اعلام الثورة
و انتهت الثورة ، بدأت الوجوه القبيحة و المشوهة تطل علينا ، اموات عرفناهم بيننا عادوا الينا باقبح من ذى قبل ، اجساد لا تحوى نفوس طيبة بداخلها . منافقون و خدام حسب الطلب عادوا يمارسوا ابشع جرائمهم بواسطة سيل من النفاق الزائف و السافل علينا و على كل من شارك فى الثورة ، تلك الوجوه القبيحة ليتها ثبتت على موقفها المعاد للثورة ، او ظلت بالمنزل .
المولد النبوى الشريف صار دعوة للاسف لتقديم التهانى ممزوجة بالسماجة فى تأكيد دور كل منهم فى الثورة بعد ان كان اول المنافقين و المهاجمين للثورة ، ليتكم قلتوها : " مولد نبوى شريف و كل عام و انتم طيبون " و اكتفيتم عند هذا القدر . لكن ذكر انكم جزء من نضال الشباب و انكم صنعتم ، فعلتم ، وقتما كنتم تقدمون وصلة ردح للشباب ، وصلة نفاق للنظام السابق ، فهذا امر مشين لا يغفره تمنيات حضراتكم .
ديناصور النظام الذى ظل يتحفنا بأرائه الثورية حول الحركة الاحتجاجية – كما اسماها - ، الذى كتب الخطاب الاول للرئيس السابق محمد حسنى مبارك ، خرج منتقدا و بشدة باقى الخطابات ، اسماها بالضعيفة التى ساهمت على ثورة و غضب الناس ، نسى انه من ممتلكات النظام ان لم يكن جزء منه ، انه على ضخامته بطىء الحركة و الاستجابة كعادة النظام ، ان تصريحاته جاءت متأخرة كعادة النظام ، حيث سبقها قبل تصريحاته بأسبوع بحلقات و مقابلات على جميع القنوات ليتحفنا برأيه الذى لا خطأ فيه ، لا يصح لاحد ان يعارضه فيه ، و لاان يعلن انه ليس جزءا من النظام ، انه يأسف لما ألت عليه الامور ، فيطمع فى منصب وزير الاعلام فى الحكومة الجديدة .. هيهات .. هل تظن الناس تنسى بمثل هذه السرعة ؟
قناة المحور صاحبة الاتجاه المناضل نضال مساندة النظام السابق ، جاءت كصفعات على مؤخرة رأس كل متظاهر فى الفترة الاخيرة ، خرج كل مذيع و مقدم برامج صنعهم النظام فى فضائية يملكها موالى للنظام ، ليهاجم المتظاهرين و يصفهم بأنهم عملاء و خونه ، تلقوا تدريبات باسرائيل و ايران ، اخرجوا لنا صحفية مشبوهة و مستأجرة من قبل النظام و القناة و بمعرفة المذيعين المشبوهين على تلك القناة لتؤكد ذلك ، طبعا مع اخفاء وجهها بحجة كى لا تعرف ، طبعا المقصود ذكر الخبر على طريقة " صرح مسئول رفض ذكر اسمه " . كما قام الميزو بتقليد دور صاحب القضية و استضاف مجموعة من الموالين للنظام و اخرين كانوا كلابا للنظام تعوى فى حديقته الخلفية فأنقلب عليهم فى الاونة الاخيرة ، فطمعوا ان يخرجوا فى تلك الثورة حتى ينالوا كرسى فى مجلس الشعب ، اقنعوا المشاهدين بأنهم معارضة !!
و يدخل نقيب السنمائيين الفذ صاحب تصريح " احنا هنا فى ميدان مصطفى محمود مش مئات احنا ملايين " ليجرى مكالمة هاتفية يطلع فيها المذيع ان ماما – ماما المذيع - كانت تبكى ، الفنانة كذا كانت تبكى ، الفنان كذا مستاء بشدة من الفعلة الصبيانية التى قام بها هؤلاء الشباب ، ثم و بقدر متحف من النفاق انقلب سيناريو القناة فى اخر يومين من الثورة بعد تأكد تام ان كفة الشباب هى الارجح ، فالميزو يدافع عنهم و يلقبها ب "ثورة " بعد ان كان يقول " وقفة او احتجاج " ، يخرج لنا سافل فى منتهى الوضاعة ليقول انه يرفض ان يعلق اسمه فى ميدان التحرير مقترنا بلفظ خائن ، له الحق فى ذلك ، لكن قمة السفالة و الوضاعة كانت فى انه قال انه من المشاركين فى الثورة ، انه كان داعما لها ، انه كان يقوم بعمله وقت ان كان الاخرون مختبئين فى منازلهم .
و يدخل الفنان احمد عيد المحترم ليقابلهم بمثل تلك الحقيقة ، فيكون تعليقهم على مكالمته اضعف و اقل من موقفهم ، لا مانع من ان يخرجوا و يعتذروا للناس عما بدر منهم من تدنيث للثورة ، لكن ان يتحفونا بأنهم جزء اصيل منها ، انهم شاركوا ، عار عليكم يا سادة .
و صاحب القناة الاخرى الذى ارتبطت اعلاناته بأسمه مقترن بها " و شركاه " ، كلنا نعرف من " شركاه " هؤلاء ، و انهم نجلى الرئيس ، فى البداية موقف مضاد و بشدة للثورة ، يخبرنا بتاريخ سعادته فى الثورات الماضية و المظاهرات التى كان يخرج فيها الى ان وجد بعض من يريد ان يقفز على مجهوده و ينتزع الانجاز لنفسه فيفضل الانسحاب ، تدخل مرة على الهاتف فى قناته ليحاسب و يبدى انزعاجه من مقدمة البرنامج و ضيفها الذين تحدثوا فى حقيقة الموقف و ان المتظاهرين يطالبون برحيل الرئيس ، ليخبرها عن تاريخ الرجل المشرف الناصع بالبياض ، "الفانلة مبتكدبش " ، انه مثال يجب ان يحتذى و ان قراراته مرسوم الاهى لا يجوز التشكيك فيه ، لم نرى مقدمة البرنامج مرة اخرى لمدة ثلاث ايام اخرى .
طبعا قبل ان يغير موقفه مع انقلاب الاحداث و تطور موقف المتظاهرين و يقينه ان الثورة فى طريقها للنجاح فيعيد المذيعة ، يعطى تصريحا للمذيعة الاخرى التى خرجت علينا مساءا باكية من نص خطاب الرئيس و مستعطفة القلوب الرحيمة ب " كفى " ، يعطيها تصريحا لتهاجم النظام و تستضيف من تشاء و تخرج للتصوير مع الشباب فى الميدان ، بعد ان اعطى مطلق الحرية لل " طرطور " الذى يعرف بأنه " طرى فشر البندق " الذى اعتبر نفسه واحدا من اسرة الرئيس بعد ان بكى عقب اتصال هاتفى من السيد علاء مبارك عقب احداث الجزائر ، ليهاجم الثورة ، يعمل خبير للمساحات ليقارن ميدان التحرير بمساحة ستاد القاهرة ، انه لا يمكن بأى حال من الاحوال ان يتسع لاكثر من 80 الف متظاهر ، طبعا لا مانع من استضافة المنحرفين امثاله على التليفون ليسبوا المتظاهرين ، منهم طبعا طبعا " حس و هيما " الذى قال احدهما انه ظل يحارب لمصر كما فعل الرئيس ، الاخر طالب بمنع وصول اى نقطة ماء للمتظاهرين ليموتوا عطشا .
ناهيك عن القنوات الرياضية المتخلفة اصلا التى يملكها رجل الاعمال الدكتور صاحب الاكاديمية و طاقم المذيعين ، شلة المنحرفين المنافقين الذين يعملون فى الاستوديوهات و المخرجين المنافقين الافاقين ، الذى استمتع باشباع حاجاته السادية عبر استضافة مجموعة من الشباب على الهواء و فتح التليفونات عليهم لاكثر من ساعة لاصدقاء البرنامج ، كلنا نعرف انهم ما هم الا الاستوديو الخاص بالقناة و فراشى القناة الذين يجلسون خلف الاستوديو ، طبعا امتدت لوصلة من السباب و الشتيمة فى الشباب ، الشباب لم يكن مسموحا لهم بالتعقيب او الرد بحجة ان " الراجل طالب على التليفون ، الفاتورة غالية ، سيبوه يكمل " ، يقول لنا المبدع العظيم صاحب الانجاز الرفيع الذى لا اعلم ما سبب فخره به ، بأنه اول محترف مصرى فى اوروبا ، رغم ان هناك بالفعل من سبقوه فى الاحتراف ، صاحب الضربة الارضية فى كأس العالم ، يقول لنا المبدع افشات و تريقة و هجوم ، " لعب فى ذقن حضرته " ، على الشباب ، انهم يعانون قلة التربية و الادب .
الان تذكر " دائم الابداع " ، " شللى " انهم يتحدثون عن شباب من خيار ما انجبت البلاد ، انهم يستحقوا التكريم و الاحترام ، طبعا بأمر من صاحب القناتين حفاظا على مصالحه ، انهم صنعوا ما لم يصنعه احد ، عقب مقدم البرنامج على سؤال احد الضيوف : " ما رأيك فى من ينقلب على رأيه قبل و بعد الاحداث ؟ " ، عقب ب " يبقى راجل سافل طبعا " .... الله عليك يا حبيب والديك ، هاتها م الشبكة .
طبعا لا داعى من تذكير احد عن رئيس احد احزاب المعارضة الذى له عديد من القنوات ، خصصها لمهاجمة الثورة طوال اليوم ، ليخرج لنا فى الصباح متحدثا باسم الشباب و مفوض عنهم ، رغم ان احدا لم يفوضه ، قدمت لنا القناة مزيدا من النفاق و الهجوم الكاسح الذى لا يقل عن هجوم الجمال على المتظاهرين ، انهم يريدون خراب البلاد العامرة بحس سيادة الرئيس ، خرج لنا قلم الرصاص و الممحاة التى بجواره على قناته الاولى ليلقنوا الفنانين شهادتهم عن الاحداث الجارية ، يستطلعوا وجهة نظرهم فى الاحداث المشينة التى تحدث من قبل الشباب . كما جر ناعم مع احد المذيعين ، شقيق الديناصور ، الذى انضم لحزبه المبجل ، ليلحق بالاعلامية ال "خرساء " عن قول الحقيقة على قناته الاخرى ، تفندوا لمهاجمة المتظاهرين ، اتهامهم بأنهم عملاء و خونة ، ثم فجأة تذكر صاحب القناة ان الوطن يناديه و ان وطنيته تلح عليه ان يغير من اداء القناة و سياستها لتساند المتظاهرين ، طبعا بعد رجوح كفة المتظاهرين ، لم يصرح لنا صاحب القناة عن الصفقة السوداء التى قام بها مع النظام من اجل الاطاحة بفريق عمل اكبر جريدة معارضة فى مصر ، لم يتحفنا بمصدر امواله و شركة الادوية التى يملكها ، صاحب القناة و الفياجرا اصبح رئيس حزب معارض و ينتقد ...
طبعا ان جأت الى القنوات المصرية الحكومية فالفاجعة اكبر ، بداية من استخفاف عقول الناس و تصوير النيل على انه مشهد للمتظاهرين ، دخول تليفونى لعدد من المنحرفين المعروفين بالفنانين ليسبوا المتظاهرين ، كما يتم درج بعض الاتصالات المفبركة عن متظاهرين من 25 يناير يقولوا فيها : " انا اسف ، مكنتش اعرف ان البلد هتروح لكده ، انا مكنش قصدى ، البلد بتضيييييييييع" ، احد اصدقائى قام برفع الفيديو على النت ، وضع كلمة اسكندرانى بجواره . لن اتحدث فى مقالى هذا عن الصحف الحكومية ، فالناس تقرأ و تعرف جيدا ، اما من لم يقرأ ، فقد حفظ ضغط دمه عند المعدل الطبيعى .
هذا الى جانب رأى الفنانة الذى لا اعرف كيف ربطوا بين السماحة و بين اسمها بأن المتظاهرين من وجهة نظرها يستلزم لهم الحرق ، تصريح الفنانة "زينة الجنينة " تعقيبا على " مش هنمشى هو يمشى " ب "مشش فى ركبهم " ، وصلات ردح للمتظاهرين كل خمس دقائق ، نسيت ان تخبرنا عن قضية شقيقتها التى اتهمت بالاتجار بالمخدرات قبل الثورة ، ال "صلعت " الذى حل ضيفا متكررا على الرئيس السابق الذى وثف ثقافة المتظاهرين " بثقافة امه " ، اتهمهم انه يتم توزيع المخدرات بينهم ، الجنس المحرم داخل الخيام . أكد الفنان المصري أحمد السقا أنه متمسك بموقفه السابق بتأييد بقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة حتى نهاية ولايته في سبتمبر/أيلول المقبل، معترفًا بتعرضه للطرد من ميدان التحرير على يد متظاهرين يطالبون بإسقاط نظام مبارك ، ثم خرج علينا فى اليوم التالى ليخبرنا انه شعر بسعادة غريبة بالتواجد مع المتظاهرين ، انه يدعو مصر للنزول لميدان التحرير .
النظام استعان بتامر حسني للظهور في التلفزيون لسب المتظاهرين و إدعاء بأنهم عملاء و مأجورين و لما أيقن أن النظام إلي زوال و نهاية مبارك محتومة قال ألحق نفسي فذهب للمتظاهرين في ميدان التحرير ليصالحهم و لكن مجموعه كبيرة رفضت أن يركب الموجه و أنزلوه من المنصة ليمثل لنا البكاء دون سقوط قطرة دمع واحدة . الشاعر الغنائي الشاب ايمن بهجت قمر طلب من منى الشاذلى قراءة قصيدة مؤثرة موجهة للرئيس مبارك تلومه لانه بتمسكه بموقعه "بهدل البلد" وتسبب بكل ما يحصل من صور تنقلها الفضائيات ، رغم انه هو هو المؤلف الغنائى الذى كتب اغانى للفنانة شيرين عبد الوهاب عن سلامة الريس ، جمال الريس من قبل . دلال عبد العزيز وصفت المتظاهرين ضد نظام مبارك بالمخنثين .
إلهام شاهين للبرادعي: هل خيانتك للعراق ثمنها رئاسة مصر؟؟ لم تخبرنا هل فتح المجال الجوى لمصر لامريكا لضرب العراق ، ثمنه البقاء فى الحكم ؟؟ .. قد لا احب او احب البرادعى ، لكن لا يمكن وصف الرجل بمثل تلك التهمة التى لا دليل عليها عند الفنانة الهام شاهين . يسرا و عادل امام شنوا هجوما على المتظاهرين و ذكروهم انهم – يبدوا انهم يتحدثون عن انفسهم – يعيشون فى سلام و رخاء طوال 30 عام .
أما ردة الفعل الأعنف، فكانت من الملحّن عمرو مصطفى الذي فقد أعصابه في اتصال بقناة "العربية"، وانهال بالشتائم على المتظاهرين متهماً إياهم بتخريب البلد. وبدأ بالصراخ طالباً منهم العودة إلى منازلهم ، التهمهم بالخونة و العملاء و المأجورين ، اعطى تصريحا للتلفزيون المصرى يدعو للعجب و الذهول ، حيث قال : " من يرى هؤلاء لا يتعامل معهم ، فقط يصورهم بال اى فون او البلاك بيرى ، يعطى صورهم للجيش " ، تصريح يدل على ان الفنان كان يقضى ايامه السابقة فى تركيا و اسبانيا اكثر من مصر ، فهل فى اعتقاده ان المواطن المصرى البسيط المتواجد بالشارع كان يوفر من قوت يومه للدرجة التى تسمح له بشراء مثل تلك الاجهزة ؟؟ لو كان كذلك فلم يتظاهر اصلا ؟؟
انا لا اذكر كل هذا من اجل الشماتة فى احد ، لكن من فضلكم ، بعد انقضاء ايام الثورة نحتاج للمجدين الصادقين و المستعدين لخدمة الوطن دون نفاق و رياء ، لا نقول استبعدوا هؤلاء تماما و ندعو للانتقام منهم ، لأن ثورتنا بيضاء ، لن تدعو للانتقام ، لكن من فضلكم لا تطلبوا من الناس اكثر من طاقتها ، لا تطلبوا ان يستقبلوهم كالابطال ، لا تطلبوا منهم ان يغفروا لهم ، فقط اطلبوا من الناس ان تحسن التعامل معهم و لا تنتقم منهم ، لان ما فى القلوب لا يسيطر عليه احد ، لا يمكن ان يتغير بعد ان كشفناهم و عرفنا حقيقتهم ، لكن نحتاج من المسؤلين ان ينقوا الاعلام من شوائبه المترسبة فى الاونة الاخيرة ، يعين الناس على مدى كفائتهم لا ولائهم ، لن يستطيع المسؤلون ان يكشفوا حقيقة قلوبهم ابدا ، لكن يستطيعوا ان يختبروا كفائتهم عبر عملهم ، جدتهم فى اداء مهام وظائفهم ، نتمنى ان يكون الاصلاح شاملا فى الفترة القادمة ليشمل الاعلام الذى كان يشق على ان اتابع اعلام غير مصرى ، غربى لاعرف الحقيقة ، لان اعلام بلدى يزورها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق