ثورة الجدعان
حينما يصبح الاحتجاج جريمة
تهمة يعتقل بها الجمع فى الميدان
حينما يصبح القواد فى الوسط
و امامه الاصوات و الهتافات من كل مكان
حينما يتصور انهم موالى نعمته
و الاوامر و الاحكام تأتى من الاله و الصلبان
حينها يتوقف كل شىء عن الاستمرار
حينها يتوقف الجميع عند ذلك الزمان
حينما كل موقف استياء
يتحول الى اندساس من المعارضة و الاخوان
حينما يتشكل و يشترى نفسه الاعلام
و يتلون بألف لون من الالوان
حينما يتحول الغضب الى مطالبة
و المعتدى عليهم الى اعداء النهضة و الامان
حينما تتحول الديمقراطية لاول مرة تمارس منذ اعوام
الى تقليب الاوضاع و سجن خلف القضبان
حينها يتوقف الجميع عند ذلك الزمان
حينما يتهم العسكرى الذى عبر عن رأيه
بأبشع تهم العصيان
حينما يسقط على الارض
كل حر يملؤه حلم الانسان
تطأه الاقدام و تطاله ايدى العسكر
و لا يجد فى وطنه الا كل امتهان
يستمر الاحتجاج السلمى
و يشيع للفوضى بحالة فض الغضبان
لم غضبان ؟ و لم لا يكون كسلان ؟
تخاذل عن المستبد الحقيقى و تفرغ للغلبان
اليوم يدافع البطل عن مجد تاه
و يتجاوز بصوته خطوط صنعتها بنادق الجبان
الناس تأكل من عطايا السلطان
يسمع عن اهلها من داخل البستان
يحدد قراراتها من على الشطئان
يتيح و يمنح العطايا للحيتان
يخادعونه بزهور النرجس و الريحان
و يستمر عطاء السلطان
و الناس لا تجد ما بين الاسنان
عندما يتصور الاستبداد انه بلا نهاية
عندما يعتلى الدفة اللصوص و بينهم القرصان
عندما يشق البحر بسفينة ليست له
و يتصور ان اهلها سترضى بسمكة للقطعان
عندما يتنزه الامير فى محافل الناس
و يصور له البعض انه فارس الفرسان
عندما يصير التعذيب و القتل
و التبخيس و الفساد و القهر
بالمجان
يصيح كل منافق انا معترض
تخرج من كل افاق صيحات الاستهجان
يعلن الفاسدون و مدعى تمثيل الناس ...
"قلة مندسة " يصرح بها لسان الفنان ...
"والقلة المندسة كما نعلم
لا تمثل حقيقة اصوات الاوطان" ...
اليوم تعلم المعارضة ؟
قد كان دائما من حاشية السلطان
فاليوم هو دائما كما كان
كاللسان ...
كالبغبغان ...
عندما يرفض طلب اهل السويس
الذين ضحوا فى الماضى
بالغالى و الشرف و الابدان
عندما يرفض طلبهم العادل
باستلام جثث الضحايا و تشييع الجثمان
عندما يرفض ان يتقدموا بمحضر
و شكوى الظلم اقل الدستور عدالة
و لكن فى بلد لا يسكنه اقزام الفئران
لا تعجب من موقفهم فهم ابوا
ان يطأوا للاحتلال فى الماضى و يقبلوا المهان
قد تعودوا الكرامة منذ تفتحت
اعينهم على اراضى مصر الجنان
كنا دوما كذلك و سنبقى
و يكفى ان يطلق اى فرد لخياله طى العنان
كنا دوما لا نرضى بالظلم و تارخنا يشهد
و لكن يبدوا ان احدا يتعمد فكرة النسيان
يكفى الناس ما لاقوه من غم و ظلم
يكفيهم ما لاقوه من مهانة و احزان
و لا يسأل السلطان نفسه لم يفعلون ذلك ؟
لا يسأل نفسه ان كان فعلا يلقى الاستحسان ؟
يدرى تماما انه غير مرغوب فيه
و يصر على ان يبقى فوق صهوة الحصان
حصانك عاجز لا يدخل حربا
و لكن يطوف القصور و جوانب الوديان
تنعما بها سويا
و الناس تبنى البيوت من العصيان
شتان بين كليهما
و الف الف شتان
لم يخرج تصريح يعد بأى شىء
يتعاملون مع الموقف كأنه ضوضاء الصبيان
لا يهتمون لم يتحركون او يطالبون
لا يفتعلون الاهتمام و فكرة الحسبان
ان كان البليد لا يحس و لا يشعر
فهل لنا ان نستعين بملوك الجان ؟
هل لنا ان نقتل انفسنا
و نقطع العنق من الشريان
الى الشريان ؟
لن يهتموا و لن يعلقوا
قد كانت لهم البلاد قصور من مرجان
فتاة جميلة تلعب و تحلم
ان تنشر عطرها على اهلها
و يتجاوز ما بعد البحور و الخلجان
فاخذوها من يدها و سلموها
كل ليلة لمفترس من بلاد الغربان
و ارتضوا ان يبيعوا ذهبها لانفسهم
و يتقاضوا على جريمتهم ثمنا من الاثمان
و يريدون على ذلك
ان تنطبق كل الاجفان ...
برغم كل ذلك اشعر بالامل
و عندى على ذلك من الايمان
فمتى انقطع الخير
يأتى الخير بعد الحرمان
يأتى النور و الدفىء
من داخل النيران
يسطر الشهداء التاريخ القادم
عبر التضحية حاملى الاكفان
حب هذه الارض سيظل دائما
داخلنا كالعشق كالادمان
يأتى المجد لهذه الارض
عبر ثورة يقودها حق الشجعان
لا مانع لدى من ان اؤيد
عكس المنافقين ثورة الجدعان
الامل فى ان تستمر
هذا هو صلب الامتحان
كتبت فى يوم 30/1/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق