الاثنين، 28 فبراير 2011

الى مخلوع

الى مخلوع


اكتب من بلدى الى شرم الشيخ ، وطن داخل وطن يسكنه المخلوع

كفى عبثا بالبلاد ، يكفى ما ألت اليه بيديك و حاشيتك الى وطن مفزوع

كفى املاءات على اصدقاءك ، كتابك ، حرسك القديم فى صيغة المشروع

كفى تصويرا للشعب و ارادته على انها اجندات و تأملات شعب مخدوع

ذكر زوجتك و ابناءك بشهداء الثورة ، برصاص جندك فى الرأس و الضلوع

ذكرهم ان يرعوا الطفولة حقا و يتبرعوا باحد ارصدة البنوك و الفروع

شائعات من نظامك عن تدهور صحتكم ، و ضغط سيادتكم المرفوع

و حكاوى عاطفية يسربها "شريفك" و "سرورك" كل يوم و كل اسبوع

و اخبار عن تناول الشيكولاتة السويسرية على الانغام و اضواء الشموع

و الكل يتناسى ثلاثين عاما اردت بشعبك لمطرود و مسجون و مصروع

الكل يتناسى سياستكم التى سرقت الشعب ، رصاص فى القلوب مزروع

كفى لقاءات سرية ، داخلية و خارجية ، هرولة على الغرب و هروع

كفى حكما للدولة من داخل الدولة ، فهل لك من قلوع ؟؟؟




الاثنين، 14 فبراير 2011

اعلام الثورة

اعلام الثورة



و انتهت الثورة ، بدأت الوجوه القبيحة و المشوهة تطل علينا ، اموات عرفناهم بيننا عادوا الينا باقبح من ذى قبل ، اجساد لا تحوى نفوس طيبة بداخلها . منافقون و خدام حسب الطلب عادوا يمارسوا ابشع جرائمهم بواسطة سيل من النفاق الزائف و السافل علينا و على كل من شارك فى الثورة ، تلك الوجوه القبيحة ليتها ثبتت على موقفها المعاد للثورة ، او ظلت بالمنزل .


المولد النبوى الشريف صار دعوة للاسف لتقديم التهانى ممزوجة بالسماجة فى تأكيد دور كل منهم فى الثورة بعد ان كان اول المنافقين و المهاجمين للثورة ، ليتكم قلتوها : " مولد نبوى شريف و كل عام و انتم طيبون " و اكتفيتم عند هذا القدر . لكن ذكر انكم جزء من نضال الشباب و انكم صنعتم ، فعلتم ، وقتما كنتم تقدمون وصلة ردح للشباب ، وصلة نفاق للنظام السابق ، فهذا امر مشين لا يغفره تمنيات حضراتكم .


ديناصور النظام الذى ظل يتحفنا بأرائه الثورية حول الحركة الاحتجاجية – كما اسماها - ، الذى كتب الخطاب الاول للرئيس السابق محمد حسنى مبارك ، خرج منتقدا و بشدة باقى الخطابات ، اسماها بالضعيفة التى ساهمت على ثورة و غضب الناس ، نسى انه من ممتلكات النظام ان لم يكن جزء منه ، انه على ضخامته بطىء الحركة و الاستجابة كعادة النظام ، ان تصريحاته جاءت متأخرة كعادة النظام ، حيث سبقها قبل تصريحاته بأسبوع بحلقات و مقابلات على جميع القنوات ليتحفنا برأيه الذى لا خطأ فيه ، لا يصح لاحد ان يعارضه فيه ، و لاان يعلن انه ليس جزءا من النظام ، انه يأسف لما ألت عليه الامور ، فيطمع فى منصب وزير الاعلام فى الحكومة الجديدة .. هيهات .. هل تظن الناس تنسى بمثل هذه السرعة ؟


قناة المحور صاحبة الاتجاه المناضل نضال مساندة النظام السابق ، جاءت كصفعات على مؤخرة رأس كل متظاهر فى الفترة الاخيرة ، خرج كل مذيع و مقدم برامج صنعهم النظام فى فضائية يملكها موالى للنظام ، ليهاجم المتظاهرين و يصفهم بأنهم عملاء و خونه ، تلقوا تدريبات باسرائيل و ايران ، اخرجوا لنا صحفية مشبوهة و مستأجرة من قبل النظام و القناة و بمعرفة المذيعين المشبوهين على تلك القناة لتؤكد ذلك ، طبعا مع اخفاء وجهها بحجة كى لا تعرف ، طبعا المقصود ذكر الخبر على طريقة " صرح مسئول رفض ذكر اسمه " . كما قام الميزو بتقليد دور صاحب القضية و استضاف مجموعة من الموالين للنظام و اخرين كانوا كلابا للنظام تعوى فى حديقته الخلفية فأنقلب عليهم فى الاونة الاخيرة ، فطمعوا ان يخرجوا فى تلك الثورة حتى ينالوا كرسى فى مجلس الشعب ، اقنعوا المشاهدين بأنهم معارضة !!


و يدخل نقيب السنمائيين الفذ صاحب تصريح " احنا هنا فى ميدان مصطفى محمود مش مئات احنا ملايين " ليجرى مكالمة هاتفية يطلع فيها المذيع ان ماما – ماما المذيع - كانت تبكى ، الفنانة كذا كانت تبكى ، الفنان كذا مستاء بشدة من الفعلة الصبيانية التى قام بها هؤلاء الشباب ، ثم و بقدر متحف من النفاق انقلب سيناريو القناة فى اخر يومين من الثورة بعد تأكد تام ان كفة الشباب هى الارجح ، فالميزو يدافع عنهم و يلقبها ب "ثورة " بعد ان كان يقول " وقفة او احتجاج " ، يخرج لنا سافل فى منتهى الوضاعة ليقول انه يرفض ان يعلق اسمه فى ميدان التحرير مقترنا بلفظ خائن ، له الحق فى ذلك ، لكن قمة السفالة و الوضاعة كانت فى انه قال انه من المشاركين فى الثورة ، انه كان داعما لها ، انه كان يقوم بعمله وقت ان كان الاخرون مختبئين فى منازلهم .


و يدخل الفنان احمد عيد المحترم ليقابلهم بمثل تلك الحقيقة ، فيكون تعليقهم على مكالمته اضعف و اقل من موقفهم ، لا مانع من ان يخرجوا و يعتذروا للناس عما بدر منهم من تدنيث للثورة ، لكن ان يتحفونا بأنهم جزء اصيل منها ، انهم شاركوا ، عار عليكم يا سادة .


و صاحب القناة الاخرى الذى ارتبطت اعلاناته بأسمه مقترن بها " و شركاه " ، كلنا نعرف من " شركاه " هؤلاء ، و انهم نجلى الرئيس ، فى البداية موقف مضاد و بشدة للثورة ، يخبرنا بتاريخ سعادته فى الثورات الماضية و المظاهرات التى كان يخرج فيها الى ان وجد بعض من يريد ان يقفز على مجهوده و ينتزع الانجاز لنفسه فيفضل الانسحاب ، تدخل مرة على الهاتف فى قناته ليحاسب و يبدى انزعاجه من مقدمة البرنامج و ضيفها الذين تحدثوا فى حقيقة الموقف و ان المتظاهرين يطالبون برحيل الرئيس ، ليخبرها عن تاريخ الرجل المشرف الناصع بالبياض ، "الفانلة مبتكدبش " ، انه مثال يجب ان يحتذى و ان قراراته مرسوم الاهى لا يجوز التشكيك فيه ، لم نرى مقدمة البرنامج مرة اخرى لمدة ثلاث ايام اخرى .


طبعا قبل ان يغير موقفه مع انقلاب الاحداث و تطور موقف المتظاهرين و يقينه ان الثورة فى طريقها للنجاح فيعيد المذيعة ، يعطى تصريحا للمذيعة الاخرى التى خرجت علينا مساءا باكية من نص خطاب الرئيس و مستعطفة القلوب الرحيمة ب " كفى " ، يعطيها تصريحا لتهاجم النظام و تستضيف من تشاء و تخرج للتصوير مع الشباب فى الميدان ، بعد ان اعطى مطلق الحرية لل " طرطور " الذى يعرف بأنه " طرى فشر البندق " الذى اعتبر نفسه واحدا من اسرة الرئيس بعد ان بكى عقب اتصال هاتفى من السيد علاء مبارك عقب احداث الجزائر ، ليهاجم الثورة ، يعمل خبير للمساحات ليقارن ميدان التحرير بمساحة ستاد القاهرة ، انه لا يمكن بأى حال من الاحوال ان يتسع لاكثر من 80 الف متظاهر ، طبعا لا مانع من استضافة المنحرفين امثاله على التليفون ليسبوا المتظاهرين ، منهم طبعا طبعا " حس و هيما " الذى قال احدهما انه ظل يحارب لمصر كما فعل الرئيس ، الاخر طالب بمنع وصول اى نقطة ماء للمتظاهرين ليموتوا عطشا .


ناهيك عن القنوات الرياضية المتخلفة اصلا التى يملكها رجل الاعمال الدكتور صاحب الاكاديمية و طاقم المذيعين ، شلة المنحرفين المنافقين الذين يعملون فى الاستوديوهات و المخرجين المنافقين الافاقين ، الذى استمتع باشباع حاجاته السادية عبر استضافة مجموعة من الشباب على الهواء و فتح التليفونات عليهم لاكثر من ساعة لاصدقاء البرنامج ، كلنا نعرف انهم ما هم الا الاستوديو الخاص بالقناة و فراشى القناة الذين يجلسون خلف الاستوديو ، طبعا امتدت لوصلة من السباب و الشتيمة فى الشباب ، الشباب لم يكن مسموحا لهم بالتعقيب او الرد بحجة ان " الراجل طالب على التليفون ، الفاتورة غالية ، سيبوه يكمل " ، يقول لنا المبدع العظيم صاحب الانجاز الرفيع الذى لا اعلم ما سبب فخره به ، بأنه اول محترف مصرى فى اوروبا ، رغم ان هناك بالفعل من سبقوه فى الاحتراف ، صاحب الضربة الارضية فى كأس العالم ، يقول لنا المبدع افشات و تريقة و هجوم ، " لعب فى ذقن حضرته " ، على الشباب ، انهم يعانون قلة التربية و الادب .


الان تذكر " دائم الابداع " ، " شللى " انهم يتحدثون عن شباب من خيار ما انجبت البلاد ، انهم يستحقوا التكريم و الاحترام ، طبعا بأمر من صاحب القناتين حفاظا على مصالحه ، انهم صنعوا ما لم يصنعه احد ، عقب مقدم البرنامج على سؤال احد الضيوف : " ما رأيك فى من ينقلب على رأيه قبل و بعد الاحداث ؟ " ، عقب ب " يبقى راجل سافل طبعا " .... الله عليك يا حبيب والديك ، هاتها م الشبكة .


طبعا لا داعى من تذكير احد عن رئيس احد احزاب المعارضة الذى له عديد من القنوات ، خصصها لمهاجمة الثورة طوال اليوم ، ليخرج لنا فى الصباح متحدثا باسم الشباب و مفوض عنهم ، رغم ان احدا لم يفوضه ، قدمت لنا القناة مزيدا من النفاق و الهجوم الكاسح الذى لا يقل عن هجوم الجمال على المتظاهرين ، انهم يريدون خراب البلاد العامرة بحس سيادة الرئيس ، خرج لنا قلم الرصاص و الممحاة التى بجواره على قناته الاولى ليلقنوا الفنانين شهادتهم عن الاحداث الجارية ، يستطلعوا وجهة نظرهم فى الاحداث المشينة التى تحدث من قبل الشباب . كما جر ناعم مع احد المذيعين ، شقيق الديناصور ، الذى انضم لحزبه المبجل ، ليلحق بالاعلامية ال "خرساء " عن قول الحقيقة على قناته الاخرى ، تفندوا لمهاجمة المتظاهرين ، اتهامهم بأنهم عملاء و خونة ، ثم فجأة تذكر صاحب القناة ان الوطن يناديه و ان وطنيته تلح عليه ان يغير من اداء القناة و سياستها لتساند المتظاهرين ، طبعا بعد رجوح كفة المتظاهرين ، لم يصرح لنا صاحب القناة عن الصفقة السوداء التى قام بها مع النظام من اجل الاطاحة بفريق عمل اكبر جريدة معارضة فى مصر ، لم يتحفنا بمصدر امواله و شركة الادوية التى يملكها ، صاحب القناة و الفياجرا اصبح رئيس حزب معارض و ينتقد ...


طبعا ان جأت الى القنوات المصرية الحكومية فالفاجعة اكبر ، بداية من استخفاف عقول الناس و تصوير النيل على انه مشهد للمتظاهرين ، دخول تليفونى لعدد من المنحرفين المعروفين بالفنانين ليسبوا المتظاهرين ، كما يتم درج بعض الاتصالات المفبركة عن متظاهرين من 25 يناير يقولوا فيها : " انا اسف ، مكنتش اعرف ان البلد هتروح لكده ، انا مكنش قصدى ، البلد بتضيييييييييع" ، احد اصدقائى قام برفع الفيديو على النت ، وضع كلمة اسكندرانى بجواره . لن اتحدث فى مقالى هذا عن الصحف الحكومية ، فالناس تقرأ و تعرف جيدا ، اما من لم يقرأ ، فقد حفظ ضغط دمه عند المعدل الطبيعى .


هذا الى جانب رأى الفنانة الذى لا اعرف كيف ربطوا بين السماحة و بين اسمها بأن المتظاهرين من وجهة نظرها يستلزم لهم الحرق ، تصريح الفنانة "زينة الجنينة " تعقيبا على " مش هنمشى هو يمشى " ب "مشش فى ركبهم " ، وصلات ردح للمتظاهرين كل خمس دقائق ، نسيت ان تخبرنا عن قضية شقيقتها التى اتهمت بالاتجار بالمخدرات قبل الثورة ، ال "صلعت " الذى حل ضيفا متكررا على الرئيس السابق الذى وثف ثقافة المتظاهرين " بثقافة امه " ، اتهمهم انه يتم توزيع المخدرات بينهم ، الجنس المحرم داخل الخيام . أكد الفنان المصري أحمد السقا أنه متمسك بموقفه السابق بتأييد بقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة حتى نهاية ولايته في سبتمبر/أيلول المقبل، معترفًا بتعرضه للطرد من ميدان التحرير على يد متظاهرين يطالبون بإسقاط نظام مبارك ، ثم خرج علينا فى اليوم التالى ليخبرنا انه شعر بسعادة غريبة بالتواجد مع المتظاهرين ، انه يدعو مصر للنزول لميدان التحرير .


النظام استعان بتامر حسني للظهور في التلفزيون لسب المتظاهرين و إدعاء بأنهم عملاء و مأجورين و لما أيقن أن النظام إلي زوال و نهاية مبارك محتومة قال ألحق نفسي فذهب للمتظاهرين في ميدان التحرير ليصالحهم و لكن مجموعه كبيرة رفضت أن يركب الموجه و أنزلوه من المنصة ليمثل لنا البكاء دون سقوط قطرة دمع واحدة . الشاعر الغنائي الشاب ايمن بهجت قمر طلب من منى الشاذلى قراءة قصيدة مؤثرة موجهة للرئيس مبارك تلومه لانه بتمسكه بموقعه "بهدل البلد" وتسبب بكل ما يحصل من صور تنقلها الفضائيات ، رغم انه هو هو المؤلف الغنائى الذى كتب اغانى للفنانة شيرين عبد الوهاب عن سلامة الريس ، جمال الريس من قبل . دلال عبد العزيز وصفت المتظاهرين ضد نظام مبارك بالمخنثين .


إلهام شاهين للبرادعي: هل خيانتك للعراق ثمنها رئاسة مصر؟؟ لم تخبرنا هل فتح المجال الجوى لمصر لامريكا لضرب العراق ، ثمنه البقاء فى الحكم ؟؟ .. قد لا احب او احب البرادعى ، لكن لا يمكن وصف الرجل بمثل تلك التهمة التى لا دليل عليها عند الفنانة الهام شاهين . يسرا و عادل امام شنوا هجوما على المتظاهرين و ذكروهم انهم – يبدوا انهم يتحدثون عن انفسهم – يعيشون فى سلام و رخاء طوال 30 عام .


أما ردة الفعل الأعنف، فكانت من الملحّن عمرو مصطفى الذي فقد أعصابه في اتصال بقناة "العربية"، وانهال بالشتائم على المتظاهرين متهماً إياهم بتخريب البلد. وبدأ بالصراخ طالباً منهم العودة إلى منازلهم ، التهمهم بالخونة و العملاء و المأجورين ، اعطى تصريحا للتلفزيون المصرى يدعو للعجب و الذهول ، حيث قال : " من يرى هؤلاء لا يتعامل معهم ، فقط يصورهم بال اى فون او البلاك بيرى ، يعطى صورهم للجيش " ، تصريح يدل على ان الفنان كان يقضى ايامه السابقة فى تركيا و اسبانيا اكثر من مصر ، فهل فى اعتقاده ان المواطن المصرى البسيط المتواجد بالشارع كان يوفر من قوت يومه للدرجة التى تسمح له بشراء مثل تلك الاجهزة ؟؟ لو كان كذلك فلم يتظاهر اصلا ؟؟


انا لا اذكر كل هذا من اجل الشماتة فى احد ، لكن من فضلكم ، بعد انقضاء ايام الثورة نحتاج للمجدين الصادقين و المستعدين لخدمة الوطن دون نفاق و رياء ، لا نقول استبعدوا هؤلاء تماما و ندعو للانتقام منهم ، لأن ثورتنا بيضاء ، لن تدعو للانتقام ، لكن من فضلكم لا تطلبوا من الناس اكثر من طاقتها ، لا تطلبوا ان يستقبلوهم كالابطال ، لا تطلبوا منهم ان يغفروا لهم ، فقط اطلبوا من الناس ان تحسن التعامل معهم و لا تنتقم منهم ، لان ما فى القلوب لا يسيطر عليه احد ، لا يمكن ان يتغير بعد ان كشفناهم و عرفنا حقيقتهم ، لكن نحتاج من المسؤلين ان ينقوا الاعلام من شوائبه المترسبة فى الاونة الاخيرة ، يعين الناس على مدى كفائتهم لا ولائهم ، لن يستطيع المسؤلون ان يكشفوا حقيقة قلوبهم ابدا ، لكن يستطيعوا ان يختبروا كفائتهم عبر عملهم ، جدتهم فى اداء مهام وظائفهم ، نتمنى ان يكون الاصلاح شاملا فى الفترة القادمة ليشمل الاعلام الذى كان يشق على ان اتابع اعلام غير مصرى ، غربى لاعرف الحقيقة ، لان اعلام بلدى يزورها .



الاثنين، 7 فبراير 2011

الارادة الشعبية

الارادة الشعبية



سيقف العالم كله و ليس العالم العربى وحده طويلا امام ذكرى الاسبوع الاخير من شهر يناير لعام 2011 .. ذلك الاسبوع الذى انتصرت فيه ارادة الجماهير و الشعب على سطوة و سيطرة الطغاة و الظالمين ، حيث استطاع الشعب المصرى ان يثأر لكرامته و عزته و مجده السابق عبر تحدى الصعاب و يسطر لنفسه تاريخا جديدا يشهد له بالثورة على الظلم و الطغيان .


ثار الشعب على الظلم الواقع عليه من حكومة رجال اعمال لصوص ، استغلوا القانون لجعل جرائمهم مشروعة ، وزراء استغلوا سياسة اخترعوها هى الخصخصة لكى يمتصوا من دم الشعب ممتلكاته ، استغلوا القانون لبيع المصالح العامة الى مصالحهم الخاصة ، اشتروا الهيئات و المؤسسات العامة ببخس التراب و ضموها لشركاتهم الخاصة ليبيعوا منها و يستفيدوا . هؤلاء اللصوص لم يكتفوا بذلك ، بل سمحوا لاصدقائهم من اللصوص ان يستنذفوا خير المصريين معهم ، تحت توجيهات سيادة اللص الاعظم القارون احمد عز .


قارون الملقب باحمد عز ، لا يختلف كثيرا عن قارون قوم موسى ، فهو يسير بخطى ثابتة دون ان يدرى ليصبح ما كان عليه قارون دون ان يدرى ، بدأ المسيرة باقامة مشروعات يخيل للعامة انها قومية و من اجل هذا الوطن ، ما كان يدرى احد انها لترسيخ فكرة الاحتكار . احتكار السوق المصرى لمصلحته ، فهو يعرض و يفرض القيمة ، ليس امام الناس سوى ان تشترى ، لانها و ببساطة لا تجد مصدر اخر تبتاع منه .


ثم بدأ سياسة النهب و الجلب من كل طريق مشروع و غير مشروع ، و ساعده على ذلك السلطة فى مصر كما كان يساعد فرعون قارونا على ابناء شعبه ، بل و انضم ايضا للحاشية كما فعل قارون ، فصار ملك السياسات ، صاحب القرار ، صاحب القاعة ان جاز التعبير ، قام باذلال المصريين عبر عدد من القرارات السياسية و الاقتصادية ، كان يخرج علينا بتصريحات تفيد ما كان يقوله قارون عن ان ذلك لمصلحة الشعب و لصالح مصر و للقضاء على طبقة الكسالى و العاطلين .


انضم له فى ذلك مجموعة من رجال الاعمال الذين هم لصوص اصلا ، صاروا من اصدقاء النظام ، بل من اصدقاء الرئيس شخصيا ، دعموا فكرة النفاق و السخرية من الشعب المصرى فى صورة دسائس و معارضة خونة ، حتى يثبتوا من اقدامهم عند مليكهم ، يستمر السلب و النهب .


ساعدهم على ذلك نظام حكم فاسد يمالىء لاسرائيل و امريكا اكثر مما يمد يده للفلسطينيين و العرب ، فقام بغلق معبر رفح لمنع وصول المعونات لاهالى غزة و منهم حماس ، عندما ارتكبت اسرائيل جريمتها فى مذبحة غزة ، قال بالحرف للرئيس الفرنسى : " اتركهم يجهزوا على حماس " . كما ادى بتراخيه و تقاعسه الى اعطاء الفرصة للاسرائيلين ليزيدوا من جرائمهم يوما بعد يوم ، قام بقطع علاقاتنا مع معظم الدول العربية و الافريقية حسب سياسته الرشيدة ، قام اولاده باستغلال حادث سافل و سافر ليكسبوا نقط فى عيون الشعب المصرى داخليا على حساب علاقتنا مع دولة عربية هى الجزائر .


فى ظل هذا كله قاموا بفرض القيود على الاعلام ، الكلام فى الوطن ممنوع ، الصحافة ممنوعة من قول الحق ، التلفزيون يمنع الشرفاء من الظهور ، الفنانون المحترمون يقيدون على اعمالهم ، يفتح المجال للمنافقين و امناء الشرطة فى زى مذيعين و للمخبرين الموالين للنظام للخروج علينا فى منازلنا ، يدعمون فكرة سيادة النظام و انه من ساهم فى حفظ امن المواطنين و الوطن طوال هذه المدة ... كفى النظام المصريين شر القتال .


فى ظل هذا كله لم يسيطروا على الصحافة العالمية و وسيلة التعبير الوحيدة المتاحة امامنا و هى الانترنت و الفيس بوك و المدونات ، الشباب الذين اتشرف بالانتماء لهم قاموا بالكتابة منذ فترة لتحريض باقى الشباب و من معه فى عائلته للثورة على الظلم ، استغل الشباب منبر لا تطاله يد العسكر بالتخريب و هو الفيس بوك و المدونات للتعبير عن رأيهم بصراحة ، وصولا لدعوة للثورة على الظلم فى الاسبوع الاخير من شهر يناير 2011 .


خرج الشباب يدك الارض دكا ، يحاول تغيير ما لحق به من قسوة الظلم و التعذيب و الفساد و كبت الحريات لمدة طويلة ، ثورة عارمة اجتاحت الشوارع كلها ، حتى تكاد تتخيل عند تصوير الجموع من اعلى ان الكاميرا المستخدمة هى بالابيض و الاسود من كثرة جموع الناس و الرؤوس السوداء فى الشوارع و الميادين . مصر تشهد عصرا جديدا ، عصرا يطال الشعب فيه الظلم بيده و يسحقه .


حاول الفاسدون و منعدمى الضمير و شلة الفساد اخماد و افساد الثورة عبر اطلاق المجرمين و المنحرفين الذين ربوهم لفترات طويلة لمثل ذلك الوقت ، وزير داخلية منحرف سادى عاش على دماء الشعب المصرى لفترات طويلة و افسد قطاع شريف و عريق هو قطاع الشرطة ، ضابط الشرطة يلتحق بها ليس لانه الاجدر و الاشرف و الانزه ، لكن لأنه قادر على دفع الرشاوى ، التى سيلمها بالتأكيد من الشعب فى اول سنة تعيين له فى الشوارع ، للاسف الاستثناءات من ذلك ممن حرصوا على مصلحة الوطن و دخلوا قطاع الشرطة لانهم الاجدر و الاشرف ذابوا فى وسط ذلك ، فلم يراهم الشعب وسط التعذيب و الاهانات التى يرونها كل يوم من زملائهم الفاسدين .


وزير داخلية سادى امر بضرب المتظاهرين بمنتهى العنف ، لانه يعلم جيدا انه اول من ستطاله الجماهير و تنتقم لانفسهم من سطوته و قهره طوال تلك الفترة ، فأطلق الاوامر للشرطة بالاجهاز على المتظاهرين و اطلاق اعيرة نارية حية ايضا فى بعض الاوقات لحماية حضرته . لا نستطيع لوم الرجل ، فهو طبع الفاسدين . ثم جاء السيناريو الاكبر ، الذى طرحه و نظمه من قبل نجل الرئيس و احمد عز من قبل بأطلاق اللصوص و قطاع الطرق ، كلاب حراستهم الذين ربوهم لسنوات لتجوب الشوارع و تطوف بها فى محاولة لارهاب المواطنين كى تهدأ الامور و ينشغلوا بهم و يطلب الشعب مساعدة الشرطة التى ستتمكن من فرض سيطرتها على الشوارع ، اخماد الثورة ، قاموا بسحب قوات الشرطة الذين ستطرح حولهم الاف من علامات الاستفهام حول كيف اطاعوا امرا مثل هذا و انسحبوا من الشوارع و اتاحوا الفرصة للمجرمين بالهروب من السجون وتخريب الشوارع ، بل و تركوا لهم السلاح ، الا من قلة محترمة رفضوا ترك اماكنهم ، او عادوا لملابسهم المدنية للدفاع عن الشعب من قلب الشعب . و الشعب كان افضل من هؤلاء حنكة و عقل ، حيث كونوا بينهم لجانا شعبية للدفاع عن الممتلكات ، فهم يعون جيدا ان ثورتهم يجب الا تفشل .


هؤلاء مثالا يحتذى بين الامم ، الان يمكنهم ان يعلنوا للعالم كله : وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابنى قواعد المجد وحدى !! و ضع خطوطا كثيرة و واضحة تحت " وحدى " ، الشرطة غدرت بهم ، المعارضة تحاول الصعود على الاكتاف ، لا يوجد سوى الجيش الذى يثق فيه الشعب ثقة عمياء هو الذى انضم لهم للدفاع عن شوارعهم و امنهم ، هؤلاء اعطوا المثل انهم ليسوا تافهين كما يزعم البعض ، لكن كان البعض منهم مغيب العقل تحت وسائل تغييب العقل التى فرضها النظام عليهم ، ظل المعظم متيقظ و جاهز لاى جديد .


ثم جاء الاعلام الفاسد ، الحكومى و الخاص – الا من اسثناءات - ، ليكمل السيناريو ، الاعلام الحكومى يزور الاحداث ، فيكتب فى اليوم الاول من المظاهرات على الصفحة الاولى لجريدة الاهرام " الشرطة تستقبل المتظاهرين بالورود ، ان العدد لا يتجاوز المئات " ، التلفزيون يحاول انقاذ رئيسه امام العالم ، كأن الاذاعات العالمية لا تدرى الحقيقة او تصورها ، يحاول تصوير الموقف على انه قلة ، فقط قناة الجزيرة التى نختلف معها احيانا قامت بنقل الصورة الحقيقية ، فقط من القنوات المصرية الخاصة ، قناة ONTV و الاعلاميان يسرى فودة و جابر القرموطى قامت بنقل صلب الحقيقة ، الباقيون بكل اسف حاولوا انقاذ رئيسهم الغير مرغوب فيه عبر وصلة من النفاق ان السبب هو الحكومة ، ان الرئيس وعى الرسالة و سيعمل جاهدا عبر الثلاثين سنة الاخرى القادمة لتصحيح الصورة ، حتى قناة الحياة التى يملكها السيد البدوى رئيس حزب الوفد ، كانت اكثرهم نفاقا و سخرية من عقول المواطنين .


الرسالة كانت واضحة منذ اليوم الاول ، خلع الرئيس الغير مرغوب فيه ، كلنا نقدر تاريخ الرجل المشرف فى حرب اكتوبر ، لكن لن ننسى انه من عين هؤلاء ، من امر هؤلاء ، من سمح لهذا ، رفض ذاك . و لا يتحفنا احد برأيه الخلاب انه لم يكن يدرى ما يحدث فى البلاد ، فالرئيس الجاهل اسوء من الرئيس الخائن ، لانه يظلم شعبه طوال الخط ، بينما الخائن سيحاول تجميل الصورة احيانا . ثم ان كان لا يدرى فلم هو رئيس اصلا ؟ هل ليتمتع بالطعام الرئاسى الصحى الفاخر ، هل لينام فى القصر الرئاسى الفخم ، هل ليستمتع بشواطىء شرم الشيخ مع شلة العصابة وحده . ان كان لا يعلم ، فذلك لانه لا يعمل .


يخرج علينا الفنانون كما يدعون انفسهم ليتحفونا بوصلة اخرى من النفاق الزائف ، فيخرج علينا مخرب السينما الحديثة " الامام " ، ليقول لنا ان الثورة هى من قلة مندسة تريد زعزعة كيان الوطن ، تخرج الممثلة الاخرى التى احترفت القبلات فى افلامه ب " يسر " من خارج مصر لتتحفنا الاخرى بيكفى ان النظام كفانا الحرب لثلاثين عاما . ثلاثون عاما و انتم تعقدون الصفقات مع النظام ، ثلاثون عاما و انتم تأكلون من عرق المواطنين ، ثلاثون عاما و الشعب يراقب انحرافكم و قلة ادبكم على الشاشة ، ثلاثون عاما و بعدها هربتم للخارج منظرين ما ستسفر عنه الاحداث ، و يعودا لنا بالطبع ليخبرونا انهم كانوا يقصدون القلة الشريرة المندسة وسط الجماهير التى قامت بالتخريب و ليس المتظاهرين . كفاكم نفاقا ...


الثورة حملت فى طياتها عبرا كثيرة لا نريد ان نغفلها ، لم نسمع عن حادثة تحرش واحدة ، لم نسمع عن حادثة شغب واحدة بين مسلم و مسيحى ، لم نسمع عن حادثة سرقة و انحراف بين المتظاهرين . كل هذا نفى ما كان النظام يحاول ان يلصقه بنا فى الايام و السنوات السابقة ، كل هذا كان اشادة بوحدة شعب ، رأينا الشرطى يخلع زيه العسكرى عنه و يهتف ، رأينا عسكرى الامن المركزى يهتف مع الشعب بدلا من تنفيذ الاوامر بضرب المتظاهرين ، رأينا الناس على قلب رجل واحد فى الدفاع عن شوارعها و ممتلكاتها ، ما خسرناه فى تلك الايام يمكن تعويضه .


البورصة هى حركة الاسهم ، تعتمد على استقرار الامور فى البلاد ، فما هبط من اسهم سيعاود الصعود مع بدأ الاستقرار ، فلا يقلق احد و لا يتشكك كما يحاول الاعلام ان يصيب الجماهير ، يكفى اننا لو صادرنا اموال اللصوص فى مصر و الخارج ، سنصلح بها ما افسدوه ، فلا يقلق احد ، يكفينا اننا سنحمى البلاد مما كان سيسرق و ينهب .


المعارضة التى كانت ارجوزات فى يد الحكومة حاولت ان تصعد على اكتاف الشعب و تطالب بحقها - الذى لا اعلم من اين اكتسبوه - فى الحكم ، كنتم العابا كارتونية فى يد النظام ، كانوا يطالبونكم بكتم افواه المعارضة و الصحفيين فتوافقون ، كانوا يدفعون رواتبكم ، ايجار احزابكم فكنتم توافقون ، كانوا يسلطونكم على السنة المعارضة الحقيقية فكنتم تقطعونها من اجلهم ، اليوم تريدون ان تحكمون ؟ !!


الشعب هو من قام بكل ذلك ، فلن نبخثه حقه ، لن نعطى للبعض جزءا او نصيبا من الكعكة ، تحية كبيرة للشعب المصرى الذى رفض الظلم ، فخر عظيم ان انتمى لمجموعة الشباب الذين طالبوا الشعب بالتغيير و الخروج و الاحتجاج و التظاهر ، هؤلاء سيفخرون بموقفهم طويلا فى المستقبل كما فعل جيل اكتوبر 1973 ، لهم الحق فى ذلك .


الشرطة المصرية يجب ان يتم اعادة تشكيلها مرة اخرى ، يتم تصفية عناصر السوء ، بحث شكاوى الناس ضدهم و التحقيق فيها ، معاقبة الجناة ، استبدال العناصر المشينة التى تسىء لهذا القطاع العظيم الذى كان و لا يزال مصدر فخر لنا ، بدليل ان بداية الثورة كانت تتوافق مع عيد تصدوا فيه للاحتلال الانجليزى و رفضوا التسليم ، ذلك الاستبدال سيأخذ وقتا حى يتم اعادته الى ما كان عليه من مصدر فخر و شجاعة و حرص على المواطن المصرى ، ليس مهما الوقت ، لكن الاهم البدأ فى حركة التغييرات .


الاعلام و الفن يجب ان يتم بتر العناصر المنحلة منه ، كالهلفوت ، المشبوه ، موالي السلطة و مكتنزى الاموال من عرق الشعب ، المتاجرين بقضايا الوطن ، كل هؤلاء يجب استبدالهم باصحاب القضية الحقيقية ، الموهبة المصقلة ، فالموهوب بلا قضية هو شيطان ، صاحب المبدأ و الدعوة يؤثر فى الناس بشدة لو توفرت له سبل تنمية موهبته .


اعود فى النهاية لاختتم المقال ، بشكر خالص من اى اغراض الى كل الشعب المصرى العريق العظيم الذى اعاد لمصر الحياة ، طرد المحتل الداخلى من اللصوص و الخونة ، اتقدم بخالص العزاء لاسر الشهداء الذين ضحوا باغلى شىء هو ارواحهم ما اجل رفعة الوطن ، اتقدم لله تعالى بخالص دعواى ان يسكنهم فسيح جناته ، يحمى مصر من اثام الاوغاد و المنافقين ، يحفظ لمصر ارادة شعبها .


كتبت فى يوم 31/1/2011

ثورة الجدعان

ثورة الجدعان




حينما يصبح الاحتجاج جريمة

تهمة يعتقل بها الجمع فى الميدان

حينما يصبح القواد فى الوسط

و امامه الاصوات و الهتافات من كل مكان

حينما يتصور انهم موالى نعمته

و الاوامر و الاحكام تأتى من الاله و الصلبان

حينها يتوقف كل شىء عن الاستمرار

حينها يتوقف الجميع عند ذلك الزمان



حينما كل موقف استياء

يتحول الى اندساس من المعارضة و الاخوان

حينما يتشكل و يشترى نفسه الاعلام

و يتلون بألف لون من الالوان

حينما يتحول الغضب الى مطالبة

و المعتدى عليهم الى اعداء النهضة و الامان

حينما تتحول الديمقراطية لاول مرة تمارس منذ اعوام

الى تقليب الاوضاع و سجن خلف القضبان

حينها يتوقف الجميع عند ذلك الزمان



حينما يتهم العسكرى الذى عبر عن رأيه

بأبشع تهم العصيان

حينما يسقط على الارض

كل حر يملؤه حلم الانسان

تطأه الاقدام و تطاله ايدى العسكر

و لا يجد فى وطنه الا كل امتهان

يستمر الاحتجاج السلمى

و يشيع للفوضى بحالة فض الغضبان

لم غضبان ؟ و لم لا يكون كسلان ؟

تخاذل عن المستبد الحقيقى و تفرغ للغلبان

اليوم يدافع البطل عن مجد تاه

و يتجاوز بصوته خطوط صنعتها بنادق الجبان



الناس تأكل من عطايا السلطان

يسمع عن اهلها من داخل البستان

يحدد قراراتها من على الشطئان

يتيح و يمنح العطايا للحيتان

يخادعونه بزهور النرجس و الريحان

و يستمر عطاء السلطان

و الناس لا تجد ما بين الاسنان



عندما يتصور الاستبداد انه بلا نهاية

عندما يعتلى الدفة اللصوص و بينهم القرصان

عندما يشق البحر بسفينة ليست له

و يتصور ان اهلها سترضى بسمكة للقطعان

عندما يتنزه الامير فى محافل الناس

و يصور له البعض انه فارس الفرسان

عندما يصير التعذيب و القتل

و التبخيس و الفساد و القهر

بالمجان



يصيح كل منافق انا معترض

تخرج من كل افاق صيحات الاستهجان

يعلن الفاسدون و مدعى تمثيل الناس ...

"قلة مندسة " يصرح بها لسان الفنان ...

"والقلة المندسة كما نعلم

لا تمثل حقيقة اصوات الاوطان" ...

اليوم تعلم المعارضة ؟

قد كان دائما من حاشية السلطان

فاليوم هو دائما كما كان

كاللسان ...

كالبغبغان ...



عندما يرفض طلب اهل السويس

الذين ضحوا فى الماضى

بالغالى و الشرف و الابدان

عندما يرفض طلبهم العادل

باستلام جثث الضحايا و تشييع الجثمان

عندما يرفض ان يتقدموا بمحضر

و شكوى الظلم اقل الدستور عدالة

و لكن فى بلد لا يسكنه اقزام الفئران

لا تعجب من موقفهم فهم ابوا

ان يطأوا للاحتلال فى الماضى و يقبلوا المهان

قد تعودوا الكرامة منذ تفتحت

اعينهم على اراضى مصر الجنان

كنا دوما كذلك و سنبقى

و يكفى ان يطلق اى فرد لخياله طى العنان



كنا دوما لا نرضى بالظلم و تارخنا يشهد

و لكن يبدوا ان احدا يتعمد فكرة النسيان

يكفى الناس ما لاقوه من غم و ظلم

يكفيهم ما لاقوه من مهانة و احزان

و لا يسأل السلطان نفسه لم يفعلون ذلك ؟

لا يسأل نفسه ان كان فعلا يلقى الاستحسان ؟

يدرى تماما انه غير مرغوب فيه

و يصر على ان يبقى فوق صهوة الحصان

حصانك عاجز لا يدخل حربا

و لكن يطوف القصور و جوانب الوديان

تنعما بها سويا

و الناس تبنى البيوت من العصيان

شتان بين كليهما

و الف الف شتان



لم يخرج تصريح يعد بأى شىء

يتعاملون مع الموقف كأنه ضوضاء الصبيان

لا يهتمون لم يتحركون او يطالبون

لا يفتعلون الاهتمام و فكرة الحسبان

ان كان البليد لا يحس و لا يشعر

فهل لنا ان نستعين بملوك الجان ؟

هل لنا ان نقتل انفسنا

و نقطع العنق من الشريان

الى الشريان ؟



لن يهتموا و لن يعلقوا

قد كانت لهم البلاد قصور من مرجان

فتاة جميلة تلعب و تحلم

ان تنشر عطرها على اهلها

و يتجاوز ما بعد البحور و الخلجان

فاخذوها من يدها و سلموها

كل ليلة لمفترس من بلاد الغربان

و ارتضوا ان يبيعوا ذهبها لانفسهم

و يتقاضوا على جريمتهم ثمنا من الاثمان

و يريدون على ذلك

ان تنطبق كل الاجفان ...



برغم كل ذلك اشعر بالامل

و عندى على ذلك من الايمان

فمتى انقطع الخير

يأتى الخير بعد الحرمان

يأتى النور و الدفىء

من داخل النيران

يسطر الشهداء التاريخ القادم

عبر التضحية حاملى الاكفان

حب هذه الارض سيظل دائما

داخلنا كالعشق كالادمان

يأتى المجد لهذه الارض

عبر ثورة يقودها حق الشجعان

لا مانع لدى من ان اؤيد

عكس المنافقين ثورة الجدعان

الامل فى ان تستمر

هذا هو صلب الامتحان



كتبت فى يوم 30/1/2011