كفاكم لعبا على مشاعرنا فى الايام العادية
الحمد لله يأتى شهر رمضان الكريم بالخير و اليمن و البركات ، اعاده الله علينا و عليكم بخير الاحوال ، يبدأ معه صراع التلفزيون ليحاولوا جذب اكبر عدد ممكن من الناس حول القناة التى تنتقى عشرات المسلسلات ، عشرات البرامج التى يصعب على المتفرغ التنقل بين احداها و سواها ، فما بالك بمن هو اصلا يرغب فى ان يستزيد من حسنات الشهر الكريم ، الاقتراب من الله لعل الله يغفر له ما يدخله اوسع جناته .
و مع رمضان تجد تلك البرامج و المنوعات التى تستضيف نجما لامعا ، تتحدث معه فى ضوء حياته الشخصية ، ما مضى منها و ما هو ات ، تسأله عن ما يتمناه فى المستقبل ، او الدور الذى كان يرغب فى اداءه او الامنية التى يتمناها لنفسه ، خاصة اننا فى الشهر الكريم ، تفاجأ سيادتك و انا مع حضرتك ان الكل يدعو الى الفضيلة و العفاف الذى افتقده طوال العام – على الاقل من وجهة نظرى - ، فتجد من كان ادوارها موسوعة فى الاغراء تقول و بكل بجاحة " نفسى اتحجب " . طب و هو كان حد منعك ؟ معملتهاش ليه ؟ طبعا لان سيادتها سينزل لها فيلم جديد ، اضافة لمجموعة الافلام الاغرائية التى قدمتها من قبل ، و ذلك فى العيد ، بعد رمضان ، لا تنسى تقديم المشيئة .
و تجد ذلك الفنان الذى اشتهر بادوار بها قبلات ، اتخذ موقف معاديا من المتدينين و المحجبات ، شجع زوجته على خلع الحجاب ، تجده يخبرك انه كان يتمنى ان يلعب دور صلاح الدين ، او خالد بن الوليد ، تلك الشخصيتان اللتان كونتا الفكر العربى العسكرى الاستراتيجى الحربى الاسلامى ، اذاعا صيته بين الامم ، ذلك ليس بفضل قيادتهما العسكرية فقط ، لكن نتيجة تمسكهما بالدين ... ارأيت الجزء المشترك بين الممثل و هذه الشخصية ؟ تمام الاول انه مثال سىء على الناحية الاخلاقية ، عدم التمسك بتعاليم الدين ، المثالان الرائعان هما خير مضرب للمثل ان النصر من عند الله و بالتالى قضيا نهارهم فى المعركة ، ليلهما بين ركع و سجود .
هل سألت نفسك لما يصرون على تلك التصريحات ؟ هل سألت نفسك هل كانت هى حقا امانيهم ؟ هل سألت نفسك عن ما يدور ببالهم فى اثناء تلك اللحظة ؟
ان هؤلاء المهرجين لهم يمزحون من فكر حضرتك الذى قد يغلبه اعجابك بشخصية الممثل تارة ، او الشخصية التى يتمنونها تارة اخرى ، فهم حقا لا يبغون غير الذى هم فيه سبيلا ، انهم فرحين جدا بما هم يقدمونه ، الشهرة الزائفة التى حتى لم يخفوها فى رمضان ، هم يفعلون ذلك فقط لعدة اسباب اهمها :
1- جذب اكبر عدد من الجمهور تجاه شعبيتهم مما يسمح لهم بنجومية اكبر .
2- تكذيب بعض الشائعات و الحقائق التى تقال عنهم سواء فى الشهر الكريم او بعده .
3- ضمان نجاح اكبر لتلك الاعمال التى يقدمونها ، للبرنامج الذى هم فيه .
4- تداول اخبار مثل ذلك تجعلهم مطلوبين فى الوسط الفنى ، تزيد من علاقتهم داخل الوسط .
5- ضرب المنافسين فى مقتل عن طريق استقدام عنصر لا يجوز معه مقارنة ، هو الدين .
اقول لهؤلاء لم لا تتحفونا مثلا بمائدة من موائد الرحمن ، او زيارة لمستشفى سرطان الاطفال ، او عمل دينى حقيقى خيرا من التمنى و التنكر ، ان اردتم حقا ان تحققوا النجومية ، فمن فضلكم حققوها بأعمال محترمة ، تصرفات اجتماعية محترمة ، ليس عن طريق اللعب على اوتار و مشاعر الناس و بخاصة فى هذا الشهر الكريم .
كلمة حق اخيرة ... شكرا للفنان الشاب احمد عيد على مسلسله " ازمة سكر " الذى اعجبنى كثيرا بتخلصه من هذا الزيف و الرياء الموجود فى باقى المسلسلات ، المسلسل بصراحة و ان كان لا يسع عشرين حلقة ، اعتمد المنتاج على التطويل و المط فى الحلقات ، الا انه يناقش قضايا هامة و بشكل لا يخلو من المتعة و التشويق و الفكاهة ، كما انه مقدم فى سياق عمل فنى محترم ، ينتقد من قريب و من بعيد ظواهر تحدث فى عالمنا الصغير و الكبير ، يتناول مشاكل كثيرة فى الاسرة ، الريف ، البطالة ، الغلاء ، الوسط الفنى ، تجارة الاثار ، المجتمع ، ظواهر هبطت علينا من السماء على غفلة منا ، فشكر خاص لكل من شارك فى العمل الفنى الجيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق