك ضمها على المرتب الاساسى ليبدو و كأنه زاد بالفعل ، لا تزال المرتبات بدون حد اقصى ، لا يزال هناك فى الدولة من يتلقون الملايين مرتبات شهرية مقابل اخرين يتقاضون الجنيهات القليلة ، التعويضات التى من المفترض ان تصرف على الشهداء و المصابين لا تزال حبرا على ورق ، الحياة الكريمة التى يحلم بها كل مواطن مصرى لاتزال قادمة فى المستقبل .


الفاسدون لا يزالون ينعمون و يتنعمون فى اموالهم المنهوبة ، من سرق لايزال ينفق من سرقته و لا يجد من يحاسبه ، القاتل لا يزال طليقا ، يمارس اسوء و ابشع انواع الاستبذاذ تجاه اهالى الضحايا ، اكلة مطبخ السلطان لا يزالون فى مناصبهم ، لايزالون يمارسون هوايتهم القديمة من مسح اطباق حكامهم الجدد بالسنتهم ليرضوا عليهم ، الحكام لا يزالون يرضون و يسكتون عنهم بحجة عدم وجود البديل فى بلد نظم مظاهرات حضارية اشاد بها العالم كله .

الرئيس السابق لايزال فى مرقده فى شرم الشيخ ، لا جديد يذكر ، كان يقضى فترة رئاسته فى شرم الشيخ ، الان يقضى فترة محاكمته فى نفس المدينة ، مساعدى الرئيس السابق فى نشر الفساد و الافساد فى مصر ، اما فى مراكزهم او يحاسبون ببطء و تراخى و سلاما تماما ، العالقون فى تلك المحاكمات من اهالى الشهداء و المصابين و الجرحى و الثوار المصريين و الشعب المصرى العادى ، لايزالون عالقين فى محاكمات بلا حكم ، التأجيل هو اساس الملك فى نظر القضاة ، النيابة تتحرى فى شهور و اخشى ان تنقلب لسنوات ، بينما كانت توجز على رجالات المعارضة على النظام السابق فى ايام .

الاعلام الفاسد لا يزال فاسدا ، المتاجرون بالقضايا لايزالون يتاجرون بل و يتربحون ، كل منهم يستمتع و هو يتأمل نفسه طويلا ، عندما يتمسح فى حذاء السلطة و يلوم الشعب الفقير و الغاضب على عدم الصبر و التمتع بانجازات الحاكم ، هو نفسه نفس الطاقم الذى كان ينافق فى الامس النظام السابق ، هو نفسه الطاقم الذى ينافق الثورة و الحكومة اليوم ، لاعزاء للثورة .



الشعارات التى تردد منذ اليوم الاول فى الثورة على شاشات هؤلاء الساقطين ، لاتزال تردد و بصوت اعلى ، معها قدر من الاشادة للقيادة الحكيمة من المسؤلين ، الشعارات التى فى حب مصر و حب الثورة و الشعور بالاسى على ارواح الشهداء لا تزال هى نفس الشعارات ، لاتزال هى نفس التصبيرات ، لا تزال هى نفس الوجبات الخفيفة التى تقدم قبل الوليمة حتى سد نفس المتأهب لها عندما يفقد جوعه و يصيبه سدة النفس ، نفس الحوارات و نفس التمنيات منذ اليوم الاول و حتى الان .


ان اكثر دولتين عربيتين تقريبا تم الغناء لهم و ترديد الشعارات من اجلهم ، التحدث عن التضحية بالغالى و النفيس من اجلهم او مدى ترابط و عظمة شعبهم و قدرتهم العالية على المساواة و عدم التنابذ بينهم ، هما فلسطين و لبنان ، لاتزال اغانى وحدة الشعب اللبنانى و انه فى ضعف مؤقت الى حين الصمود تغنى الى الان ، لا تزال اغانى و قصائد القدس و فلسطين تردد و تؤلف و تكتب و تغنى و تقال و تذاع و تنشر ، لكن لا جديد ، ذلك لان الشعارات عندما تبدأ فاعلم انها فقدت و انها مجرد امانى لبعث الصبر فى النفوس التى تعلم و تدرك جيدا ، انه لا امل فى تحقيق ذلك على ارض الواقع فى ظل الظروف الحالية .. يذهب اجيال ، يأتى اجيال ، و تبقى الشعارت على ما هى عليها منذ اليوم الاول ، لا جديد يذكر عن انجاز حقيقى فى جدار تلك الامانى و الدعوات .