الخميس، 22 سبتمبر 2011

مش رجولة

مش رجولة







شكر خاص الى الاستاذة غادة عبد الحليم العيسوى ، صاحبة المبادرة بطرح فكرة الموضوع الحالى .......



مش رجولة لما تسمع اغانى هيفاء و جاد شويرى و كلاب السكك .

انك تشتم حد مستغلا انك مستخبى ورا الكيبورد فى البيت .

انك تدافع عن واحد غلطان ، بمبدأ انك بتحبه ، رغم ان الكمال لله ، كلنا بنغلط ‎.

الاصرار على القاء كل الاخطاء على شماعة نظرية المؤامرة ، المؤامرة موجودة ، لكن لا تمثل 100 %.

انك تستغل مصيبة واحد انت مختلف معاه ، علشان تشمت فيه .

انك تسمع توفيق عكاشة و تشوف ان برنامجه فيه اى ميزة ، انه ساعات بيقول كلام صح فى النص .

انك تبهدل الدنيا معتمد على ان فى حد هييجى بعدك ينظف وراك .

انك تختلف مع رئيسك و تضطر تسمع كلامه ، بس بعد ما يمشى تقعد تشتم فيه لانه مشى من قدامك .

انك تشيل مطواة فى جيبك علشان ساعة الخناقة ترفعها فى وش غيرك .

انك تستعد علشان تطلع قانون ، ترجع تقول مسودة .

انك تبقى مسئول عن حاجة لاصلاحها و انت مبتفهمش فيها ، فتفشل ، فتقول هى هتفضل على كده على طول .

انك تدى معاد لحد فى الشارع و تروح متأخر ، تقوله المواصلات و الزحمة ، طب ما تخرج بدرى ؟؟؟

انك تقول ان كله زى بعضه ، تتفرج من غير ما تحاول .

انك تصلح غلطة بغلطة ، بعد كده تنسى انك غلطان ، تقول كنت مضطر .

انك تغير اقوالك و تشهد زور .

انك تخرج بالفانلة الحمالات فى البلكونة ، تقول الناس لو مش عاجبها تدخل جوه و متبصش .. يا معفن .

انك تفسد لان الكل فاسد .

انك تغش فى الامتحانات .

انك تلوم الظروف او ان الناس بتضطهدك ، او ان حظك وحش .

انك تصور صاحبك على فجأة و مترضاش تمسحها .

انك تعامل الناس بمنطق " بفلوسى " .

انك تعاملهم بمنطق " انت مش فاهم " .

انك تشوف الستات بمنطق من انهم اقل تفكيرا ، غير مؤهلين للاشياء .

انك تشوف الناس اللى بتثور فى الشارع و موقفين مصالحهم علشان تجيب لك حقك عالم فاضية و تافهة و موقفين حالك .

ان يبقى مثلك الاعلى واحد اسمه : احمد سبايدر .

لما تعاير فكر سياسى كامل ، بفكر منحرف لواحد يظن نفسه منتمى ليهم .




الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

رجل هدم النظام

رجل هدم النظام





هل تذكر الفيلم

" ؟ demolition man "


الفيلم تدور احداثه حول ضابط يحاول ايقاف مسلح ارهابى مجنون ، لكنه يعجز امام جنونه و افراطه فى العنف ، ليتسبب فى مقتل ابرياء ، يتم تجميد الشخصين مدى الحياة ، تمر سنوات و سنوات و ينشآ نظام جديد ، نظام كل ما به هو صواب و ما يخرج عنه هو جريمة ، مجرد كسر الاشارة ، هو خرق للنظام ، التفوه بكلمة غير لائقة ، هو كسر للنظام ، كل الادوات مهيئة لتضمن التزام الجميع بهذا النظام القويم الذى يقى العالم من الجريمة ، يفخر مبتكرى النظام بانه الاكمل و الغير معيوب ، يتم تنصيب صاحب النظام حاكما ينظم النظام .


كل هذا حتى يطمح احد مساعدى الحاكم فى السلطة و الحكم ، لكنه لا يستطيع اعلان ذلك امام النظام الالكترونى ، فيستعين باللص المجرم الارهابى السابق ، الذى يقوم بدوره الممثل " ويسلى سنيبس " ، يخرجه و ينمى مهارات الشراسة و القتل و الارهاب لديه ، ظنا انه سيكون كالخاتم فى اصبعه بفضل النظام، جعل الامر يبدو هروبا غير معروف سببه ، يستعين به لقتل مخطط النظام و الحاكم ، يتخلص من مجموعة خارجين على النظام قد تهدد حكمه يعيشون تحت الارض ، فيستعين النظام بالشرطى السابق حيث انه الاكثر دراية به و بأساليبه ، لان الشرطة فى النظام لم تعتد العنف لان النظام يمنع العنف .


و يتعرف البطل الشرطى الذى يؤدى دوره الممثل " سلفستر ستالون " على العالم الجديد و لا يستثيغه ، بحسه الانسانى من العالم السابق ، لا يثق فى النظام ، يحاول الوصول للمجرم بطريقته ، فيتعرف على قائد العالم الذى تحت الارض و يدور حوارا بينهما ، انه ليس خارجا على القانون ، بل هو شخص يقرر الا يخضع للنظام ، يريد ان يعتمد على عقله فى التفكير و لا يملى عليه احدا كيف يعيش ، يريد ان يقرأ الكتب المطبوعة ، لا يتم املاء ما فيها عليه عبر الوصلات الالكترونية ، يريد ان يأكل الطعام الغير صحى ، لا يتناول الكبسولات الغذائية المصممة على الانظمة الغذائية الصحية .


ينتهى الفيلم بان المجرم يخرج على النظام و الجنرال الذى اخرجه و الحاكم و كل العالم الذى يعيشه ، فيقتل الحاكم و المساعد و يخرق النظام ، يعثو فسادا ، فيوقفه الشرطى ليجد الناس انفسهم بدون النظام الذين تربوا و تعلموا احترامه ، انه لم يكن نظاما صحيحا صارما لا يخترق كما اشيع ، انه يمكن ان يخترق بواسطة اى فرد ، وقتها يجدون العالم كله قد ضاع ، يعودون الى قائد العالم السفلى ليعيد بناء العالم على الطريقة القديمة مرة اخرى ، حيث كل فرد حر فى اختيار ما يريد ، لا يعنى ذلك ان الاخرين مخطئون .

لماذا نروى قصة الفيلم ؟؟


لان الفيلم عزيزى القارىء يخوض فى مسألة هامة ندور حولها الان ، مبدأ الدراية ، فرض مبدأ السمع و الطاعة .

نجد قرارات تخرج من المسؤلين عن البلاد ، حيث يحاولون انشاء نظام صارم ، معتقدين انه الصحيح و الانسب و الاصلح و الافضل ، انه يخلو من اى عيوب ، كما حدث فى الفيلم ، غير مدركين ان الكمال لله وحده ، لكل شىء عيوب قد لا تراها ، لكن قد يراها الاخرون ، يتخذها البعض ثغرات للتحايل على النظام الذى يفترض انه يبحث عن المصلحة من وجهة نظر صاحبه .


نجد النظام السياسى الدينى يحاول فرض نظامه الذى يحتوى اوامر من الله (عز وجل) ، يضع معها فكره و نظامه الذى يعتبر اجتهادا ، يلزم غيره على تطبيق فكره و نظامه ، لا يقبل منه ان يتعامل بفكره هو و نظامه فيما هو اجتهاد ، هو عين القهر و الديكتاتورية و فرض الرأى الذى يولد الغضب .


الفكرة انه يحاول ان يقنع الجميع بصحة النظام المفروض ، بينما يتعامل مع من يتعارض مع النظام على انه خارج على القانون و ساكنى تحت الارض الذين يعكرون علينا فرض النظام و تطبيقه ، لا مانع احيانا من الاستعانة بمن يستطيع سحق عظامهم لضمان تطبيق النظام .


على النظام ان يدرك انه معيوب مسبقا ، لان الكمال مخصص لواحد فقط ، وضع قواعدا معينة فى اشياء معينة و ترك الحرية كاملة للانسان يختار ما يريد ، يقترح ما يريد ، يقول ما يريد ، يفعل ما يريد فى ما هو دون ذلك ، حتى ان كانت وجهة نظر الاخرين تختلف عن وجهة نظره ، فقد يكون احيانا النظام الغير معيوب و الذى كان يهدف و يسعى لمنع الجريمة و الخطأ ، هو مصدر الخطأ نفسه ، يتم الخروج عليه بواسطته ليدمر كل شىء ، يعصف بالحياة و كل ما فيها و حتى النظام .


على النظام ان يتوقف عن فكرة فرض رأيه على الناس و يدع للناس حرية الاختيار ، بدلا من ان يجبر الناس على الاستعانة برجل هدم ، يهدم النظام الفاشل من وجهة نظرهم ، يبنى نظاما جديدا على هواهم و ارادتهم ، يخدم ما يريدونه حقا .



الأحد، 11 سبتمبر 2011

رهبة ساخرة

رهـــبة ســــاخــرة






11 سبتمبر : يوم يشهد على اهمية المواطن الامريكى عندما يقتل فى هجمة ارهابية ، يؤكد ان الدم المصرى لشهداء الثورة يمكن اعادة تسييله فى وقت لاحق بعد تجلطه .


الحكومة تجرم الاعتصام و الاضرابات ، بينما الناس يلجئون اليهما حيث لم يعد امامهم حلولا اخرى .. الحكومة تطالب بفض الاعتصام قبل التفاوض ، الناس خرجت للاعتصام بعد ان كفرت بالحكومة اصلا و استعدادها للاهتمام بالمواطن .


الفرق بين الضلالات و الاوهام : الضلالة هى ان تصدق شىء غير صحيح و انت كامل الاقتناع به ، مثل ان الشعب فخور بالحكومة الجديدة ، بينما الوهم هو شىء خاطىء انت و غيرك يعلم خطأه ، مع ذلك تصر على ان تفرضه على الغير ليصدقه ، تحاول ان تقنع نفسك انه صدق ، هو يحاول ان يقنعك انه صدق بالفعل ، مثل الوضع الامنى و السياسى الحالى .


من يجرم ما حدث يوم 9 سبتمبر اجمالا و تفصيلا ، هو جاحد يعمم و يسطح الامور ، من لا يستطيع الانتفاع مما حدث يوم 9 سبتمبر سياسيا هو مراهق سياسي لا يعرف ابسط قواعد التفاوض .


الحكومة و الاعلام المصرى يجرم المتظاهرين السلميين و البعض الذين ارتجلوا منهم فاخطئوا سويا ، بينما حال المتظاهرين يقول لهم " وعندك عين تعاتبنى !! " .


من يخرج على الاعلام الرسمى الحكومى برتب لواءات سابقين و غيرهم ليشرح ان فكرة الالتراس القائمة اساسا على مبدأ الاخوية ، تتناقض مع الدين و انها ماسونية الاصل ، نسى ان الاخوان المسلمين مبنى على الاخوية ايضا و يدعون للدين و ليس ضده ، مما يدفعنا ان نشك فى شهادات الاعدادية التى اهلتهم للحصول على مراكزهم الحالية .


دكتور جامعى سمعته يتحدث امامى عن ان الثوار مأجورون و ان المستشار الخضيرى " غاوى منظرة " ، ان المصابين لا يستحقون الرعاية الطبية ، رغم وجهة نظره ان المحاكمة التى تجرى غير جادة ، هل تريد ان تقول مثلا ان مبارك استأجر التحرير مفروش ليضع به من يطالب بجعل المحاكمات جادة ؟؟!!!


قانون التضييق الاعلامى : لاول مرة اسمع عن قانون يضيق على الاعلام الذى يشرح للناس عن الوضع الذى هم مقبلين عليه ، بينما يستنكر و يجحد على بعض الغير واعين بعض تصرفاتهم ، الم يكن من الابلغ ان توفروا من ينشر الوعى عند هؤلاء قبل لومهم .


وزير الاعلام : منصب الجميع استنكره بعد الثورة و طالبوا بالغاؤه بما فيهم معالى الوزير الحالى هيكل ، بيد انه حينما تولى الوزارة نسى رأيه السابق او على اقل تقدير يطالب بان يحصل على منصب وزير الاعلام المصرى الاخير .. الغريب انه حتى يفتقر لطلة الوجه و بشاشة الاسلوب عند القاء الخطابات مما يجعله اشبه باعلان حرب و ليس بيان اعلامى رسمى .


خرج المتظاهرون فى بداية الثورة على طريقة " اعدام ميت " ، عادوا فى 11 فبراير لمنازلهم و " الرصاصة لا تزال فى جيبى " ، احتفوا بالجيش و موقفه كاحتفالهم ب " رأفت الهجان " و الان الحال " السقوط فى بئر سبع " .


الحسنة الوحيدة من ورق السفارة الاسرائيلية الذى هو نسخ ضوئية تم القاؤه من المخازن و ليس السفارة ، يعود لزمن طويل جعلهم يلقونه فى مخازن ، هو انه كشف عن شخصيات كانت تتقابل مع السفير الاسرائيلى و تتناول معه العشاء بعد ان تقبل دعوته ، ثم يطالعونا فى الاعلام بأنهم ضد اسرائيل و ما تمارسه ضد الفلسطينيين ، تعتبرهم العدو الاول لمصر ، مثل طلعت السادات ، عبد اللطيف المناوى رئيس التلفزيون السابق .


كل ما فعلته اسرائيل بعد 9 سبتمبر هى انها خرجت لتحيي الجيش المصرى على اخراج الحرس الخاص الاسرائيلى و تأمينهم ، الصحافة العبرية طالبت بمحاسبة مسؤليها الذين صعبوا الوضع الاسرائيلى مع تركيا و مصر ، الذى اوصلهم لما هم فيه ، حملوهم المسؤلية كاملة ، بينما عندنا حمقى يجرمون اليوم من اوله او على اقل تقدير يتوعدون اى محاولة للتظاهر اخرى ، يعلنون استعداداهم لمحاسبة الفئات الصالحة مع الغير مسؤلة سويا .

و كل ما نملك ان نقول ...... انا لله و انا اليه راجعون .... و العزاء خارج التحرير لظروف امنية .

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

استجواب الشاهد الأول في محاكمة مبارك- رواية المحامي جمال عيد



الشاهد الأول : اللواء المهندس حسين مرسي مدير إدارة الاتصالات السابق والمسؤول عن شبكة الاتصالات اللاسلكية للأمن المركزي في جميع أنحاء مصر والمسؤول عن كل اتصالات الداخلية خلال فترة الثورة

القاضي: س: هل تابعت كل الاحداث من 25يناير؟

اللواء: ج: نعم من جهاز لاسلكي. كنت أتابع كل خلل لإصلاحه وبدأت يوم 25 الساعة الثامنة صباحاً. كنا موجودين كلنا هذا اليوم تحسباً للمظاهرات

القاضي: س.هل صدرت تعليمات بتجهيز قوات للسيطرة على المتظاهرين؟

اللواء: ج هذا اليوم لا

القاضي: س هل علمت بتعليمات باي صورة للحد من المتظاهرات والتعامل معهم؟

اللواء: لا لكن بمتابعتي للاتصألات بدء من 12م يعني صباح26 بدأت الاوامر. كل التعليمات ان يبدا التعامل لتفريق الناس بالغاز والمياة اولا

تم تفريق المتظاهرين فجر 26 يناير

القاضي: س.ما هي الوسائل المعتادة لتفريق المظاهرات؟

اللواء: ج. على حد علمي درع وعصا وغاز مسيل للدموع

القاضي: س.ما هي الادوات التي يزود بها ضباط الامن المركزي.

اللواء: ج:.مش عارف ممكن غيري يعرف

القاضي: س.هل علمت بصدور امر من مسئول الامن المركزي للتعامل مع المتظاهرين خلال الثورة باسلحة نارية او خرطوش؟

اللواء: ج: اسمح لي افرق حسب اليوم 25 كان مية وغاز. يوم 27عملوا لنا اجتماع لكل المديرين والقادة ووكلاء العمليات .مساعد الوزير سمع مشاكلنا يوم 25 ومنها اعداد اجهزة الاتصالات غير كافية

القاضي: س: هل تم طرح تصور حول كيفية التعامل مع المتظاهرين لو الموضع فلت؟

اللواء: ج: لم احضر كل الاجتماع

القاضي: س.هل تناهي الي علمك صدور امر باستخدام الاسلحة النارية المتظاهرين؟

اللواء: ج .نعم ولكن ليس هذا اليوم بل في يوم 28 نعم سمعت. يوم 28 بدات الاخبار ان الاعداد تزيد جدا والتعليمات منع المتظاهرين من الوصولل للتحرير والتعامل حسب الموقف حسب اختيار اي تجهيزات معهم.

القاضي: س.ما هي الطريقة التي يراها كل ضابط في موقعه؟

اللواء: ج ممكن المية الغاز. الخرطوش وهذا ما اعلم انه معهم

القاضي: س: اليس محتمل استخدام الاسلحة النارية معهم؟

اللواء: ج. على حد علمي لا يخرجون بسلاح آلي بل بخرطوش

القاضي: س.في واقعة الهجوم على مبني الداخلية.هل تابعت المو قف؟

اللواء: ج: انا عشت الموقف من اوله. سمعنا ان فيه هجوم حيتم على الداخلية وعلى الاقسام وعلى السجون.فتم طلب تعزيزات بالاسلحة الآلية والخرطوش. تم نقل اسلحتنا في سيارات الاسعاف.هذا ما سمعته لان الناس كانت تستهدف سيارات الشرطة

القاضي: س.وهل تم نقل اسلحة لقوات الشرطة امام الداخلية؟

اللواء: ج نعم

القاضي: س.تحديدا من اصدر امر تزويد قوات الامن بالاسلحة النارية؟ اللواء: ج اللواء احمد رمزي.

القاضي: س هل هناك أخر معه؟

اللواء: ج: لا هوه اخده منفرد

القاضي: س.هل اللواء احمد رمزي اخد القرار بمفرده? … القاعة تهيج لان الشاهد اجاب والقاضي طنش

القاضي: س.هل سمعت في اي حوار عن استخدام اسلحة نارية؟

اللواء: نعم سمعت ان الاسلحة استخدمت ضد المتظاهرين

القاضي س.هل عادت الاسلحة للامن المركزي بعد استخدامها؟

اللواء: ج لا اعرف

القاضي: س.هل علمت ان حبيب العادلي كان له اوامر باستخدام الاسلحة ضد المتظاهرين؟

اللواء: ج: لا معرفش

النيابة: الشاهد يعلم ان القوات الخاصة تسليحها آلي الم يستخدموها؟

اللواء: ….

النيابة: س ما هو سر الاصرار على منع المتظاهرين من احتلال ميدان التحرير؟

اللواء: ج: معرفش


الجزء الثانى


الجزء الثالث





الخميس، 1 سبتمبر 2011

الجماعة السلفية و السياسة

الجماعة السلفية و السياسة





بعد ثورة يناير ، انخرطت الجماعة السلفية كما يطلقون على انفسهم فى السياسة بشكل واضح و عميق بعد ان كنا لا نسمع لهم حسا غالبا قبل الثورة فيما يتعلق بالسياسة ، حتى الخطب الدينية كانت مقتصرة على العبادات فقط دون التوعية السياسية او حتى الاجتماعية ، و هو ما تغير بعد الثورة ، يحسب لهم انهم خرجوا من عزلتهم ليشاركوا المصرييين بناء دولتهم و وضع تصورات عن مستقبل الوطن .


يجب ان انوه قبل ان اوضح وجهة نظرى ان الجماعة السلفية تختلف عن السلف و تختلف عن السلفيين ، السلف هم السابقون من النبى (ص) و معه صحابة النبى رضى الله عنهم ، عند البعض و اول ثلاثة اجيال من التابعين ، اما السلفيين فهم من يسيرون على نهج هؤلاء جميعا ، يعتبرونهم قدوة و منهجا ، هو ما يعم سائر المسلمين و يميز تحديدا الفكر السلفى ، اما الجماعة السلفية فهى تلك المجموعة منهم التى تزاول السياسة حاليا ، لها افكارها فى الدين بالاقتصار على اخذ العلم من السلف و مجموعة علماء بعينهم ، هو اعتقاد لهم مطلق الحرية فى اعتناقه .


و لكن دخول الجماعة السلفية للسياسة شابه بعض الافكار و الافعال التى تحتاج لوقفة منهم مع النفس ، بحسب رأى مجموعة من الناس ، الجماعة السلفية حديثة العهد بالسياسة تعتبر السياسة غزوة للدين لابد من الانتصار فيها و تحصيل الغنائم اما للدين و اما للمجاهد فيه ، و هو ما يميزهم حقيقة عن باقى التيارات ، جعل البعض ان لم يكن المعظم متخوفا من التيار السلفى عامة .


و السياسة تختلف عن الحرب تماما ، الحرب لا تعترف الا بمنتصر و مهزوم ، فاذا دخلت حربا فالكفاءة الوحيدة فيها هو القدرات العسكرية و استخدام السلاح لتحقيق نصر ، اما اذا دخلت معركة سياسية فالكفاءة هى ان تحصل على اكبر المكاسب عن طريق التفاوض ، اذا فالامر مختلف ، حيث ان مكسب الحرب يبدأ من 100% نزولا ، اما السياسة فتبدأ من 50 % صعودا .


بمعنى ، ان القائد الناجح حربيا هو الذى يحقق نصرا ساحقا باقل قدر من الخسائر ، هو غير مستعد ان يفرط فى شىء اثناء الحرب لضمان انتصارا ساحقا ، بينما السياسى الجيد هو الذى يجيد التفاوض ليحصل على مكاسب 60% و يترك لمنافسه 40% ، لو كان سياسى بارعا ، لاستطاع ان يحتفظ ب 70% من المكاسب و يدع منافسه يفرح ب 30% .



اذا الحرب لا تعرف التنازل ، النصر هو الهدف الرئيسى ، بينما السياسة عالم و علم يقوم اساسا على التفاوض الذى تعرف فيه مسبقا ان كل ما ستأخذه من مكاسب مرهون اصلا على ما ستتركه لغيرك من مكاسب له ايضا ، بالتالى تتطور مراحل التفاوض عبر الاتفاق على مبادىء اساسية لا تفريط فيها عند كلا الطرفين ، وصولا الى مبادىء يفوز فيها طرف على الاخر ، مضحيا باخرى لحساب الاخر .


هذا هو الفارق بين من يدخل السياسة على اساس انها تفاوض و ضمان لمبادىء اساسية فى مقابل التفاهم على مبادىء اخرى ثانوية ، من يدخل السياسة على اعتبار انها غزوة يجب تحقيق فيها النصر الحازم .


كم كنا نتمنى من الجماعة السلفية التى تشرفنا و نحب تواجدهم بيننا ، ان يدخلوا العمل السياسى على طريقة " ابى عبيدة بن الجراح " امين الامة ، المفاوض السياسى البارع فى عمل المواثيق و التفاوض بعد الحرب ، لا على طريقة " خالد بن الوليد " المحارب و القائد العسكرى الاروع الذى يحطم جيوش اعداءه ، يحقق الانتصارات الساحقة ، لكن اراد عمر بن الخطاب ان يترك شئون التفاوض لابى عبيدة لانه الاقدر عليها ، بينما شخصية خالد تعوق دون ان يتفاوض و يتنازل تحقيقا لمصلحة اكبر .



هل لنا ان نتعلم من النبى (ص) المفاوض الابرز ، عندما تفاوض مع اعداءه و خصمائه و معتنقين الاسلام فى الحديبية و فتح مكة و لقاءات القبائل المختلفة ، عدم الاستهانة بدم المسلم ، توبيخ عبد الله بن رواحة لانه فضل العبادة على تجهيز الجيش الذى سيثأر لدم اخيه فى غزوة مؤتة ، بدلا من التعامل مع السياسة على اعتبار انها غزوة ، الاستخباء وقت حدوث الفاجعة بحجة العبادة ؟؟