السبت، 27 نوفمبر 2010

انتخابات تضحك

انتخابات تضحك


مغنى شعبى مشهور بسرقه الالحان ، و راقصة كانا ينويان الترشح للانتخابات و تراجعا فى اخر لحظة بعد الهجوم عليهما .


الانتخابات تتم بهدف كشف النظام ، ليس المشاركة فيه ، على اعتبار ان ملكش كرسى يعنى ؟!!


كل مرشح فى مجلس الشعب يستعين باحد المغنيين " البيئة " ليغنى له اغنية يطاف بها الشوارع ، على طريقة تأليف اغنية فى حب البلد عند كل مباراة للمنتخب .


ممنوع الدعاية الاعلانية لاحد الاحزاب فى التلفزيون بقرار من وزير الاعلام ، لكن تجد اعلانات الحزب الحاكم ، حزب مدعوم من الحكومة .


يفخر احد الصحفيين بأنه من المعارضة ، دائما ما تجده ضيفا ثقيلا على قلبك فى كل برامج الحكومة على التلفزيون ، يهاجم زملائه فى المعارضة .


يعلن احد الاحزاب المدعومة من الحكومة عن التغيير بتغيير بامبرز ، يخبرك انه مثله مثل الحقنة التى يأخذها الممثل على الشاشة فى المنطقة الاستوائية القصيرة .


وزراء يصرون على دخول الانتخابات و دخول البرلمان رغم ان وزارتهم تشتكى قلة وقت سيادتهم .


يعد احد مرشحى الحزب الحاكم اهل دائرته بأن يجعلها محافظة مستقلة ، ينسى ان يقول لنا ما مصلحة الشعب فى ذلك ، من سعيد الحظ الذى سيدعمه بشده لدرجة توليه منصب المحافظ ؟


يستعين احد الوزراء بداعية دينى ، ليؤكد سياسة فصل الدين عن السياسة .


يستعين احد مرشحى الوطنى بلوجو دعم البرادعى على بوستراته ، احد مرشحى الاخوان بشعار الحزب الوطنى ، ليؤكدا الوحدة الوطنية .


يفخر الحزب الحاكم فى اعلاناته بأن الشباب يقبض 300 جنيه – يا سعده يا هناه - ، نكفيه طوال الشهر و يفيض بالنسبة لشاب فى بداية حياته و بيكون نفسه ، انا مستعد ادي له من عندى كمان 300 و يورينى هيعيش بالمرتب الصاروخى ده ازاى !!


الشعب بيسأل هل يوم الانتخابات اجازة ام لا ، ليس للتصويت ، لكن ليقضوه فى منازلهم .


لا يتم استبعاد مرشح سبق له ان نهب قرض و هرب خارج البلاد لاعوام ، ثم عاد محمل بالارباح و مستعد للتقسيط المبلغ المنهوب ، الحجة انها لا تمثل تهمة شرف بتاتا .


يقيم بعض الناس حملات دعايا و لافتات بمئات الالاف قبل الانتخابات بسنة كاملة ، رغم منع الدعايا الا قبل الانتخابات باسبوعين .


بعض هؤلاء يتم استبعادهم من الحزب قبل الترشح و رغم كل ما انفقوه للدعايا .


الانتخابات فرصة ممتازة لتفاوض الكنيسة و بعض الاحزاب و بعض رجال الدين مع الحكومة .


البعض يدعو لانتخابه من فوق الاراضى المكية ، البعض يستعين ببعض الحجاج المشهورين من اجل الدعايا له ، رحم الله احترام شعيرة الحج .


مرشح يصادف انه عضو باتحاد الكرة يعد ابناء دائرته بكشف فساد اتحاد الكرة فى حالة دخول المجلس ، هل السبب انك الان مشترك فى الفساد ، تنتظر دخول المجلس و الحصول على الحصانة لتكشف ذلك الفساد دون ان يطالك احد ، ام هى وعود انتخابية بريئة ؟!!


مازال الاعلام يمارس دوره بمنتهى الحيادية فى استضافة مرشحى الحزب الحاكم فقط .


منع اتوبيسات النقل الخاص و حجزها لنقل منخبى حزب معين ، والا ........ انت عارف .


ممنوع اقحام الدين فى السياسة ، بعض المترشحين يستخدم الكنائس و المساجد فى حملته الانتخابية .


مرشح حزب حاكم و صاحب قناة و رئيس مجلس ادارتها و مقدم برنامج عليها ، يستغل قناته للترويج لحملته الانتخابية ، كان من قبل يستغلها لانتقاد بعض الوزراء الذين يطمع فى تولى مراكزهم ، او لديه خلافات شخصية معهم ، يردد بعدها : نحن قناة ليبرالية تتيح مساحة للجميع للحديث .


من المتوقع ان تجد الكاميرات تنتظر نجوم الفن و الغناء يوم الانتخابات ، ليسألوهم عن من انتخبوا ، من المتوقع ان يجيبوا انهم يحبون الرئيس و كلهم فداء للوطن العزيز الغالى ، دون ان تعرف اهمية ذلك بأنتخابات مجلس الشعب .



الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

عودة الحرب على الاسلام فى البانيا

عودة الحرب على الاسلام فى البانيا

البانيا ليست تلك الدولة التى نسمع عنها فى مباريات كرة القدم بانها تتلقى سداسية نظيفة من فريق اوروبى معروف ، لنكتشف انها دولة اوروبية ، البانيا ليست تلك الدولة التى برعنا فى عدم المعرفة عنها و عن تاريخها اى شىء و عن احوال الناس هناك و امكانية التعاون بيننا و بينهم ،لا نعرف عن البانيا سوى انها موطن محمد على باشا الذى ولد فى اقليم قولا و انه قدم منها مع الحملات العثمانية ، البانيا ليست الدولة التى نظنها تقتصر على ذلك .


تقع البانيا فى منطقة الوسط الاوروبى الجنوبى ، و لكن بالرغم من ذلك فثقافة الشعب الالبانى تميل قليلا نحو الشرق الاوروبى . يحد البانيا من الشمال كوسوفو و جمهورية الجبل الاسود المتكونة حديثا ، يحدها شرقا مقدونيا و الجزء الشمالى من اليونان ، الذى يمتد بدوره حتى حدودها الجنوبية ، بينما يفصلها غربا البحر الادرياتيكى عن ايطاليا .


العرق الالبانى نفسه يمتد بين البانيا و عديد من تلك الدول . فالى جانب البانيا نفسها ، يشغل العرق الالبانى اغلب كوسوفو ، كثيرا من مقدونيا ، 10 % من شعب الجبل الاسود .


البانيا فى اللغة الالبانية تدعى " شيبرى " او " ارض النسور " ، هو قد يكون تفسيرا للنسر ذو الرأسين على العلم الابانى . يرجع تاريخ البانيا الى وقت طويل يصل الى الحضارة الرومانية ، ما قبلها ، ثم تبعوا الدولة البيزنطية من بعدها ، حيث شكلت الدولة رغم صغرها جزءا فى تاريخ اوروبا منذ ذلك الحين ، تعرف الالبان على الدين من طرق مختلفة ، حيث تعرفوا على الدين المسيحى عن طريق الشعوب المجاورة التى تدين بالديانة المسيحية سواء كاثوليك او ارثوذوكس . تعرفوا على الدين الاسلامى من خلال بعض التجار الذين قدموا من بلاد فارس للتجارة على الاراضى الالبانية ثم من صقلية ، ثم من خلال مناطق اخرى عبر العالم ، ثم مع نشاط الحركة العثمانية ، دخلت الامبراطورية العثمانية البانيا ، اتسع نشاط الاسلام و الدعوة للاسلام ، تلقى الالبان الدعوة للاسلام بشكل سريع ، اصبح المسلمون فى البانيا يشكلون الجزء الاكبر من غالبية السكان . و ظلوا تحت الحكم العثمانى الى ان تم حل الدولة العثمانية قبيل الحرب العالمية الاولى . و تم اعلان البانيا كدولة مستقلة ... و بدأت المشاكل .


كانت لاوروبا فى ذلك الوقت – عقب الحرب العالمية الاولى – موقفا معاديا ضد تركيا ، على اعتبار ما بدر منها سابقا من مواجهات حربية ضدهم فى وقت الدولة العثمانية ، امتدت النظرة الى كل من يتدين بالدين الاسلامى وقتها و فى نفس الظروف التى كانت عليها ، فتنكر الالبان فى ذلك الوقت من الدين الاسلامى الذى وصل احيانا للعنف فى الدولة العثمانية ليكسب ود اوروبا ، برر امام الغرب ان اسلامه لا يمتاز بمثل ذلك العنف السابق ، بدأت الحكومة الالبانية تنكر على نفسها و على دولتها انها مسلمة حتى تثبت لهم اكثر . و اعلن الرئيس احمد زوغو النظام العلمانى فى البلاد ، تزوج من كاثوليكية لاثبات ذلك .


فى عام 1939 م وقعت البانيا تحت الاحتلال الفاشى متمثلا فى ايطاليا ، بدا فى العام 1942 م تكوين خلايا شيوعية مناهضة ، على حسب العرف الذى كان سائدا وقتها فى العالم ، كنتيجة لما نشره السوفييت فى تلك الفترة فى العالم كله من افكار و تكوين خلايا شيوعية فى العالم كله ، ثم تكون الحزب الشيوعى الالبانى الذى اعتلى مقاليد الحكم فى البلاد بعد انتهاء الاحتلال الايطالى ، تنصيب انور خوجا رئيسا للبلاد فى العام 1946 م .


كعادة الفكر الشيوعى و ظنه بكونه الفريد الصحيح الوحيد ، ان الغير هو على خطأ دائما .. رفض انور خوجا اى فكر اخر فى البلاد و ان كان فكر دينى فبدأ بمحاربة و منع الدين تماما فى البلاد ، رفض وجود اى معالم او تقاليد دينية فى البلاد ، لما قد يتعارض مع فكره و ارائه المفروضة على الشعب الالبانى ، تم هدم المساجد او تحويلها لمكتبات و نوادى لنشر الفكر الشيعى ، او اسطبلات او متاحف لو كان لها قيمة تاريخية ، رفض اقامة اى شعائر دينية فى البلاد ، نص الدستور على ان الدين الرسمى للبلاد هو الالحاد ، ليكون الوحيد فى العالم الذى يفعل ذلك ، تصبح البانيا الوحيدة فى العالم التى تحتوى دستور كهذا . و الغريب انه كان دائما ما يفخر بذلك فى الخطب السياسية له .


تم منع التسمية باى اسماء لها علاقات باديان او انتمائات ، الاكتفاء بالاسماء التاريخية القديمة ، اسماء الشجر و الازهار و الاماكن و المدن و غيرها ، فلا تجد اسماء مثل محمد او كريستان فى البلاد فى تلك الفترة . و ان عارض احد ذلك القانون و ذهب لتسجيل احد تلك الاسماء ، يقومون بتغير الاسم عند تسجيله .


مع سقوط الشيوعية فى اوروبا ، قيام ثورات التحرير ، قامت ثورة ضد انور خوجا الذى استمر لاكثر من اربعين عاما فى الحكم ، ترك البلاد فقيرة بعدما اهدر مواردها كلها على التسليح العسكرى و بناء الخنادق ، ليحل عصرا جديدا فى البانيا كما هو حال اوروبا بعد انهيار الشيوعية ، الكل يبحث عن طاقة روحانية ، طاقة ايمانية تزيد انتمائه و تجعله مطمئنا ، فكان لابد من البحث عن دين من اجل الانتماء ، بدأ الاستقطاب من كافة دول العالم و الذهاب الى اغلب دول العالم لتعلم الدين ، كان الحظ الاوفر و نصيب الاسد منها هو الاسلام ، لانه كان سمحا بحق ، لمعرفة الالبان به من قبل عبر الاجداد المسلمين .


انفتح الالبان على العالم كله و منه العالم العربى ، سافر طلبة العلم الى تركيا و سوريا و مصر و الامارات و غيرها لتحصيل العلم فى الدين ، استقدموا الدعاة و المشايخ من كل العالم ليعلموهم الدين ، لان المشايخ الابان تعرضوا للقتل او الحبس او الطرد خارج البلاد ، فلم يجد الالبان الا قلة قليلة لا تكفى لتعليمهم الدين ، تم اعادة اعمار و فتح المساجد و تعميرها لتصبح قادرة على استقبال المصليين بعد ما حدث لها و اصابها من تخريب ، فتم افتتاح 540 مسجدا فقط بعد الترميم فى البانيا كلها ، لعل هذا يعطيك دلالة على ما حدث فى المساجد فى الفترة السابقة . كان الدين عند الاشخاص لا يزال ضعيفا و لم يعرفوا عنه الكثير لدرجة ان من كان يحفظ اخر عشرة سور فى القرأن يصبح اماما للناس فى الصلاة .


الغريب ان الحركات التنصيرية كانت تلقى الدعم الغربى من حكوماتها بكثرة ، فتم توفير لهم كل شىء و جمع التبرعات ، ارسال المعونات ، بينما الحال فى العالم العربى كان لا يكفى لتحقيق الدور المطلوب ، نجح الالبان المسلمون بالرغم من ذلك من تدارك الموقف و التعامل مع ما هو متوفر بشكل مناسب نسبيا ، حتى صارت نسبة المسلمين فى البانيا تقريبا اكثر من 65 % .


مع احداث الحادى عشر من سبتمبر ، اعيد اغلاق الدائرة على نفسها ، تم منع المنظمات الاسلامية من الدخول ، تم طرد المنظمات الاسلامية باستثناء خمس جمعيات فقط ، بينما نشطت الارساليات و الحركات التبشيرية على الشعب الالبانى ، لتمثل ضغطا على مسلمى البانيا فى ظل الكساد و الفقر و الضعف الاقتصادى ، بدأ استغلال ذلك و ممارسة الضغط على العاطلين و الفقراء و من يحتاج تأشيرة الانتقال لدولة اوروبية اخرى للعمل او للعلاج ، فتأشيرة الفيزا يتم الحصول عليها من طوابير طويلة امام السفارات الاوروبية بمساعدة هيئات كاثوليكية . اصبح المسلمون لقمة سائغة فى ظل الفقر و غياب التدين فى الاباء بحكم الفترة التى مروا بها اثناء الشيوعية الى جانب غياب دور الدول و المنظمات الاسلامية ، غياب الدعوة الاسلامية التى تركت المساحة شاغرة فى العقول للعبث و انتشر الالحاد و فرد اجنحته حتى فوق الرؤوس المسلمة ، فظهر جيل لا يعرف عن الاسلام الا من خلال ان اجداده كانوا يدينون به من قبل . قد تجد مسلمون على الورق فقط ، ديانتهم و ايمانهم غير موجود عمليا ، قد تسألهم فتجدهم يجيبون بأنهم ملحدون لا يؤمنون بالله رغم انهم مسلمون .


حتى مرحلة اعادة البناء للمساجد بدأت تتراجع قليلا ، بسبب قلة الدعم المالى من ناحية ، بسبب التضييق المفروض على بناء المساجد ، فيوجد كنائس ارثوذكسية فى مناطق غير مأهولة بالمسيحيين اصلا، تظل فارغة كل يوم ، بينما المساجد عددها قليل لا يكفى لاصطفاف المصليين فى صلاة الجمعة ، ليصل عدد المساجد 650 مسجد تقريبا فى البانيا فى مقابل 1300 كنيسة بينما نسبة السكان هى 65% مسلمين فى مقابل اقل من 30% من المسيحيين ، كل ذلك نتيجة الدعم الذى يلقونه و تسمح به الحكومة الالبانية من دول اوروبية مثل اليونان و غيرها ، فى مقابل غياب الدور الاسلامى ، عدم مرونة الحكومة الالبانية فى الدعم ايضا لكسب الود الاوروبى .


حيث ان البانيا مازالت حتى الان على قائمة الانتظار للانضمام للاتحاد الاوروبى ، مازال هناك تأفف اوروبى و خشية اوروبية من انضمام البانيا المسلمة الى الاتحاد الاوروبى ، بينما سمحت لدول مثل بلغاريا و رومانيا بسهولة ، حتى ان الصرب و الجبل الاسود نال مواطنيهم حرية التنقل فى اوروبا بسهولة و بدون تأشيرة ، ما نزال البانيا و حكومتها تنتظر قرار العفو الاوروبى من تهمة لا اعرف من الصقها بهم ، هل يصدقونها ام لا .


لا تسألنى عن سبب قبول الصرب المجرمين فى تهم جرائم حرب و ابادات بشرية ، تم ادانتهم بالفعل ، اى ان لا يوجد من تخاف منه من الناحية الامنية اكثر من هؤلاء الذين لديهم العصبية و التعظيم لانفسهم و رفض الاخر ، بل و ذبحه و ابادته فى مذابح جماعية متعصبة . لا تسألنى عن سبب رفض دول مثل البانيا و البوسنة حتى اللحظة الحالية ، فانت لا تحتاج الى من يقول لك السبب ، فالصرب ابادوا عائلات و اسر من مسلمى البوسنة ، تلك الفئة التى لا تحبذها اوروبا فى اللحظة الحالية ، او على اقل تقدير تخشاها . فليكن الصرب اذن اغلى الاحباء ، بينما على البوسنة و البانيا الانتظار طويلا ، البقاء فى دائرة مغلقة على انفسها ، لا تستطيع ان تنفتح على العالم الاسلامى ، لا على العالم الاوروبى ، قد يجيدوا استخدام ذلك جيدا فى الايام القادمة .


فعندما كانت تركيا فى نفس الموقف البوسنى و الالبانى ، ارادت التقدم فرفضها الاتحاد الاوروبى ، فغيرت تركيا من سياساتها مع قدوم الحكومة الجديدة ، دعت لهم بألف سلامة ، و فضلت الانفتاح العربى عن الانفتاح الاوروبى ، وجهت كل نشاطها نحو العالم العربى و ليس الاوروبى ، نشطت الحركة الدينية داخل البلاد و نسيت كل الكلام القديم عن العلمانية ، اعلنوا انهم لن يكونوا علمانيين كما تريد اوروبا ، فهل تنتهج البانيا نفس السياسة قريبا ، ام تنتظر لحين انحسار اعداد المسلمين بها ، تركع للاتحاد الاوروبى ليقبل طلبها ؟


هل تتحول البانيا الى اندلس جديدة كانت بين ايدى المسلمين فاضاعوها لغياب المساندة ؟

السبت، 6 نوفمبر 2010

منهم نتعلم الاسلام

منهم نتعلم الاسلام


تعلمت من ابى بكر الصديق قوة ايمانه بالله و كيف تكون الشجاعة ، تعلمت من عمر بن الخطاب كيف تكون عادلا و عدم انتظار وقوع الظلم ، كيفية الادارة الحكيمة ، تعلمت من عثمان بن عفان ان الدين فوق كل ملذات الدنيا ، تعلمت من على بن ابى طالب ان الدين ليس كتابا و لكن فكر و منهج .


تعلمت من خبيب بن عدى كيف يكون اخلاق المسلم و رفض الغدر او الارهاب ، تعلمت من سلمان الفارسى نعمة ان اولد على الحق ، تعلمت من خالد بن الوليد متى تعمل تسلط القوة و كيف تستخدم ، تعلمت من سعد بن ابى وقاص كيف تجمع بين الدين و المهارة الدنيوية ، كيف تسخر كل منهما للاخر .


تعلمت من كعب بن مالك التمسك بالدين ، حلاوة التوبة ، تعلمت من السيدة عائشة كيف تنقل الرسالة على حسب المتلقى ، تعلمت من السيدة خديجة كيف تساند الحق و كيف تنصر الاحباب ، تعلمت من ابو ايوب الانصارى صدق نقل الدين و الرسالة ، الحرص على ان تكون على خير ما يكون ، تعلمت من السيدة اسماء التحمل و الجلد ، تعلمت من السيدة فاطمة بنت الخطاب الثبات على الحق و لو رأيت الموت بعينيك .


تعلمت من حذيفة بن اليمان الالتزام بالوعد ، تعلمت من ابى ذر الغفارى ان الدنيا زائلة و الاخرة دائمة ، تعلمت من جعفر بن ابى طالب كيف تحمى و تقود الواثقين فيك الى النجاة و لو بالتضحية بنفسك ، تعلمت من سهيل بن عمرو ان رب كلمة تهدم اهراما ، رب كلمة تقيم الامم ، تعلمت من بلال بن رباح الاخلاص و الوفاء للاصدقاء ، تعلمت من بن مسعود حب الدين و ان قوة الايمان خير من قوة الجسد .


تعلمت من سعد بن معاذ ان القبلية و العائلة و الاسم و التاريخ يهون و يضمحل امام الدين ، تعلمت من عبد الله بن جحش الثقة فى الله ، تعلمت من عبد الله بن رواحة ان الانسان قد يخطىء بأسم الدين ، ان نصرة الدين اهم و ابقى من العبادة ، ان لا ضير من الخطأ و لكن الثبات عليه اكبر خطأ منه ، تعلمت من ابو سفيان ان الاعمال و العبرة بالخواتيم .


تعلمت من حمزة عبد المطلب ان تكون اسدا فى الحق ، ان مصدر التفاخر الوحيد فى ذلك انك تنتمى للحق ، تعلمت من عمار بن ياسر انه ليس مهما ان تكون يتيما ، لكن المهم ان تتذكرهما على حسن العمل ، تعلمت من ابو الدرداء اخلاص الصديق ، تعلمت من ابى عبيدة بن الجراح كيفية تفضيل السلم و الدعوة على القوة .


تعلمت من البراء بن مالك ان النصر مصدره حب الشهادة ، تعلمت من مصعب بن عمير حب رسول الله ، تعلمت من المقداد بن عمرو كيف تكون جنديا صلبا خير من قائد بلا جنود ، تعلمت من عبادة بن الصامت الولاء للدين ، تعلمت من خباب بن الارت فن الفداء ، و ان للدين رجالا يحمونه ، تعلمت من عثمان بن مظعون ايثار الغير على النفس فى الخير و ايثار النفس على الغير فى المصيبة ، و ان التحمل فى سبيل الله خير من ملذات الدنيا جميعا .


تعلمت من ضرار بن الازور الشجاعة و الاقدام ، مع الالتزام بالتعليمات ، تعلمت من عمرو بن العاص ان العقل مقدم احيانا على القوة ، الحيلة التى توفر القوة افضل من الاندفاع ، تعلمت من اسامة بن زيد ان السن لا يشكل عائقا ، تعلمت من ابى هريرة تسخير الامانى لخدمة الدين ، تعلمت من عبد الرحمن بن عوف ان المجد و الثراء يصنعهم الانسان بنفسه .


تعلمت من طلحة بن عبيد الله صدق وعد الله ، تعلمت من الزبير بن العوام حب الشهداء و الصحابة جميعا فرحمة الله و مغفرته و رضاه على هؤلاء جميعا و من سواهم من صحابة نبى الله خير معلم و خير خاتم للانبياء و خير قدوة ومثل بين البشر جميعا .



الاثنين، 1 نوفمبر 2010

تغيير الاسماء لا يغير الواقع

تغيير الاسماء لا يغير الواقع



من اجل و اعلى و اعظم النعم التى انهم بها الله على الانسان هى العقل ، فالعقل هو مصدر التفكير ، التفكير هو منبع الحكمة و وسيلتها ، الحكمة هى مقصد و مراد كل عاقل ، قد تناقل الانسان طرق التفكير المختلفة ، صحيحها و خاطئها فى صورة نظريات عبر العصور ، تمكن من جمع كل الوسائل و الاستنتاجات فى صورة العلم ، العلم لا يعرف لغة او لسان معين ، فالحكمة ضالة المؤمن يبحث عنها اينما كانت فى اى صورة و لسان كانت ، كذلك معظم مفاهيم العلوم المختلفة التى تنير كل عقل يقصدها و لا تتغير من لغة لاخرى ، من مصطلح لاخر .



من اهم تلك العلوم مثلا و التى قد تساعد كل قارىء على فهم و تفسير ما يقرأ لمضمونه و ليس للغته او اين نشأ ، هو علم الاحصاء ، فهو بحر عظيم لا نعرف عنه الا قليلا ، هو من العلوم التى قد تجد العامة تعرف عنها اكثر من اساتذه العلم و هم لا يدرون ، فالاحصاء منهج و طريقة تفكير قد تتوافر لاى فرد يعقل موازين اموره ،ايضا نجد بعض من يدرسون ذلك العلم الواسع يقدمه فى صورة سطحية او منقوصة بحيث لا يصل المتعلم منها لشىء ، و لا يستفيد منها فى شىء ، على الرغم من روعة ذلك الفرع من العلم .



من اهم ما تتعلمه فى ذلك العلم الاحصائى ، ان العناصر قد تسمى احيانا بالمتغيرات او الثوابت حسب طبيعة العملية التى تقوم عليها ، فان كنت تتحدث عن النظام العشوائى فهى فى تلك الحالة تسمى متغيرات لانك مع كل تجريب يختلف العنصر المستخدم ، اما فى العمليات الجامدة فالعناصر ها هنا ثوابت لا يمكن تغييرها .



لكن ما ينتشر فى الاونة الاخيرة من عشوائية و غوغائية و تغيير مسميات من اجل استحسان اللفظ و الكلمة ، اخفاء حقيقتها عن الاذن ظنا انه يمكن بذلك ان تخفى على العقل و الفؤاد ، كل ذلك يعنى بالدرجة الاولى اننا لم ندرس اى احصاء او منطق او فلسفة طوال مدة دراستنا فى حياتنا السابقة و قد يكون فى الحياة الاخرى ايضا ، نحن و غيرنا و كل منا يجيد تزييف الواقع بمجرد تغيير المسمى ، كل منا يريد تغيير الواقع و الماضى و يمكن المستقبل بتغيير المسميات حتى يستطيع ان يقف امام الباقيين دون ان يتصبب عرقا ، يزداد انشغالا على باله المشغول و هو يقول : لقد فعلت كذا .



و انا عندما اتحدث هنا ، اتحدث عن الجميع و ابدأ بنفسى ، مرورا بمجتمعنا ، ثم المجتمعات العالمية كلها ، فالجميع على حد السواء يفعل مثل ذلك ، نرى الطبقة الارستقراطية و هى تلقب الخمر مثلا بأسماء و لغات اخرى مثل wine مثلا او فودكا او شامبانيا ، استحسانا للكلمة و للفظ كلمة حرام . تقييد الحريات قد تدعى احيانا حفاظ على الامن العام ، تجد مثلا ان ذلك المصطلح يغيب و يندثر وقت حدوث فتنة طائفية .



تجد مثلا مصطلحات مثل الحلاوة و الاكرامية و الشاى و الفطار و كلك نظر و غيرها لتغطى على مصطلح الرشوة ، فالراشى و المرتشى فى النار كما نعلم جميعا ، لكن من يحلى بقه ، من يشرب شايه ، من يتناول افطاره ، لا يعد اثم او ارتكب خطأ من وجهه نظره ، المصيبة ان كان يفعل ذلك لكى لا يسائل عن ذلك قانونيا فقط ، لا يعبأ اصلا ان كانت الرشوة حراما او لا .



تجد مثلا فى الغرب القاعدة كما عندنا ، ففى امريكا مثلا و هى دولة الديمقراطية و الحريات ، حريات لدرجة تسمح لك ان تقول ما شئت دون ان تخاف من عاقبة ما تقول ، تجد ان لديهم مصطلحات مشابهة ، فالاحتلال و الغزو هو حملة ارساء الديمقراطية ، يمكن التكفير عن ذنب ابادة شعب بأكمله و هم الهنود الحمر ، بتلقيب ما تبقى منهم بلقب الامريكيون الاصليون native Americans كأن هذا الوسام العريق الذى يفوق الميدالية الاوليمبية هو ما تبقى من امة بكاملها ، ابادتها الايادى السابقة ، نحن نخلد ذكراهم الكريمة بهذا الوسام ....



و تجد مثلا فى دولة الاحتلال الصهيونى القاب و القاب ، هم ملوك صناعة مثل تلك الالقاب و الاكاذيب ، كأن العلم الموروث فى التوراة كله مات معناه و لم يتبقى منه الا لفظه و ايحائاته التى ترضى كل صاحب هوى ، فتجد مثلا قتل المدنيين و العزل ، بغرض ابادتهم و العيش على انقاضهم ، فوق الجماجم المتناثرة تسكن ضلوعهم ، بانه امن اسرائيل . مصطلح قيم لائق يمكن ان يبرر كل ما يرتكب من جرائم فى حق الفلسطينيين و من قبلهم العرب جميعا .تعذيب السجناء تسميه شرعية قانونية ، العدوان تسميه سلاماً ، التجسس هو وقاية امن اسرائيل الاستعمار تسميه استيطاناً . تجد جمع الاسلحة النووية و تخزينها بهدف ترهيب و اخافة العرب بأنها تلقب بمسمى امن اسرائيل ، من تخادعون يا قوم ؟



حتى الشيطان الذى هو كاره للانسان و لا يريد الا الخراب و الدمار و ان يجعله يلحق به فى جهنم ، قد اعلنها واضحة و صريحة ، و ذكرها الله تعالى فى محكم التنزيل حتى يكون لنا عبرة و عظة من ذلك فى قوله تعالى : (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ))

{ الحجر : 39 } . طريق الاغواء عند الشيطان كما اعلن منذ البداية هى تزيين الاشياء ، تغيير المسميات ، بدأها قديما مع ادم بتغيير اسم الشجرة الى شجرة الخلد ، ثم تغيير اسم عبادة الاوثان الى التقرب لله عبر التقرب لتلك الاوثان ، الان يغير و يغير فى الاسماء التى عجز على ان يجابه بها ادم عليه السلام قديما و لا يزال يغير ، نحن لا زلنا نصدق .



تجد عندنا ايضا بعض الناس مهتمة باللفظ فقط فى الدين ، تهتم بلفظ حرام و حلال فقط للفظهما و ليس لمعناهما و فحواهما ، تجد من يأخذ الفتاوى على الاهواء لذكر حلال و حرام ، ممثلة محجبة تأخذ الفتوى فى شرعية الخروج على الناس بالشعر المستعار بدلا من شعرها ، كأنه بتلك الحالة يمثل حجابا . اى هبل هذا ؟ اهتمام بلفظ حلال ، حرام فقط دون النظر لم يفرض الحجاب اصلا . الاهتمام بالفتوى دون التفكير فيها ، المسارعة لطلب الفتوى فى امور لا تحتاج الا اعمال العقل ، التفكير فى الغرض من كل فتوى ، هى حماية الدين و النفس و العرض و العقل و المال .



لو فكر كل واحد فى ذلك لكان سهلا عليه التمييز فى تلك التوافه التى يهتم فيها فقط بطلب الفتوى ليعلم و يرضى رغبته فى اشباع لفظ الحرام و الحلال ، بدون النظر الى حقيقة الدين و جوهره و منهجه ، ان اهم ما يميز الدين هى بساطة العقيدة و انه يصلح لاى انسان كان مهما اختلفت طريقة تفكيره ، مهما كان عقله ، فالدين كله يرتكز على عبادة الله وحده و عدم الشرك ، و فى فلك ذلك يدور الجميع ، اما البحث عن تلك الاشياء التى تزيد اللغط و الحديث و التفاهات مما لا ينفع و لا يشفع ، فهو يضر صاحبه و الناس جميعا ممن يسمعون تلك الفتوى العظيمة ممن اعطاها الفتوى و غيرها .



تغيير المصطلحات و الاسماء لن يغير الحقائق ، الاهتمام بظواهر الامور و ترك و اهمال باطنها و جوهرها ، قد يجعل الانسان يحيد عن الصواب و عما يبتغيه ، يجعله ينشغل بالتوافه و يترك الحقائق ، يجعله يعزز فى نفسه ان ما يفعله هو شىء جديد مستحدث لا ضرر فيه ، لا يجعله يرد الامور لاصلها ليعلم ان باطنها لا يدعو الى الخير .