السبت، 23 أبريل 2011

لا للتعصب السياسى

لا للتعصب السياسى


قامت ثورة يناير 2011 لتلغى فكرة و اثار تعصب الحزب الحاكم الوطنى فى ذلك الوقت ، لكل من ينتمى للحزب الوطنى ، فالحزب الوطنى هو من يشكل الحكومة ، هو فعليا من يحكم ، هو من يثير القضايا ، هو المنوط بحلها بمفرده ، هو من يطعم الشعب المصرى ، هو من يوصل المياه للقرى المصرية ، هو من يرعى الشباب فى مصر ، هو من يرعى الرياضة فى مصر .. اتحادات الطلبة فى الجامعات من الحزب الوطنى ، الضيوف على التلفزيون المصرى من الحزب الوطنى ، من يعمل و يجد من الحزب الوطنى ، من يخطط و يفكر من الحزب الوطنى ، غيره يكفيه الاشادة بدور الحزب الوطنى ، الاستمتاع دون المشاركة فى دور الحزب الوطنى فى البلاد .


و لكن مع سقوط الحزب الوطنى و سقوط النظام البائد ، ارتفاع راية مصر خفاقة بأسم الثورة ، شعبية الثورة التى فاقت كل التخيلات الخارجية منها قبل الداخلية ، بدأت النبرات تعلو بازاحة كل قديم و منتمى للنظام البائد و استبداله بما هو جديد منتمى للفكر الشعبى المصرى ، هذا امر مشروع جدا و مقبول جدا ، فالسياسى الذى صار عمره 66 عام و ان كان منتمى للنظام السابق او لا ، كان يراهن دائما على انه لا يوجد البديل المناسب و الكفء الذى لديه مثل ما لديه من الخبرة و الحنكة السياسية ، ان الجيل الجديد كله مهمش ، ليس له رأى اصلا فى السياسة ، هو ما ثبت خطأه فيما بعد ، ظهر مع الثورة جيلا جديدا يخلو من الزيف و النفاق ، يمتلك الكفاءة و القدرة على التحاور ، يستطيع ان يقود ، يمثل . و بالتالى من الطبيعى ان يأخذ مكانه فى الحياة السياسية ، يطيح بمجهوده و فكره العنصر الاقل كفاءة .


و لكن ما هو غير مقبول ، ان يتم الاطاحة ببعض العاملين فى ظل النظام السابق ، استبدالهم بأخرين من ابناء الثورة الاقل كفاءة و كد و عمل و خبرة ، فليس المطلوب ان يتم تعيين شخص فى مركز بناءا على مساندته للثورة منذ يومها الاول ، يكون هذا هو المؤهل الوحيد لذلك ، لاننا لو فعلنا ذلك نصبح حزبا وطنيا جديدا ، يعين اسفل القوم على اعزهم و اكفئهم بناءا على انتماءه للحزب فقط دون الاخذ فى الاعتبار لمتطلبات المنصب ، تتحول الثورة لفكر عنصرى يشطر المجتمع الى نصفين ، منتمى و غير منتمى للثورة .


كما ان لذلك تأثيرا على الثورة ، فلنجاح الثورة نحتاج من يدفع عجلات - و ليس عجلة - التنمية نحو القادم و الافضل ، نحتاج من يحرك الثورة للامام حتى نرد على كل المشككين و كل من يريد الشماتة فى الثورة و البلاد ، نحتاج الاكفء و الاكثر دراية بمهنته و منصبه ، نحتاج الى عيون ساهرة ، عقول نابهة ، فكر متجدد متقبل لكل الاراء ، نحتاج لعقلية متفتحة و قادرة على الابتكار و الاختراع و استحداث الجديد ، فى سبيل ذلك لا يمكن ان نهمل الكفء من اجل من صرخ من اليوم الاول و اعلنها واضحة بحبه للثورة ، على حساب شخص مؤهل للتقدم بالثورة ، لم يعلنها من اليوم الاول ، او كان متشككا فى الثورة ثم انضم لركب الثوار .


لا اقول ان نضم من كان ولاءه الكامل ، نفاقه الكامل للنظام الفاسد السابق ، تلوثت يده بمفاسد النظام السابق ، او تلوث لسانه بنفاق الفاسدين ، او كان يعمل خادما و عينا لامن الدولة على زملاءه ، او من كان من مصلحته فشل الثورة لينعم بفساد النظام السابق . هؤلاء من المؤكد ان لديهم الان اكثر من سبب و رغبة فى افشال الثورة ، لتذهب البلاد للجحيم من وجهة نظرهم فى سبيل مصالحهم الشخصية .


لا ، لا اقول ان نولى هؤلاء و لكن اقصد بكلماتى هذه الا يتم اعتبار كل من لم يعلن تأييده للثورة صريحة منذ اليوم الاول عدو الثورة ، الا يتم اعتبار كل من قال يوما كلمة فى غير محلها فى وقتها عدوا للثورة يجب الاطاحة به ، فلتتذكر ان هناك دائما المؤيد للرسالة ، المؤمن بها ، المحفرز لها ، الفاعل فيها ، من يحملها على كتفه ، من دخل فبها منذ اليوم الاول و شروق شمسها ، من لم يدخل فيها سوى بعد فترة ، منهم من عادها عندا و كيدا فى البداية ثم عاد ليفكر و غلب عقله على هواه او قلبه شرع الانضمام لها ... لكن يبقى الجميع فى النهاية مؤيدين لها و ان اختلفت درجاتهم فى التأييد .


لا تنسى يا صديقى ان هتلر نظر لليهود و الشيوعيين نظرة عنصرية و قتل الكثير منهم ، فانقلب الحال بعد موته الى عنصرية من اليهود و الشيوعيين و اوروبا تجاه كل من يشكك فى المحرقة التى اقامها هتلر او مجرد شكك فى عدد القتلى ، كما انقلب عداء السوفيت للنازية الى استقدام مهووس اخر بالسلطة هو ستالين بعد هتلر .


الأحد، 10 أبريل 2011

بيان هام

بيان هام


استفزاز : بعد محاكمة مبارك شعبيا فى ميدان التحرير ، بعد تناثر الاقوايل حول الزحف الى شرم الشيخ ، بعد كثرة القيل و القال حول احواله و محاكمته قضائيا ، بخاصة جنائيا ، يطل عبر تسجيل صوتى الرئيس السابق ليعلن انه لا يمتلك اصول مالية ، لا داعى لمثل هذا الصراخ و التقصد حوله ، انه عمل لمصلحة و صالح البلاد ، فى تذكرة للخطابات السابقة التى القاها فى احتضار فترة رئاسته ، ليعلن اولا انه سليم و معافى و لا يشوب صحته اغمائات و خترفات مثل التى اذيعت ، ليستفز مشاعر الناس لمرة اخرى ، ليزيد عزم الناس حقا على احضاره للمحاكمة مثل اى مواطن مصرى اخطأ فى حق هذا البلد و الوطن العزيز ، ايضا يؤكد انه خائف من جموع الشعب العريضة المستعدة للقصاص و اخذ حقها من كل من افسد فيها و نهب اموالها .


تأخير العدل ظلم : لم التحجج و التلفت نحو كل الاعذار و الاسباب و الدوافع و الظروف الان ؟؟ و لم الان بالذات ؟؟ لماذا لم يصدر مثل ذلك الخطاب منذ اليوم الاول ؟؟ هل لان الان هو الوقت المناسب بعد فترة من غسيل الاموال و التغيير بين عدة ارصدة و اسهم بأسماء مختلفة حتى صارت كالملح فى الماء ؟؟ لم الان يتيح للجميع ان يتأكد من الادعائات التى تصدر ضده ؟؟ الواقع و الثابت ان تأخير التحقيق اضر بامكانية ملاحقة الادلة ، لكن نتمنى نباهة العقل و المخاطبات الدولية لتؤتى ثمارها فى حساب المخطىء و رد الحق لاصحابه .


الشلل : عدد المصريين المصابين بالشلل و السكتة الدماغية قبل الثورة اقل من عددهم بعد الثورة ، السبب ليس فى الثورة ، لكن فى بيانات الرئيس السابق و خطاباته التى تبعث الحسرة و الغيظ و الغضب و الانفعال و الانفجار و ارتفاع ضغط الدم للدرجة التى تسبب سكتة دماغية او انفجار شريان مخى او الشلل النصفى ، فيما يعرف فى كتب الطب ب "متلازمة خطابات الحكام العرب " .


احترام القضاء : لم يتم اعلان ما تم اعلانه فى قناة عربية نعرف تمويلها جيدا ، اتجاهاتها اكثر ، غاياتها بكل تأكيد ؟؟ لم لا يتم ذلك فى دار القضاء ؟؟ لم لا يتم فى محكمة حيث المكان المخصص للاتهام و الدفاع عن الاتهامات ؟؟ لم يتم امام الرأى العام ؟؟ لم بعد حملة ترويج واسعة فى بعض الصحف الساقطة اعلاميا عن ان الشعب السورى يشترى رئيسه ، الشعب الليبى يفاوض زعيمه ، الشعب اليمنى يخاطب رئيسه ؟؟ هل الامر مقصود ام مجرد متعمد ؟؟ لانى لن اصدق انه صدفة .... الصدف موجودة على شواطىء بحر شرم الشيخ و ليس فى باقى مصر .


استغفال : عندما تتابع ارصدة سوزان مبارك ، ارصدة علاء مبارك ، ارصدة جمال مبارك ، نهب ارصدة مكتبة الاسكندرية ، ثم تجد خطابا يتحدث فيه الرئيس السابق عن انه برىء من اى تهمة مالية ... تشعر معه انك تتعامل مع شخص يستهزىء بعقولنا ، يتحدث باستخفاف و استغفال مع عقول ابناء وطنه ، لو كان بريئا ، فمن اين لهم هذا ؟؟ ما الدور العظيم المحترم الرائد الذى تلعبه سوزان مبارك فى الاقتصاد العالمى ؟؟ ما الشهادة العبقرية النموذجية التى يجب ان تحتذى و تدرس لكل مواطن فى اى دولة فى العالم التى حصل عليها جمال مبارك و خولته للحصول على تلك الاموال ؟؟ ما الوظيفة التى كان يمثلها رائد الرياضة و خبير الدورات الرمضانية و عبقرى التحليل الاقتصادى الاستاذ علاء مبارك لكى يجنى كل تلك الاموال ؟؟


زهايمر : ينسى او يتناسى الرئيس الرئيس السابق انه شارك فى قتل ابناء شعبه ، اراق دمائهم على رصيف وطن حضرته ، اسال دمائهم على ملابسهم و ملابس الثوار الذين كانوا يدافعون عن الوطن معهم ، يظن ان الناس فى بلاده ايضا لديها نفس ذاكرة الاسماك التى ستجعلها تنسى بسهولة ، تغفر بسهولة ، تترحم على ايامه و ايام البلاد فى عهده ... و النبى خد الدوا يا ريس لحسن تكون نسيته .


مظاهرات : يتلاعب الخطاب بمشاعر بعض الناس على طريقة المظاهرات المفضوحة فى ميدان مصطفى محمود و الذى لو كان حيا حتى يومنا هذا ، لضربهم بمجال الارض المغناطيسى الموجود فى غلاف الارض ثم اعاد اطلاق اشعة الشمس بما فيها من اشعاعات و موجات فوق بنفسجية ليبيدهم ، ثم يطردهم من الميدان المسمى على اسمه ... هل يظن انهم سيعاودون الخروج للمطالبة بعودة سيادته ، العودة للحكم المستبد مرة اخرى ، ام ليضربهم فى الجيش بعد توابع احداث الجمعة 8 ابريل فى التحرير ؟؟ ان كان يقصد ذلك ، فليبحث له عن فكرة اخرى اكثر حبكة .


اقامة جبرية : الاقامة الجبرية التى تتيح للفرد ان يتناول الكافيار و السيمون فيليه ، ينزل لحمام السباحة ، يقضى اليوم على الشواطىء ، يدلى بخطابات و تصريحات ، هى اقامة جبرية يتمناها كل مصرى ، لم لا تكون الاقامة الجبرية فى بولاق او باب الشعرية او الصعيد حيث تدمير الاعمار على يد سياسه سيادته فى العهد البائد ؟؟


الدعوات الصالحات : شكرا على حسن تباطئكم ، و نتمنى لكم حرب اهلية موفقة .. كان هذا شعار اطلقه البعض فى التعليق على الخطاب الذى جاء بعد المحاولات الفاشية لتصفية الشعب ، بعض الممارسات السادية التى قام بها العنتيل و من حوله لافشال الثورة ، ذبح كل مصرى ، تطهير مصطلح الكرامة و الامن و الامان .


مخلوع : الفرق كبير بين الرئيس المخلوع و الضرس المخلوع ، الضرس الخلوع يخرج خارج الفم ليترك مكانه فراغا كبيرا تستطيع ان تتحسسه بلسانك ، لا تستطيع ان تأكل مكانه ، لا تستطيع ان تتكلم بواسطته ، لا يمكنك ان تنظفه ، اما الرئيس المخلوع ، فهو يظل داخل البلاد لغرض واحد فقط وهو فقع مرارة كل مصرى ، لا يدرى انه بخلعه يمكن ان يتم انتخاب غيره ، المشكلة انك لا تنظفه لانك تريد محاسبته ، لكن تفاجأ بأنه هو من يعيد تنظيف نفسه ليغيظك بأنه ابدا لم يشتكى يوما من عيب ، انك خلعته لانك كنت بدون عمل و لا تجد ما يشغل فراغك .


اثرت التخلى عن منصبى ( بفتح الصاد ) : فى خطأ لفظى قال فيه الرئيس منصب بفتح الصاد و التى تعنى السرقة و التحايل ، بدلا من المنصب بتسكينها و التى تعنى المكانة و التوجه ، هل خطأ غير مقصود و لكن فى معناه ام لا ؟؟ هل بالتعامل مع الجملة فى سياقها الجديدة يعلن انه سيتوب عن النصب و اولهم النصب علينا فى خطاباته ؟؟

الأحد، 3 أبريل 2011

نحن الثورة المضادة

نحن الثورة المضادة


قامت الثورة المصرية ، اوشكت على النجاح ، مررنا فيها عبر مجموعة من الانفاق الضيقة و مجموعة من الابتسامات و لحظات الرجولة و الوطنية التى وصلت بنا الى النشوة و الفخر و العزة و الكرامة لاول مرة منذ فترة طويلة ، لاول مرة فى تاريخنا المعاصر بصورة جماعية ، فالكل ينظر لمن بجواره كأنه انسان كريم يحمل حضارة العالم بداخله ، مولود جديد و لكن ولد لاول مرة منذ بداية التاريخ على ضفاف النيل ، ليبنى و يشيد حضارات متعاقبة و الان يعيد اكتشاف نفسه و موهبته فى بناء اخرى جديدة .


لا يمكننا – و لا اعتقد ان التاريخ سينسى – معركة الجحش و ما شابها من بطولة الثوار ، خسة و ووضاعة الحالمين باستمرار الظلم و القمع و عصور العصر الحجرى التى يحيوها ، لا يعلمون او يكادوا يتصورون ان ابناء مصر سيتركون لهم العصر الحجرى لهم وحدهم و سيرحلوا عنه و يأخذون معهم مصر الى عصر الحضارة ، تاركين امثال هؤلاء الشرذمة فى العصر المظلم .


و مع خطاب التنحى انطلقت فرحة عارمة فى الشوارع ، الكل متبنى الثورة حتى لو كان مخدوعا فى البداية ، لكنه سعيدا بعد ان رأى الحقيقة ، اقتبس من نورها فى قلبه ، ان لم يقتبس فى عقله بعد ، فبعد عدة ايام بدأنا نرى موجة من تصفية الحسابات و التخوين و المطالب الفئوية المشروعة و الغير مشروعة تظهر فجأة ، الكل سارع بالتخصيص فى الالقاب فى صورة الثورة المضادة ، فتلك الحادثة هى من الثورة المضادة و باقى الشعب المصرى و كل من وقف يتفرج برىء منها تماما ، تلك الواقعة من تدبير الثورة المضادة ، لا تمت بصلة ابدا للشعب الطيب الذى لم يشارك فى الحدث ، لا يعلم مثل هؤلاء الفقهاء ان مجرد وقوفنا على الحياد فى موقف ثورة هو اكبر مساندة و تدعيم للثورة المناهضة او المضادة .


الفتنة الدينية التى عاودت الظهور من الطرفين متمثلة فى بعض المتعصبين من الجانبين ، الكل يشاهد و يحدث نفسه انه ليس وقت تلك النقاشات ، لا يجب حدوث مثل ذلك خاصة فى عهد الحريات ، الكل يحدث نفسه و لكن لا يحاول منعها ، الكل يقول انها من تدبير الثورة المضادة لكن لا يسعى لمحاربة الثورة المضادة ، الكل يريد ان يغتنم من الثورة دون ان يشارك فيها ، الكل يريد ان يفوز و لا يريد ان يخسر قليلا قبل ان ينال نصيبه الاكبر من الثورة .


بل و المصيبة اعظم انه احيانا نتيجة الكبت الذى عاناه طويلا ، فهو يحاول ان ينفث عنه الان و يستمتع بحريته بشكل وقح يضر غيره ، فما فائدة ان يخرج علينا بعض التجار باسعار جديدة للسلع ؟؟ و ما تفسير ان يرفع السائقون من اجرة المواصلات للنصف الثمن برغم ان ثمن البنزين لم يختل او يختلف ؟؟ لم الان برغم ان الكل يعلم ان الموظفين لن يرتفع مرتباتهم الان بل ليس قبل يوليو القادم ؟؟ البعض كما نعلم فقد عمله اليومى و بعض الذين يعملون فى مجال السياحة خسروا وظائفهم لتخفيض اعداد العاملين ، بالرغم من ذلك نجد من يرفع الاسعار لمصلحة شخصية .


بكل اسف يساهم فى ذلك بعض الحاكمين العسكريين فى بعض المناطق ، حيث ان كل منهم يعلم انه سيترك مكانه فى خلال شهور قليلة ، فلا يريد التورط مع الجماهير ، لا يريد مظاهرات فئوية جديدة ، لا يريد ان يعترض على مطالب فئة معينة لمجرد الا يتدخل ، كأن المنصب " حاكم عسكرى " هو منصب شرفى ، الا يمكن ان يحادث الناس ان الامور لا تصلح حاليا ، الم يفكر بعض هؤلاء انه لو ترك منصبة بالغد سيترك هما و حملا على المحافظ الذى سيتولى منه المسؤلية ؟؟


الى جانب ان لو البعض وقف يشاهد ، فايضا البعض يشارك فى وسط الجمع ، فباستعراض حادث مباراة الزمالك و الافريقى الاخيرة ، تجد انه لو من تدبير الثورة المضادة ، فاننا لا يمكننا ان نعترف ان الالاف الكثيرة التى غطت ارض الملعب كلها تنتمى للثورة المضادة ، بكل اسف انجرف الجمع وراء مجموعة منحرفة ارادت الوقيعة و الايقاع و التغرير بالشعبين الاشقاء المصرى و التونسى ، الا يوجد عقلاء يستطيعون ان يمنعوا مثل ذلك المشهد ؟؟ الا يوجد شجعان يستطيعون ان ينقضوا على تلك العناصر المثيرة للشغب قبل فعلتها الحمقاء ، يسلموها للمختصين بالتعامل معهم .. للاسف لم يوجد بل انهم اشتركوا معهم فى التخريب و الاعتداء .


الموضوع للاسف اضحى سلوكا عاما ، شعب عانى طويلا من ظلم يعقبه ظلم ، عندما وجدت الثورة لنفسها متسعا فى الهواء ليتنفسها ، قام بسحب هواء الغرفة كله فى صدره ، توقعنا فى البداية ان القهر و الظلم و القمع عندما ينكشف ، سيصبح كالصديد المتقرح عند ازالته ، يجب ان يترك بعض الالام لبعض الوقت ، بكل تأكيد سيكون معه نزيف مؤقت ، لكن كان لابد من استئصاله للحفاظ على البقية و استرداد صحة الجسد ، لكن لم نكن نتوقع ان تكون مناعة الجسم ضعيفة الى مثل تلك الشكل ، هى بالمصادفة ليست مشكلة الشعب ، بل مشكلة النظام السابق الذى ترك الشعب جاهلا ، ثقافته ضحلة ، علمه من قبل ان يأخذ حقة عبر ذراعه و ليس القانون ، فكان نتيجة التسرع و الجهل ، ان الاغلبية فهمت الثورة بمفهوم خاطىء ، فهموها انها فرصة للكل لينال ما يطلب كيفما يشاء ، مما يجعل الثورة فوضى ، بدلا من ان يشعل الثورة ، سيشعل الفتنة و الخلاف و المشادات ، بدلا من ان ينقل مصر لحضارة جديدة ، سينقلها الى همجية و جاهلية ، فانتبهوا و انا معكم .



دعوه لأنشاء مجله الكترونيه لكل المدونين

بسم الله الرحمن الرحيم

ايمانا منا بأهميه التدوين لرواد الانترنت في مصر
وأهميته في نقل أحداث ثوره 25 يناير وأسهاماتها في الفتره الماضيه
بما في ذلك حملات المدونين الماضيه والمستمره دائما

وبعد نقاشات عديده بين المدونين
تقرر أنشاء مجله ألكترونيه للمدونين في مصر بأسهامات من المدونين أنفسهم
أنطلاقا من أهميه كلمات ورؤي وأسهامات للمدونين وتوحيدا لكلمتهم في الفتره المقبله

والله الموفق والمستعان

دي الكلمه اللي أختارناها علشان الكل يكتبها فى المدونة بتاعته
للي حابب ينضم لحملتنا
فرجاء اللي هينضم يحطها عنده

الجمعة، 1 أبريل 2011

صرخة حيوان


صرخة حيوان

يعتقد بعض علماء النفس و حتى البشرية ان كل انسان منا يسكن داخله جزء من حيوان ، طبيعة حيوانية ، نفسية حيوانية ، غريزة حيوانية .. حين بدأ علماء النفس محاولة فهم الطبيعة الانسانية و الفهم العميق لما يقبع داخل النفس الانسانية ، ارادوا تقسيمها حتى يسهل التعامل معها و دراستها ، فهم دوافع و طبيعة كل فعل يصدر عن النفس البشرية ، يالا غرابة الامر ، فالطبيعة البشرية داخلها طبيعة حيوانية ، طبيعة كل كائن حى ، اذا فالانسان ليس مضادا للحيوان ، ليس الحيوان هو مقابل الانسان كما نظن و نعتقد .

عندما حاول علماء النفس و على رأسهم العالم النفسى الكبير و ابو الطب النفسى فى العصر الحديث " فرويد " تقسيم طبيعة النفس قاموا بتقسيمها الى 3 انواع من الانفس داخل جسد واحد ، هناك تلك النفس الحيوانية ، التى اطلق عليها " الانا " ، فهى من وجهة نظرهم تعمل دائما من اجل كلمه " انا " ، فالاصل فيها هو السعى وراء الشهوة و الملذات و اشباع الحاجة الذاتية ، بغض النظر عن الظروف المحيطة ، فهى تهيىء الظروف لتخدمها فى اشباع الغاية و الرغبة ، اشباع الغريزة ، كتم الحاجة . مثل تلك النفس اتهمومها بأنها النفس الحيوانية ، انها نابعة عن الطبيعة الحيوانية الموجودة فى كل منا ، انها اساس البلاء و سبب انتشار الجريمة ، الدافع على كل فساد .

النوع الثانى هى النفس العليا ، هى كما يلقبونها " الهو " ، و بالتالى حسب تفسيرهم هى التى تطلب من اجل ال " هو " او الاخر ، هى النفس الطيبة التى تعمل على الخير و الرشد و الصلاح ، تطلب من اجل سعادة الاخرين ، انها تتجرد تماما من اى طبيعة ذاتية ، او حاجة ذاتية . فهى بريئة تماما فى نظرهم من اى رغبة او غريزة لمصلحة الذات ، بالتالى هى تمثل الروح الطيبة و النبتة الخيرة داخل كل منا .

النفس الثالثة وفقا لذلك التصور هى النفس التى تقع فى الوسط بين النفسين ، هى المهيمنة و السائدة ، هى التى تمثل حلقة الوصل و التنظيم بين النفسين السابقتين ، فهى تنظم انتقال الدور من واحدة لاخرى حسب الوقت و الهوى ، هى التى تدفع الجسد ليستمع الى رؤيا احدهما ، هى التى تعطى الاوامر النهائية بخصوص ذلك .

اذا حسب تلك التصورات فالانسان يقع بين عدة انفس و ليس نفس واحدة ، حولها يدور العقل البشرى ، احدها نفس حيوانية تتمتع بالغريزة الحيوانية ، تصدقها ، تأتمر بأمرها ، تتصرف مثلها ، حتى و ان انكر الانسان ذلك ، قد يكون هناك النفس البشرية العليا التى لا تطلب لنفسها و لاشباع ذاتها كما تفعل النفس الحيوانية ، لكن لا ننسى انها موجودة .

و فى الحقيقة و بعيدا عن كل التصورات ، هناك حقائق تثبت ان بعض ذلك صحيح ، غير ذلك فى بعض الاحيان صحيح ، لا يمكنا ان ننكر ان كل منا يحاول ان ينفى عن نفسه فكرة الحيوانية ، رغم ان الحيوان ليس بهذا السوء ، لقد نسى الانسان انه لم يخرج من الغابة الا منذ 25 الف عام فقط حسب نظريات علماء الجيولوجيا و البيولوجيا ، اذا فالانسان منذ نشأته منذ حوالى مثل ذلك التوقيت ، الذى لا يتناسب حتى مع عمر الارض – و البالغ تقريبا مليون عام - ، لكن معظم وقته قد قضاه فى الغابة او على الاقل فى طور اقل حضارة من الان ، فى خلال ذلك اختلط و لا يزال يختلط بالحيوان ، بالرغم من ذلك لا يتنكر له الحيوان ، دليل على ان هناك نوع من الرابطة بين كل منهم ، فالحيوان بطبيعة الحال ، ايضا الانسان ، يرفض الاشياء الغريبة عن طبعه و طبيعته ، فكان اولى للحيوان الا ينصاع للانسان ، لكن جزء منه يقبل ذلك ، لعله النفس البشرية فيه ....

ما لزوم مثل تلك المقدمة الطويلة ؟؟ لقد قصدت ان اضرب لك مثلا ان الحيوان ليس اشر اهل الارض ، الانسان ليس اكثرها حضارة و تقدم ، يكفى ان ترى القطة تخبىء حاجتها ريثما تقضيها ، قارن مع انسان يبثق فى الارض ، يترك ذلك كمصدر لعدوى الاخرين من بعده ، الجمل لا يتكاثر مع انثاه ، هناك من يطلع عليه ، يجب ان يكونا بمفردهما تماما ، بينما قنوات الاغانى و التلفزيون و الاعلانات و الافلام تمتلىء بالفتيات التى لا يصيبهن الخجل من كشف و تعرية اجسادهن امام ملايين المشاهدين .

موضوع تقسيم النفس الى عدة انفس قد فتح المجال كثير من التخيلات و التصورات لتبهرنا بوجهة النظر الخرافية صاحبة ان للموضوع علاقة جينية ، ان الغلبة لنفس عن الاخرى هى علاقة وراثية لا دخل للانسان فيها ، ان ابن السفيه سفيه ، الفاسد يعود اصله لجد اكبر فاسد ، الصالح يخرج من نسل الصالحين ، انه لا شأن له بما يفعله فالامر وراثى و لا يمكن التخلص منه . مثل ذلك الفكر العقيم يتنافى من كل الوجوه مع مبدأ التوبة ، يفتح المجال للناس لتعثوا فى الارض فسادا ، هل نسى هؤلاء ان ابن نوح النبى رفض دعوة ابيه حتى غرق ؟؟ هل تناسى هؤلاء ان سيدنا محمد يعود بالاصل لجده عبد المطلب والد ابو لهب ؟؟ هل تناسى هؤلاء ان نفس الاب و الام انجبا قابيل و اخيه هابيل ؟؟

الدعوة للشر لا تلقى قبولا الا فى عقل فاسد و نفس فاسدة ، بينما الخير هو الاصل و هو فطرة الانسان و الحيوان ، الحليم الخلوق ليس من يقدر على تطوير خلقه ، لكن من على الاقل استطاع تجنب الشر و الحفاظ على النفس الطفولية الخيرة التى تولد مع كل منا ، يمكن مطالعة تصرف الاطفال ، هم يتصرفوا بعفوية شديدة حيالا امورا كثيرة مثل صدق النوايا ، امكانية تصديق الاخر حتى و لم يعتاد عليه ، تقديم الاشياء على ماهيتها دون تزييف او تغليف ، اشر الناس اكثرهم نفاقا ، الاطفال لا يعرفون النفاق ، حتى الحيوان قد لا يعرف النفاق ، فهو يخطف و يجرى ، لا يصادق فيغدر على ضعفك .

عندما اراد بعض العلماء تفسير قول الله " انا خلقناكم من نفس واحدة " مال البعض ان حتى الحيوان و النبات قد يكونا مشتركين معنا فى تلك النفس ، لكن الله اختار الانسان عن غيره لحمل الرسالة ، الوارد عن خلق الانسان و بداية ادم غير معروف الا انه خلق من طين و نفخ فيه من روح الله التى هى مصدر كل شىء ، تلك النفخة كانت للانسان وحده ام للخلق جميعا ، لا احد يمكن ان يجزم بذلك .

فلنعتبرها صرخة من حيوان ، عندما تحب ان تغدر او تتصرف بنذالة فالصق التهمة بنفسك و لا تقلدها للحيوان ، فالحيوان ليس شريرا بطبعه ، ليس بريئا هو الاخر ، لكن فى الامر تفاوت احيانا ، فالتمس دماثة الاخلاق و حسن الخلق فى ما حولك ، فان لم تجد فابحث فى المجتمع ، فان لم تجد فتمسك بتعاليم الدين التى ستجد فيها كل ما تحتاج ، فان لم يفلح كل هذا ، فاعلم انك انت النذل الذى قتل برائته ، على المجتمع ان يخافك لا الحيوان .