الثلاثاء، 15 يونيو 2010

غناوى

غناوى


بدأ الغناء فى بلادنا العربية منذ قديم الازل ، و ما زال و لا يزال مستمرا مع استمرار الكلمات ، تطور المظاهر المختلفة ، تطور الحاجات و الاتجاهات فى كل زمن و عصر ، لانها هى الكلمات المعبرة عن حاجة الناس فى الشارع قبل العاملين على ظهور هذه الاغنية فى افضل ما يكون ، متمثلا فى جميع مظاهره من اغانى عاطفية و شجن ، الى وطنية و حماسية ، الى دينية و تواشيح ، و غيرها كثيرا و كثيرا .



افخر و انا اعلن انى من الجيل ده ، جيل الدليفرى اللى بيوصل اسرع من المطافى ، الموبايل اللى بيتغير رنته اكتر من تغيير الهدوم , النت اللى بيقطع تحت البحر ، ادوات المكياج اللى بقت هدية اهم و اغلى عند اى بنت من الورد ، جيل الجواز فيه بعد تلاتين سنة فى نفس الوقت اللى اعتاد فيه الشباب على الامر اعتبارا بأن السيديهات بقت دلوقتى فلاشة 8 جيجا مليانة على اخرها – و هو على فكرة الجيل اللى بعد جيل "انا عايز تورلوب" - ، جيل الام بى ثرى و الموبايل الصينى ، جيل البانجو و الحشيش بيتفرق فى اى فرح بلدى زى الرز ، الحكومة تبارك الموضوع انها خلت اللحمة اغلى من الباكتة ، فيكفى انك تضرب سجارتين علشان تحس انك شيكا ملك الكبدة .



و بما انى من الجيل ده ، فانا ساشهد شهادة حق عن الجيل و الاغنية و ازاى وصلتنا بالشكل الحالى ، ايه سر انتشارها و تناولها بين ابناء جيلى .



بعد ان قامت حرب اكتوبر المجيدة ، انتصارنا التاريخى الذى لا يفوقه الا انتصار حسن شحاته على الجزائر فى انجولا , بدأت الحياة فى مصر تعود لطبيعتها و بدأ مع ذلك عصر انفتاح جديد فى مصر ، عصر بدأ كل حاجة تدخلنا و مفيش حاجة تخرج الا لو هربان بكام مليون او مخترع صغير السن فشل فى ان يثبت ان اختراعه يصلح للاتطبيق فى مصر، المفروض فيه اننا نستقبل كل حاجة من بره و منصدرش حاجة ، و من الحاجات اللى استقبلناها كانت الاعلام و السينما و الغناء .



الاول بدأنا بالسينما فظهرت نهضة عظيمة فى سينما الاغراء فى السبعينات و الثمانينات ، و ان كانت انطفأت قليلا فى التسعينات الا انها تتوهج الان و مازالت تنير نفسية كل شاب حاليا نحو انه " يشق طريقه " ، مع ظهور الفيديو كليب و اصبح ثمن انتاجه اقل من السابق ، تكاثرت قنوات العرض و الكل اصبح يبحث ان يسترد ما دفع و عليه مكاسب و ارباح اضعافه ، اصبح الجميع لا يهمه ان يستمع الجمهور للغناء بقدر ان يشاهد الفيديو كليب ، لكى يبيع و ينشر اكثر ، و يستغل فى ذلك بدلا من الافكار الشفافة ، البنات الشفافة ... بدلا من الصوت العذب ، مهندسى الصوت ، بدلا من الالحان الحالمة المحلقة للوجدان ، اللوازم الجعورية المؤلمة للاذن الداخلية لسعادتك ، بدلا من الكلمات المتناسقة المعبرة ، الكلمات المتوافقة مع قاعدة حشيش ، قزازتين بيرة .



و كلما احببت الدخول مع اهل هؤلاء الفن المبتذل فى نقاش ، يقول لك ان هذه الاغنيات - و لازم يقولك بعدها و" الحمد لله " – قد حققت نجاحا كبيرا ، كسرت الدنيا ، بقت فى كل كافيه ، عربية فى الشارع ، و لازم بعدها يضرب لك المثل بأن حتى الغرب بيعملوا الاغانى دى و بتنجح ، انتوا بس اللى جهلة و متربصين و كارهين للفن و الفنانين ، و بصين لهم فى اكل عيشهم ، يتناسى هؤلاء انهم يتحدثون عن اغانى الزنوج و اللاتينيين التى تعرض فى الملاهى الليلية ، الديسكو ، نوادى الرقص ، اما فى الاماكن العامة و المحترمة فلن تجد الا كل فن قيم و محترم ، غناء معبر ذو هدف اهم من القاء الشتائم ، موسيقى اوبرالية تسمو بالروح .



هؤلاء الدول امثال امريكا و اوروبا ، يعملون نهارا من نار ، لا مانع ليلا من قليل من السهر و الاستعداد ليوم جديد لبدأ العمل ، او فى بلدان كاليابان ، فهذه الانواع لها اماكن معروفة و منعزلة ، لا تمتد لتتدخل فى النواحى العامة لهم ، هذا الفرق بيننا و بينهم ، و هذا ما اخذناه منهم ، هذا ما نقلناه بغباء عنهم ، هم ينتجون امثال هذه الاغنيات ليضحكوا علينا و يثبتوا لدينا قناعة ان هذه هى انواع الاغنيات التى يستمعون لها فنقلدهم تقليد اعمى و بكل ما اوتينا من هبل و سذاجة ، يصدرون لنا اغانى بها بنات سمراء بمايوهات ساخنة ، فنرد عليهم باغانى بها بنات بيضاء بمايوهات اسخن و ملابس اقصر ، و كأن هذه ثقافتنا ، و كأن هذا ما يمكن لاحد هؤلاء من ارتداءه فى الشارع بين الناس .



و يلعب الملحنون و الشعراء – ان جاز تلقيبهم بهذا الاسم - دور بارز فى كل ذلك : فالملحن يقع تحت يده واحد بيألف لحضرته لازمة للاغنية و بيقبض على كده فلوس ، حاجة تعلم فى دماغ الناس و متخليهمش ينتبهوا للكلمات الزفت و اللحن الازفت ، و لو علم محمد سعد ذلك لطالب منتجين فيلم كتكوت باجر اضافى عن تأدية لازمة فى احد مشاهد الفيلم " برالام برالام ... تيرا را را را " ، ثم يأتى دورهم بتركيب لحن غربى " يسمع فى الودن " ، او اى لحن مشتق من لحن سبق لهم تلحينه – بما فى ذلك كبار الملحنين الشباب حاليا ، بس هم بيعرفوا يهربوا من السؤال - ، ثم فى النهاية يأتى دور الكاتب الذى لا يمانع من تركيب بعض الكلمات على اللحن , و غالبا هتلاقى مليون مرة كلمة (ايه ، ليه) ... (عينيه ، ايديه ، فيه) ... (بيا ، شويه ، عليا) ....( يوم , نوم ، مظلوم ) .... ( طمنى ، اظلمنى ، احرمنى ، اضربنى ، اشتمنى ، اظرفنى ).... (عيشتهالك ، سلمتهالك ، عايشالك ، ندالك ) و كل الكلمات الهبلة دى اللى اى حد مننا يقدر يألفها فى الحمام الصبح اول ما يصحى من النوم ، او وهو بيشرب الشاى العصر بعد الغدا – لاحظ ان حتى المطربين الكبار بيغنوا الاغانى دى ، شوف اغانى اى حد جه فى دماغك دلوقتى - .



و معظم الملحنون و المؤلفون لما وجدوا السهولة فى ذلك ، فقد غنوا و لحنوا و كتبوا لنفسهم ، من باب ان يستأثر بالنجومية لنفسه ، و يخرج على وسائل الاعلام ليعلن انه فد نجح الى جانب اغانيه التى سيذكرها التاريخ مستقبلا بصفتها مصدر تحول فى الغناء العربى ، الى جانب ذلك فقد اخرج جيل كبير من المغنيين قد راهن على نجوميتهم بنفسه ، كتب لهم اغانى ، او لحن لهم – او لهن – اغانى ، ساهم فى ان يتصدروا النجومية حاليا ، و لا يعلم الجميع ان جميعهم نصابون .



و تجد ان هناك مغنيون ، اشتهروا باثارتهم للجلبة و للاقوال ، سواء فى نوع الفيديو كليب الذى يقدمه ، او نوع الاغنية التى يقدمها ، او مظهره الذى يطرح التساؤلات او يثير غضب البعض ، او مشاكل عن حياته الشخصية ، او اشاعة تفيد علاقتهم الشخصية و العاطفية ، تجد تصاريح للفنان الفلانى انه يبحث عن بنت الحلال ، او الفنانة الفلانية تعلن انها تقدم فن محترم ، معها بوستر كبير يعطيك دلالة ان من يشترى المجلة لا يشتريها لقراءة الخبر و لكن للاحتفاظ بالبوستر ، و هو بالتأكيد نفس الدلالة عمن يشترى الالبوم .



اضحكنى مؤخرا تصريح لنجم الجيل المربى لجميع انواع الحيوانات فى غابات السافانا التى تقع فى منطقة صدره – و الشهير بشعر الصدر حسين - ، انه يقول انه قرر ان يغلق قميصه اخيرا ، احتراما لمشاعر الاطفال و حتى لا يقلدونه ، و نسى هذا المطرب ان يقول لنا هل ذلك فى الشتاء فقط بسبب البرد ، ام انه سيستعيض عن القميص المفتوح بفانله حمالات فى الصيف ، ام انه سيخرج بدون ملابس اصلا ، كما فعل فى افلامه ، و بعدين هم مين الاطفال اللى بيسمعوك دول اصلا ، انت فاكر نفسك محمد فوزى بتغنى "ماما زمانها جاية" !!!

انا كده .. انا عبيط



انا كده ... انا عبيط



النهاردة قبضت 125 جنيه مرتب اول شهر بعد التخرج و التكليف .

مش عارف اعمل بيهم ايه ؟

دا انا ممكن اكسر الدنيا ...



ابويا كان رأيه : يااااااه اخيرا هبطل اديك مصروف – دا على اساس انه كان بيدينى اصلا - ، حمل و اتشال من على قلبى .



امى كان رأيها : حلوين اوى يا ابنى ، اوعى تبعزقهم ، ما انا عارفاك ايدك سايبة ، اصرف نصهم ، افتخ عيادة بالنص التانى .



خطيبتى كان رأيها : اخيرا ، هنعرف نلاقى شقة ، هتشترى مهر و شبكة ، هنتجوز اخر الشهر ، دا حلم و لا حقيقة ده .



اختى كان رأيها : لازم العربية ، علشان تريحنى من تعب المواصلات ، لازم طبعا انت اللى توصلنى رايحة جاية - حسيت فى كلامها كمان انى هدفع تمن الدروس الخصوصية بتاعها ، يالا ان شاء الله ما حد حوش - .



اخويا كان رأيه : بعد كده انا هيبقالى مصروف منك ، مش بتقبضهم على قلبك قد كده .



عمتى كان رأيها : زى الفل و الله ، اخيرا فى حد من العيلة الواطية دى وصل لحاجة .



خالى كان رأيه : اوعى تسمع كلامهم ، هات فلوسك دى هضاربلك بيهم فى البورصة ، لو كسبت 50 % عليهم ، هتبقى مليونير - طبعا انا موافقتش ، لانى هقبض نفس المبلغ الشهر الجاى ، يعنى 100 % ، يعنى هبقى ملياردير - .



خالتى كان رأيها : الف بركة ، اشترى البوتيك اللى جنبنا اللى بيبيع كل حاجة من الابرة للصاروخ ، متنساش تعملنا خصم .



عزوز انتكة صاحبى : حلو اوى ، مصنع السيراميك اللى انا بشتغل فيه هيخصخصوه ، اشتريه و عينى مدير على الناس اللى قارفينى فى الشغل علشان اطلع عين ابوهم .



شبارة : اشترى دش مركزى و نت ، نغنغ المنطقة يا معلم .



صبرى – الشهير بصبرى طال عليك يا زمالك - : الزمالك السنة دى شكل تانى ، بصفتك بقيت رجل اعمال ، عايزينك تجيبلنا ميسى ، كريستيانو رونالدو ، كاكا ، روبين ، متنساش تيرى علشان يسد الدفاع مع فتح الله ، بلاش احمد على بتاع الاهلى لحسن غالى شوية .



سعيد تكنو : - الموبايلات ، مفيش حاجة بتكسب اكتر منها دلوقتى .

- يعنى اشترى محل موبايلات يا تكنو و لا ايه مش فاهم ؟

- لا يا جدع ، دى حاجة تافهة ، انا سامع ان فيه شركة رابعة هتنطرح فى السوق ، اشترى و ادخل بصدرك يا ريس ، هتجيبهم فى ظرف 4 شهور ، و لو محتاج مساعدة عندى اللى يخلصلك .



انا بقى عملت اللى فى مزاجى ...



اشتريت كل ده و عليه مصنع الحاجة الساقعة كله ...



و اتبقى معايا 123.5 جنيه ...



ياه امتى ال30 يوم دول يخلصوا بقى علشان القبض الجديد ييجى ..

.......

انا كده ...

انا عبيط .....



الدجالون يسخرون



الدجالون يسخرون



عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فصلوا)


من المعروف فى علم الفلك ان الشمس و القمر و الارض نفسها هى اجرام سماوية شبة مستديرة ، تدور حول بعضها فى مدارات ثابتة - نسبيا - ، فالقمر يدور حول الارض ، الارض تدور حول الشمس ، يعتقد ان الشمس هى المركز الافتراضى للكون .


يفسر العلماء ظاهرة الكسوف الشمسى بتوازى مجالى القمر و الشمس مما يجعل القمر يمر بين الارض و الشمس و هو ما يحدث ظاهرة الكسوف ، و قد كان القدماء يعتقدون ان الظاهرة مرتبطة بفعل ساحر ما ، او موت رجل ذو شأن ، او وقوع كارثة ، او حدث ذو شأن للملوك ، و لذلك كان يمنع الحرب بحدوث الكسوف او الخسوف خوفا من وقوع الهزيمة او ما لا يحمد عقباه .


و لكن استطاع احد ملوك اليابان القدماء تحقيق نصر سهل و ساحق على اعداءه عندما استغل خوفهم هذا و عادة عدم القتال ، تمكن من دخول قلعة بالغة التحصين فى هجوم وقت الخسوف !!


يقسم العلماء المجال الارضى الى قطب شمالى و اخر جنوبى ، يعتقد ان كلاهما فى حالة تغيرات معينة و تباديل متوافقة ، حتى قد نصل لذلك اليوم الذى يتم تبادل القطبين سويا ، فيصبح الشمالى جنوبى و الجنوبى شمالى ، و من اهم نتائج ذلك طلوع الشمس من الغرب و نزولها من الشرق ،الى جانب احتمال بهلاك البرية جميعا فى ظاهرة انعدام المجال المغناطيسى تماما ، مرور كل اشعة الشمس الى الارض دون حجاب ، و بعضه من علامات الساعة الكبرى كما قال الرسول الكريم (ص) .



مع كل هذا و تجد وسائل الاعلام تكتظ بمجموعة كبيرة من المنجمين الذين كل دورهم هو تغيير مسمياتهم حتى لا يقعوا فى نصب الحقيقة و انهم فعلا دجالون او منجمون ، كل همهم هو التربح من وراء عقول الناس التى تمتلىء بالخرافات و الاوهام و الضلائل ، فالانسان بطبعه يريد تفسير لكل ما يحدث له ، و ان فشل يبحث عن تفسير يرضيه و ان كان غير صحيح ، لكنه يشبع حاجته و رغبته على الاقل .



تلك الظاهرة يمكن ان تكون طيبة و حسنة و مقبولة على الاقل ، لو كان اتجاهها خيرا ، فمثلا تلك طريقة العقل فى الكشف عن وجود الله ، فهو يرد ما يحدث فى الكون من ظواهر و عجائب و غرائب ، او حتى قوانين طبيعية لوجود خالق ما فى مكان ما ، و بالتالى يدرك باحساسه وجود الله ، بل و يحتاجه ليفسر ما يشغله ، يحتاجه ليمكنه تنظيم حياته ، المتابعة فيها .



و لكن سوء استخدام الظاهرة و الاحتياج عبر الدجالين ، المشعوذين ، انساب الاشياء لخرافات مثل مواقع النجوم التى لا يعلم احدهم عنها شىء ، و ان سألهم احد علماء الفلك عن مواقع تلك الاجرام السماوية ، فسوف تصبح فضيحة على الهواء ، لان و بكل بساطة جميع هؤلاء هم نصابون يحترفون النصب و الاحتيال على عقول الناس التى ينقصها الايمان و الاطمئنان ان الغيب هو فقط من علم الله ، خص به نفسه ، حفظه فى اللوح المحفوظ ، ليكون اية و دليل ان الله – و الله وحده – يعلم الغيب و مسجل عنده .



طبعا هؤلاء يسهل عليهم ان يوجدوا الاف التبريرات و انهم لا يفسرون الغيب و لا يعلمون المستقبل ، بل يعطونك دليل و طريق له فقط ، اى كلمات و خرفات هذه ؟ كيف يزور هؤلاء المنطق ؟ و ان كانوا حقا نجحوا فى ان يعرفوا ما هو المنطق و ارادوا ان يزيفوه ، الا يعلمون ان المنطق لا يثبت ثم يعاد نفيه كما يفعلون ؟ فهم يثبتون انهم لا يعلمون الغيب ، ثم يخبروك بكلام مشابه لذلك । ماذا يسمى هؤلاء التنبؤ بان زواج هذا من هذه سيفشل او ينجح ؟ ماذا يسمون التنبؤ بالرزق و ان مال فى الطريق اليك ، و الله وحده هو الذى يعلم الرزق و يرزقه ؟ ماذا يسمى هؤلاء التنبؤ بمصير الانسان و انه سيلاقى سفر قريبا ، او سيكتسب صديق فى القريب ، او اى حماقة من ذلك و ذاك ؟



كل ما عليهم فعله هو انتقاء الفاظ وجمل معبرة عن جزء من النفس البشرية ، يمكن ان ترضى الجميع ، فهم يخبرونك انك طموح ، ومن منا لا يسعى للنجاح ؟ هل تعلم انك فاشل و ستنتقل من فشل لفشل و ستظل طوال عمرك تتنقل من فشل لاخر ؟ لو كنا كذلك لاقدمنا بكل جرأة على الانتحار ، فما فائدة الحياة بدون طعم الراحة و النجاح فى اى شىء ؟ هم يعلمون ان بداخل كل منا جزء يبحث عن الطموح او على الاقل يحاول ان يرضى نفسه به .



يخبرونك انك صريح و طيب و ابن حلال ، انما احيانا تضطر للكذب و هذا عيبك ।



كل البشر يشتركون انهم يقولون الحقيقة احيانا ، يكذبون احيانا ، لذلك شرع الله لهم التوبة ، لان الله يعلم ان كل الناس ستخطىء ، و ايضا سيصيبون ، فليس كل الناس مسواهم الجنة و ليس كلهم مسواهم النار । اذا الجميع تنطبق عليه الجملة السابقة ، لا مبرر فى ان لا تصدق مثل ذلك طالما انت مهيأ لذلك . الاقناع و التوهم هم جزء مهم و معروف لدى علماء النفس و يعلمونه جيدا ، فمثلا ان كنت تنتظر احدا ما ، سمعت جرس الباب فى نفس الميعاد الذى وعدك ان يمر عليك به ، فانت تقوم لتفتح و انت يقينا بداخلك تشعر انه هو ، حتى تفتح لتفاجأ انه شخص اخر . رغم انك من ثوان قليلة كنت على استعداد ان تقسم انه هو ، و انه حضر فى موعده بالضبط ، لكن انت كنت مهيأ لتصديق انه هو ، كذلك عندما يخيفك شخص من شىء ما او مكان ما ، فانت مستعد و مهيأ تماما ، لتقبل الايحاء و الخوف من ذلك الشىء او المكان ، حتى و ان كنت من داخلك لا تصدق به .



هذا ما يفعله هؤلاء الدجالون بالناس ، سواء صدقتهم او كنت مكذب لهم ، كل ما عليه هو ان يعطيك ما ترضى به احيانا ، ايهامك و اقناع نفسك التى تريد تفسير لكل شىء ان لديه التفسير ، للاسف نصدقهم ، تمتلىء الجرائد – حتى القومية – بأمثال هؤلاء الدجالين ، يمتلىء التلفزيون و الاذاعة ببرامج هؤلاء الافاقين ، عن التنبؤ بالمستقبل بواسطة الابراج ، او تفسير الاحلام ، او قراءة الفنجان ، او الكوتشينة ، او غيرها من وسائل الافاقين . ان هؤلاء الدجالين لهم يسخرون منا و من عقولنا و من نفوسنا و ايماننا الضعيف فى قرارة انفسهم ، فمتى نفيق ؟ !!!