الأحد، 29 أغسطس 2010

كفاكم لعبا على مشاعرنا فى الايام العادية



كفاكم لعبا على مشاعرنا فى الايام العادية



الحمد لله يأتى شهر رمضان الكريم بالخير و اليمن و البركات ، اعاده الله علينا و عليكم بخير الاحوال ، يبدأ معه صراع التلفزيون ليحاولوا جذب اكبر عدد ممكن من الناس حول القناة التى تنتقى عشرات المسلسلات ، عشرات البرامج التى يصعب على المتفرغ التنقل بين احداها و سواها ، فما بالك بمن هو اصلا يرغب فى ان يستزيد من حسنات الشهر الكريم ، الاقتراب من الله لعل الله يغفر له ما يدخله اوسع جناته .


و مع رمضان تجد تلك البرامج و المنوعات التى تستضيف نجما لامعا ، تتحدث معه فى ضوء حياته الشخصية ، ما مضى منها و ما هو ات ، تسأله عن ما يتمناه فى المستقبل ، او الدور الذى كان يرغب فى اداءه او الامنية التى يتمناها لنفسه ، خاصة اننا فى الشهر الكريم ، تفاجأ سيادتك و انا مع حضرتك ان الكل يدعو الى الفضيلة و العفاف الذى افتقده طوال العام – على الاقل من وجهة نظرى - ، فتجد من كان ادوارها موسوعة فى الاغراء تقول و بكل بجاحة " نفسى اتحجب " . طب و هو كان حد منعك ؟ معملتهاش ليه ؟ طبعا لان سيادتها سينزل لها فيلم جديد ، اضافة لمجموعة الافلام الاغرائية التى قدمتها من قبل ، و ذلك فى العيد ، بعد رمضان ، لا تنسى تقديم المشيئة .


و تجد ذلك الفنان الذى اشتهر بادوار بها قبلات ، اتخذ موقف معاديا من المتدينين و المحجبات ، شجع زوجته على خلع الحجاب ، تجده يخبرك انه كان يتمنى ان يلعب دور صلاح الدين ، او خالد بن الوليد ، تلك الشخصيتان اللتان كونتا الفكر العربى العسكرى الاستراتيجى الحربى الاسلامى ، اذاعا صيته بين الامم ، ذلك ليس بفضل قيادتهما العسكرية فقط ، لكن نتيجة تمسكهما بالدين ... ارأيت الجزء المشترك بين الممثل و هذه الشخصية ؟ تمام الاول انه مثال سىء على الناحية الاخلاقية ، عدم التمسك بتعاليم الدين ، المثالان الرائعان هما خير مضرب للمثل ان النصر من عند الله و بالتالى قضيا نهارهم فى المعركة ، ليلهما بين ركع و سجود .


هل سألت نفسك لما يصرون على تلك التصريحات ؟ هل سألت نفسك هل كانت هى حقا امانيهم ؟ هل سألت نفسك عن ما يدور ببالهم فى اثناء تلك اللحظة ؟


ان هؤلاء المهرجين لهم يمزحون من فكر حضرتك الذى قد يغلبه اعجابك بشخصية الممثل تارة ، او الشخصية التى يتمنونها تارة اخرى ، فهم حقا لا يبغون غير الذى هم فيه سبيلا ، انهم فرحين جدا بما هم يقدمونه ، الشهرة الزائفة التى حتى لم يخفوها فى رمضان ، هم يفعلون ذلك فقط لعدة اسباب اهمها :

1- جذب اكبر عدد من الجمهور تجاه شعبيتهم مما يسمح لهم بنجومية اكبر .

2- تكذيب بعض الشائعات و الحقائق التى تقال عنهم سواء فى الشهر الكريم او بعده .

3- ضمان نجاح اكبر لتلك الاعمال التى يقدمونها ، للبرنامج الذى هم فيه .

4- تداول اخبار مثل ذلك تجعلهم مطلوبين فى الوسط الفنى ، تزيد من علاقتهم داخل الوسط .

5- ضرب المنافسين فى مقتل عن طريق استقدام عنصر لا يجوز معه مقارنة ، هو الدين .


اقول لهؤلاء لم لا تتحفونا مثلا بمائدة من موائد الرحمن ، او زيارة لمستشفى سرطان الاطفال ، او عمل دينى حقيقى خيرا من التمنى و التنكر ، ان اردتم حقا ان تحققوا النجومية ، فمن فضلكم حققوها بأعمال محترمة ، تصرفات اجتماعية محترمة ، ليس عن طريق اللعب على اوتار و مشاعر الناس و بخاصة فى هذا الشهر الكريم .


كلمة حق اخيرة ... شكرا للفنان الشاب احمد عيد على مسلسله " ازمة سكر " الذى اعجبنى كثيرا بتخلصه من هذا الزيف و الرياء الموجود فى باقى المسلسلات ، المسلسل بصراحة و ان كان لا يسع عشرين حلقة ، اعتمد المنتاج على التطويل و المط فى الحلقات ، الا انه يناقش قضايا هامة و بشكل لا يخلو من المتعة و التشويق و الفكاهة ، كما انه مقدم فى سياق عمل فنى محترم ، ينتقد من قريب و من بعيد ظواهر تحدث فى عالمنا الصغير و الكبير ، يتناول مشاكل كثيرة فى الاسرة ، الريف ، البطالة ، الغلاء ، الوسط الفنى ، تجارة الاثار ، المجتمع ، ظواهر هبطت علينا من السماء على غفلة منا ، فشكر خاص لكل من شارك فى العمل الفنى الجيد .



الأحد، 22 أغسطس 2010

الاسلام الذى يفخرون به



الاسلام الذى يفخرون به



استوقفنى مؤخرا تصريحات اعتقد انها قد تستفذ اى احد من اى دين او جنسية قد يقرأها للوهلة الاولى ، اريد ان اشرككم فيها ...


(قالت «ريما فقيه» الأمريكية من أصل لبناني والفائزة قبل 3 أشهر بلقب ملكة جمال الولايات المتحدة كأول مسلمة تحظي بهذا اللقب لموقع «فري برس» الأمريكي الإخباري:"أنا أصوم طبعاً في رمضان وهذا جزء من ديانتي لأنني أريد أن أكون محترمة . ".


وأكد المدني ربيع -شقيق «ريما» البالغة من العمر 24 عامًا- أنها ستشارك بمسابقة ملكة جمال العالم الاثنين المقبل وهي صائمة..

من جهتها قالت «فقيه» أمس الأول الجمعة لبرنامج «إنسايد إديشن» التليفزيوني الأمريكي ردًا علي سؤال حول رأيها في بناء مسجد قرب مركز التجارة العالمي المنهار في هجمات 11 سبتمبر:" علي القائمين بالمشروع أن يراعوا مشاعر ذوي الضحايا الذين قضوا في الهجمات بحيث لا يجب أن يكون قريباً جداً من موقع المركز، لأننا يجب أن نكترث بالمأساة أكثر من مراعاتنا للدين ." ) .



لعل الخبر قد يضايقك قليلا عزيزى القارىء ، فأأسف لحضرتك اولا انك اضطلعت عليه لو لم تكن تعلمه ، أسف ثانية لو كان وصلك الخبر من قبل ، أسف للمرة الاخيرة انى سأخالفك الرأى .


سأقول لك لم انا مختلف معك ، انت طبعا تشعر بالغضب انها تنوى الحضور للحفل و هى نصف عارية و تعلن انها صائمة كملايين من المسلمين و المسلمات فى ذلك اليوم ، لكن ليس معك حق ، فالبرغم ان فقهيا لاعلاقة بين اللبس و الصيام ، لكن لا تستطيع ان تكون متأكدا ان حفل كهذا لن يتم فيه ما لا يعارض الصيام ، فاساسا الصيام مبنى على ان يصوم الانسان عن الطعام و الشراب و الشهوات ، حفل صاخب بالاجساد كهذا الهدف الرئسى منه هو التغزل فى اجساد الفتيات التى يتنافسن – و يا لهبلهن - على لقب ملكة جمال العالم ، هذا فى حد ذاته شهوة .


قد تختلف معى و تقول ان هذه الشهوة ستكون للرجال الذين سيطلعون على اجسادهن العارية ، فسأرد عليك قائلا ان القرأن جاءت صيغته دائما مهاجمة للمفسدين ، ليس الفاسدين ، اتدرى لماذا ، لانهم هم من ينشرون الفساد ، يوقعون الناس فى الباطل ، راجع اغلب سور القرأن ستجد ان المفسدين دائما هم من يعنيهم القول و من يقصدون بالعذاب ، ذلك لانهم من يحتمل وذر من اتبعهم ليوم الدين ، ان اول من ارتكب الخطأ و قلده الناس ، هو اكثرهم خطأ ، سيظل ميزان سيأته يملأ دائما بسيئات من اتبعوه ، ذلك لانه نشر الفساد و الخطأ .


دعنا لا نخرج خارج الموضوع و اقول لك قس على ذلك فى تلك الواقعة ، ان ريما فقيه و مثيلاتها – على هامش الكلام سيحضر فتاتين من العرب تلك الحفلة ايضا لتمثيل بلادهن – سيكونن بمثابة من يفطر الصائمون ، من يحمل اوذارهم نتيجة تشجيعهم ، هم من سيحمل ذنب المخطأ – الى جانب تحمل نتيجة خطأه طبعا - ، بالتالى هن يصبحن كمن افسد صيامه .


اما عن تعليقها "اصوم رمضان لانى محترمة " فهو قول حق يطبق فى باطل ، فهى تستطلع بهذا اراء النقاد و الصحفيين – لعل لجنة التحكيم – ، عن تصريحها ، فالاسلام لدى ريما اعتقد انه يختلف عما لدينا ، نحن نحب الاخرين ، نتعاون معهم ، نحترمهم ، نحترم طبيعتهم و شخصيتهم و عقيدتهم و سلوكهم ، لذلك نحترم سلوكها رغم عدم الموافقة عليه ، لكن لما لا تحترم هى اعتقاداتنا و ارائنا و رؤيتنا فى تصريحها الثانى .

:" علي القائمين بالمشروع أن يراعوا مشاعر ذوي الضحايا الذين قضوا في الهجمات بحيث لا يجب أن يكون قريباً جداً من موقع المركز، لأننا يجب أن نكترث بالمأساة أكثر من مراعاتنا للدين ." ، نحن اعلم بمشاعر الناس و حقوقنا و حقوقهم جيدا ، لكن ليس معنى هذا ان نضحى بالدين ، نكترث لاى شىء اخر اكثر منه ، فانا اعتقد ان الناس تناسوا مثل هذا الربط بين الاحداث التى حدثت ، الاسلام من جهة اخرى ، اصبح الثابت عند البعض على الاقل ان ما حدث هو هجمة ارهابية لا تمط بصلة بأى دين ، لكن مثل تلك التصريحات هى التى تشعل الازمة ، تعيد الربط فى الاذهان بين ما حدث و الدين ، ان كان القانون لا يمانع ، الناس لا تمانع ، فلم لا نتولى حقنا ، نثبت للناس اننا اهل سلام و محبة ، اننا بحق نهتم لديننا اكثر من اى شىء اخر و نريد ان نثبت ذلك .


ان الاسلام فى وجهة نظر ريما هو الاسلام فى وجهة نظر الكثيرون للاسف ، تدين ظاهرى ، او اسلام على الورق ، ارتكاب كل ما هو خطأ ، انتظار ان يسامحنا الله عما نفعل لاننا دين تسامح و يسر ، ان الله يعفو عن كل شىء ، يغفر الذنوب جميعا ، لكن الجميع تناسى عامدا ان ذلك يكون وقت التوبة و الرجوع الى الله بنية صافية ، فى خدمة الدين و الناس جميعا ، المسلم منهم و غير المسلم ، انا لا اعتقد انك تنوين التبرع بالتاج يا ريما الى بناء المسجد ، او ضحايا احدى حوادث سقوط كنيسة على من كان فيها .


بالتوفيق لك و لكل من سيشارك ، لو شاهدت احدى لقطات الحفل ، انا اعتذر انى لن استطيع ان اشرك الحضور انبهارهم ، تفحصهم لاجسادكن ، سأكتفى بقولى " اللهم انى صائم " .





الأحد، 15 أغسطس 2010

تطوير منظومة التعليم



تطوير منظومة التعليم



لا اعلم تحديدا من صاحب هذه الجملة الفظيعة ، لكنه حقا يستحق عن جدارة جائزة الاوسكار عن احسن فيلم خيال علمى ، فهو يفترض وجود شىء اصلا ثم يحاول جاهدا – حسب رأيه – ان يطوره و يبنى عليه ، لا اعلم كيف تأتى كل هذة الجرأة و الشجاعة و التنوير ليخاطبنا فى ذلك .


التعليم اصلا له مقومات لا اعتقد انها تتوافر فى الطريقة الحالية ، فالتعليم له بنية اساسية – فى بعض الدول مفتوحة - ، لان كثير من الدول تظن ان الارتقاء مستقبلا يكون على قدر ما يحصله الاجيال من العلم و التعلم ، فهم يرون ان التعلم يحتاج ان ينفق عليه و ببذخ ، حتى يجنوا عقولا متفتحة واعية ناهضة ، نحن نرى ان علينا ان نجنى من التعلم و ببذخ ، حتى نرفع من ايرادات وزارة المالية و خزينة الدولة . هم يوفرون المرتبات و المعاشات و الايرادات ، حتى يتوفر للناس ان يدفعوا و يصرفوا على تعليم ابنائهم ، شراء الكتب و المراجع الخارجية ، التعلم الاليكترونى ، الاسطوانات التعليمية ، لا يكتفون بهذا فقط ، بل يمنحون منح تعليم مجانى للمتفوقين شاملة كل شىء ، بينما لدينا نحن نحارب الكتب الخارجية و نرفع فى اسعارها ، نغالى و بشدة فى مصاريف التعليم ، رغم علمنا الجيد بموارد الاسرة ، نغالى و بخاصة على المتفوقين بحجة انهم من يربحون اكثر فى المستقبل ، يجب ان لا تتكفل الدولة بمصاريف تعليمهم .

هم يعتمدون على الوسائل الحديثة و الاساليب التكنولوجية و المراجع الاصلية ، نحن - و بلا فخر – نحارب الكتب الخارجية ، اى مصدر اخر غير كتاب المدرسة الذى لا يصلح الا لتعبئة الطعمية عند اى محل بيع ، نغلق ابواب غرفة مناهل المعرفة طوال السنة فو وجوه الطلبة حفاظا على "العهدة" بداخلها - الا لو كانت مدارس اجنبية حضرتك ، فلك الحق ان تلحق اولادك بها - ، نغلق المكتبات التى تحتوى على كتب انتهى اعمارها الافتراضية منذ ثلاثين عاما ، هم يقدمون مناهج متوافقة مع النظم العالمية الجديدة ، ما يجرى حولنا فى العالم كل يوم ، كل جديد و حديث ، نحن لا نزال نعيش على النظريات العلمية الخاطئة ، الافتراضات التى سبق خطأها بعد ذلك ، مازلنا ندرس تركيب الذرة ( تتكون الذرة من نواة تحتوى على البروتونات و النتيرونات ، يدور حولها مجموعة من الاليكترونات ) بينما هم يدرسون اخر التطبيقات التى اجريت على استخدام الاليكترونات ، كيف يتم التجارب حاليا لاثباتات مستقبلية .


ثم تعال بنا نفحص مناهجنا الجبارة التى تحتاج للتطوير ، المنهج يتم وضعه عن طريق مجموعة من الجامعين الذين يطلقون على انفسهم مؤلفين ، الكل يعتمد عليها ككبش عظيم ، مصدر ربح هائل ، دون النظر لما يتم وضعه اساسا ، فلا تتعجب ان امور منسية فى الكتب ، بينما الاهتمام بأمور وهمية و غيبوبة و طرافات و خيال ، لا تتعجب من ان يكون تطوير التعليم فى المناهج الخاصة بالثانوية العامة تشمل حذف نص مهم لكاتب ممن ارسوا مبادىء الكتابة هو عبد الحميد الكاتب ، فى نص رائع و بديع عن كيفية اختيار الصديق – و يا لحاجتنا الى نص كذلك فى تلك المرحلة - ، الابقاء على نص اهبل و ضعيف و ركيك مثل المقامة الحلوانية ، التى كانت حوادث و نوادر يسلى بها المهرجون الملوك لقبض العطايا و الجوائز ، دون النظر لما تحتويه تلك الطرائف من اى ابداع ادبى .


ليس غريبا اغفال شعراء كبار امثال فاروق جويدة ، نزار قبانى ، غيرهم ، عند الحديث عن مدرسة الشعر الحديث ، ضرب المثال لهذه المدرسة بنص النسور لمحمد ابو سنة ، يكفى ان تسأل اى طفل قبل اى طالب ثانوى عام عن رأيه فى نص كهذا لخبرك انه لا ينتمى من قريب او من بعيد للشعر ، اذكر فى مرة ان طالبا سأل معلمه عن اين القافية التى تجعل من هذا النص شعرا ، فقال له المعلم : " انت فاكر ان ده شعر اصلا ، انت بتستعبط ، اقعد . " ، يمكن اهمال شعراء كبار كهؤلاء ، درج اسماء اخرى اقل منهم – مع الاعتذار لهم و لكن هذا هو الواقع – لعل لان لهم مواقف لا ترضى عنها الحكومة ، او الوزارة ، و لكن ما ذنب الطلبة فى ذلك ؟ هل خلت كل تلك الاسماء من اى عنصر ابداع حتى تفرضوا عليهم نص ضعيف كهذا ؟ و هل لا يوجد اى نص اخر محترم يمثل تلك المدرسة غيرهم غير هذا النص الضعيف الهش ؟


ثم خذ عندك مثالا اخر ، و هو القصة التى يفترض ان يدرسها الطلبة فى الصف الثالث الثانوى ايضا ، فيتم الاعتراض على قصة القدس العريقة التى كانت تحتوى على معانى رائعة ، تتكلم عن احتلال الصليبين للقدس و صولا لتحريرها على يد صلاح الدين الايوبى ، فى جمل و معانى و تصويرات بديعة و خلابة ، يستمتع الطالب بقراءة القصة لنفسه و ليس للتعليم فقط ، فيتم تنفيذ خطة مقننة لحذف قصة رائعة كهذه – فى وقت كهذا – عن طريق حذف مجموعة من السطور فى كل عام بحجة انها تدعو للحقد و الكراهية . هل تصور سيادتكم ان الصليبين عندما جائوا لاحتلال البلاد كانوا يكنوا كل الحب و التقدير للعرب ؟ المهم انه استمر الحذف كل عام حتى صارت القصة بضع ورقات او اقل قليلا ، فكان لزاما عليهم ان يغيروها و بنص للرائع طه حسين – الذى احبه و اقدره جدا شخصيا ، يكفى ان تقرأ له كتاب "الشيخان" لتعرف قيمته – هو نص قصة الايام ، مع كامل احترامى لكن كتاب القدس كان احب و افضل من كتاب الايام ، فهو يغرس التعلق بالوطن فى نفوس طلبة تتفتح اعينها على المرحلة الجامعية و الاهتمام بمشاكل بلدهم ، بدلا من كتاب الايام الذى يستعرض فيه الكاتب عضلاته فى مواجهة الاخرين ، عدم احترامه لاخوته و معلميه .


اللغة العربية التى يفترض ان تكون اهم مادة بالتعليم – على الاقل بحكم اننا عرب و تاريخنا طويل و مزدحم - و التعلم ، اصبحت مثلما نرى ، فما بال حضرتك بالباقى ، ما بال حضرتك بالعلوم التى ماتت نظريتها منذ زمن بعيد و استبدلت بما هو اهم و احدث ، فما بالك باللغات الاجنبية التى اصبحت فى خبر كان ، اصبح شكل اولادنا يكسف فى مواجهة اى سائح للتعامل معه ، ما بالك بالجغرافيا التى اقتصرت على جملة عقيمة بدأت فى التغير تدريجيا حاليا ( جو مصر حار جاف صيفا ، بارد ممطر شتاءا ) ، تاريخ يتبع الاهواء فى الكتابة ، حسب هوى المؤلف يتم كتابة التاريخ دون الرجوع لاصحاب العلم و التفسير ، يسجل الغزو على انه فتح ، الفتح انه غزو على حسب هواه ، يلعن فى حقبة من التاريخ و سلاطين حكموا البلاد حسب هواه .


تربية دينية و وطنية تبعث فينا التعصب و اتباع العصبية و القبلية ، الدين يقدم مغلوطا و بكل اسف ، فحتى الان مازال يظن ان النبى الحكيم قد كتب فى صلح الحديبية ان لا يدخل اى كافر للاسلام طوال المدة ، ليس اى من قريش – و الفارق كبير جدا فهو يهدم معنى و اساس الصلح اصلا ، هو خلوا بينى و بين باقى الناس - ، التربية القومية - او الوطنية حسب مزاج الاساتذة الجدد - لديها عقدة التمجيد و التفخيم من كل مشروع او قرار او اعلان ، حتى و لو اعلنت الحكومة بنفسها لاحقا فشل المشروع ، او فشل التواصل ، او عجز تنفيذ القرار حتى الان ، كل ما يهمهم هو ملىء مجموعة صفحات ، قبض ما يتيسر من المال نظير ذلك ، رغم ان تاريخنا و قوميتنا فى العصر القديم و الحديث ممتلىء بالكثير و الكثير مما يدعو للفخر .


ثم خذ عندك مثلا لطريقة التعليم التى تدعو للتقيؤ ، برنامج تلفزيونى رائع مثل برنامج عالم سمسم ، كان يقدم للاطفال بصورة سهلة و بسيطة تدعوهم للتعلم ، يعتمد اصلا على فكرة الجذب الجماهيرى لمتابعة شخصياتهم المحببة و التعلم منها ، بالتالى تعلم المناسب و المفيد و ما يلزم لتلك المرحلة العمرية و ما يناسب سنهم ، لا مانع من قليل من الضحك و الاستمتاع بالمشاهدة ، كل ذلك حتى قرر الوحش و التنين ان يخرج من نومه و يتولى المسؤلية ، كل هذا كان قبل ان تتولى وزارة التربية و التعليم التدخل و انتاج و الاشراف على البرنامج ، ليصيب البرنامج الملل و الكأبة و السماجة ، اصبح مصدرا لاصابة الاطفال بالتخلف الذهنى و الصرع ، فكانت لهم القدرة العظيمة على تحويل البرنامج الى احد برامج محو الامية التى يتولونها على القنوات المحلية ، نفس السماجة و الكأبة و التخلف فى تقديم المعلومة ، اصبحت الشخصيات كمن يمسك العصا و يقوم بالتدريس بعد ان كنت تحس انهم تلاميذ و متلقيين علم كهؤلاء الاطفال .


عرفت لماذا فشل النظام اصلا ، لان الطريقة من الاساس خطأ ، كلما ظننا ان الموضوع قد ينجح اكثر لو توليناه بمنظورنا للاشياء و بطريقتنا و منهجنا و منظومتنا فى التعليم ، فانه يفشل اكثر ، ذلك لان طريقتنا خاطئة ، منهجنا خاطىء ، منظومتنا خاطئة ، و بكل اسف لا يوجد من يعترف .

العيب ليس فينا يا سادة ، العيب ليس فى مناهج التعليم وحدها ، بل العيب فيمن يرضى بالقليل ، العيب فى طريقة و منظومة التعليم نفسها ، انها لا تحتاج الى تطوير ، انها تحتاج لاعادة بناء ، تحتاج لموارد و ميزانيات ، تحتاج مناهج مشوقة ، نتيجة من وراء تعلمها ، تحتاج لدافع الى تعلمها ، تحتاج الى دقتها و صحتها ، فلا يتخرج الطالب ليجد كل ما تعلمه خطأ تماما ، و يجد المستقبل الذى ينتظره قد رحل منذ زمن ، كل ذلك الحديث عن ذلك المستقبل كان كالحديث عن رجل عجوز كان يسكن هذا المكان منذ عشرات السنين و لكنه سأم الانتظار فقرر الرحيل دون ان يعلم احد .






الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

50 حاجة تعرف بيها انك بتسمع اغنية اليومين دول



50 حاجة تعرف بيها انك بتسمع اغنية اليومين دول



لما المغنى يخوفك علشان تضطر تسمع اغنيته و يقولك : العو .


لما المغنى يغنى لك جمل تمشى حسب هواك و ضميرك :" خايف اوعدك ما وفيش ، اقولك فيه تلاقى مفيش" .


لما المغنى ينفى عن نفسه ملامح وجهه و مظهره الخارجى المعفن : "انا مش خرونج" .


لما المغنى يخاف من الرقابة و يكتفى بأن يقول : "ببقى نفسى أأ " ، او يكتفى بالاشارة : "اكتر حاجة بحبها فيكى هى دى" .


لما كل مهندس صوت يستاهل جايزة الابداع ، او مش خسارة فيه الاوسكار .


لما المغنى يصر انه يغنى مع فرقته و بس ، لنفس السبب السابق .


لما يكون واحد بيغنى انه بيحب واحدة بس دون الناس كلها ، تلاقى حوليه 15 واحدة بيترقصوا ( بالنسبة للمغنية ، هى اللى بتبقى بترقص و حبيبها منفض لها ، زى ما تكون قاصدة ترقص لك انت ) .


لما يبقى قصة الفيديو كليب ملهاش دعوة خالص بالاغنية ، هى اتنقلت من الاجنبى زى ما هى .


لما يبقى مغنى بيشرب حشيش ، حصل عنده تضخم فى الاحبال الصوتية ، اجرى جراحة لمعالجة ذلك من قبل و فشلت ، يطلق عليه سلطان الطرب .


لما تغنى اغنية بها ايحاءات جنسية على انها اغنية اطفال .


لما الاغنية دى تتعرض على قنوات الاغانى الخلاعية ، و ليس لبرامج الاطفال ، كنوع من انواع التصديق " و الله العظيم عارفين " .


لما توطى الصوت و تكتفى بالمشاهدة .


لما يتعمل اغنية وطنية بعد فضيحة سياسية او وطنية للمطربة او المطرب ، او اغنية دينية بعد فضيحة جنسية او قبلات فى برنامج على الهواء .


لما تقتنع تماما بمثل" لبس البوصة تبقى عروسة " .


لما حشاش يكلمك على اضرار الحشيش و يقولك متعملش كده تانى على صوت الكركرة .


لما كلمات الاغنية تتجاوز كل مبادىء العلم و الفلسفة و الفيزياء : " انا عايش و مش عايش " ، "شايفك و انت بعيد عنى " ، " من قبل ما اتولد بلعب بنج بونج " .


لما مغنية او مغنى يتجاوز الخمسة و خمسين عام , مصرة او مصر على تأدية مظهر بنت او ابن العشرين و شهرين و تلات ايام .


لما الاغنية متزيدش عن تلات دقايق ، او كوبليه منفرد .... قد بدأ هذا اللون مع بهاء سلطان عندما دعى جيله ميقرفوش السميعة و يكتفوا ب " تلات دقايق " .


لما الراقصة التى تدعى انها مطربة تخرج بعد كده لتبرر سبب نجاح اغنيتها ب " الحمد لله ، ربنا وفقنى " .


لما نفس المغنية تخرج لتعلل المشاهد التى ارتكزت فية الكاميرا على مناطق معينة ، بأن دى حاجة متكسفهاش ، و ان المخرج قالها انه ميقدرش يخبى الجمال فيها ..... و انتوا بتتكسفوا اصلا من ايه ؟


عندما يتم الاستعانة بمجرمين و يتم تقديمهم على الشاشة كمطربين .


لما يجيلك رغبة غير مبررة و تلقائية انك عايز تاكل جيلاتى حالا .


لما الاغنية تتعاد قدامك عشر مرات فى نص ساعة ، برضه متحفظش فيها تلات جمل على بعض ، لاسباب راجعة لضعف الذاكرة ، او انك مخدتش بالك ان فيه كلمات اصلا ، او كان فيه كلمات بس انت اللى مكنتش مركز معاها .


لما يتدفع فلوس من تحت الترابيزة علشان ياخدوا جوايز يتباهوا بيها فى الاغانى الجاية .


لما واحد يعمل اغنية يتغزل فى نفسه ، لانه طلع على السى ان ان .

لما مغنية ملهاش حفلات اصلا فى دولة عربية معينة تستغل موقف توتر العلاقة بينا و بينهم علشان تعلن انها مقاطعة الدولة الوحشة دى و مش هتدخلها تانى .


لما اللى بيمثل يغنى و اللى بيغنى يمثل و متعرفش مين ضد مين اصلا – انت معانا و لا مع الناس التانيين ؟ - .


لما متفهمش الاغنية عاوزة ايه اصلا : " انا رايح فين ؟ انا راجع تانى " ، " الله بقى اللخبطة دى ايه ؟ " ، " سيا سيا ، الشمندروة ، او اى اغنية للمغنى ده و خلاص " .


لما المغنى يشتمها فى وشها : " يا بنت الايه " ، " طيب طيب " ، " يا كدابة " .


لما المغنى البارد التلم يبقى عارف انه كده و يصر انه يفضل يعمل نفس الحركات الباردة اللى بتنرفز الجمهور ، زى يحط ايديه الاتنين على صدره ، او يشبكهم فى بعض فى وشك و هو بيغنى ، او يجيله تشنجات و هو بيغنى الاغانى - اللى انت مش فاهمها - .


لما المغنية تتحداك انت و اللى جايبينك على الشاشة لدرجة تخليك مش عارف ان كانت مغنية و لا مغنى ، و تقنع نفسك فى النهاية انها المرأة الحديدية ... و لما المغنى يسهتم و يستعبط على الشاشة لدرجة انك مش عارف ان كان مغنى و لا مغنية ، و تقنع نفسك فى الاخر انه مدام حنفى .


لما الشرايط تنضرب بنص التمن ، برضه محدش يشتريها ، لان النت عامل شغل عال العال .


لما الاغانى الوطنية تبقى فى الكورة و بس .


لما تشتغل على موبايل صينى .


لما صوت الطبلة يبقى اعلى من صوت المغنية .


لما الاذاعة المصرية تشغل الاغنية دى ، تحطها فى مسابقاتها بتاع كل يوم .


لما متعرفش الاغنية كلمات مين او لحن مين ...، المهم مين اللى بيغنيها و بي..... مفيش داعى نقول ، كلنا فاهمين .


لما تعرف الملحن لانه اتعود يقدم المواهب الجديدة - من النوعية اللى قلبك يحبها - ، الكاتب لانه اتعود يكتب كلام هلس و هابط كتير حتى فى تتر المسلسلات .


لما تسمع ان مغنى سرق اغنية ، نزلها على النت من مغنى تانى .


لما فى الحفلات المغنى يوجه الميكروفون ناحية الجمهور و يسيبه يغنى الاغنية كلها تقريبا ، هى الناس دافعة فلوس علشان تغنى و لا تسمعك ؟


لما صلات مطرب كبير تبقى كفاية لنجاح اى مطربة شابة بغض النظر فى احسن منها و لا لأ .


لما الفساتين فى الحفلات ممكن يتغير لونها او شكلها ، لكن تبقى كل مغنية محتفظة بنفس الفتحة كل مرة ... اللى فوق فوق ، و اللى فى المنور فى المنور .


لما كل مغنية من دول تقول ان مثلها الاعلى مطربة كبيرة ، تغنيلها اغنية فى كل حفلة ( بس على طريقتها ) .


لما يبقى شكل مغنية فى التمانينات و التسعينات ، اكبر من شكلها دلوقتى ( طبعا هم بيحمدوا ربنا ان الكليبات دى معدتش بتتعاد ) .


لما تقرأ فى الجرائد عن علاقة خفية بين مطرب و مطربة و قصة حب فوق الوصف ، ثم نفى من كل واحد منهم ، ثم خبر لفيلم مع رجل اعمال فى غرفة النوم ، صور مع احدى المعجبات فى اوضاع غير محترمة .


لما يطلع كل سنة اغنية دينية واحدة ، تسعين اغنية تتر مسلسلات .


لما حفلات الاوبرا تتعمل تحت بير السلم ، الحفلات اياها تلاقيها فى خلقتك فى كل حتة .


لما تتصل ب 0900 علشان تقول مين فى المترشحين اقل قرفا على ودنك علشان يبقى فايز و يتعمله البوم بحاله علشان يملاه قرف اكتر من اللى كان بيغنيه فى المسابقة .


لما حفيد زعيم عربى كبير ، مؤسس حملة اصلاح ، هو اللى ينتج الاغانى دى و يبقى فخور بأنه بيعمل اسفاف علشان يجيب فلوس فى اعلاناته اياها .


لما تلاقى القرد فى ايده حفيده ... و الناحية التانية المج فى ايده .