اجابة فوازير رمضان
مشهد داخلى
مكان واسع جدا ، مدرج بشكل يتناسق و يتناسب مع المكان و اتساعه ، الصفوف متوازية و مواجهة لمسرح عالى مرموق ، يبدأ المكان فى وقت محدد و ينتهى فى وقت محدد ، نظام و دقة ، يدخل العاملون ليباشرون تنظيف المكان استعدادا لقدوم الحاضرين ، كل شىء فى مكانه ، كل شىء مهيأ تماما ، كل شىء موضوع حسابه ، المكان فى منتهى النظافة و الاناقة الان استعدادا للبدأ .
يبدأ الحضور فى الدخول واحدا تلو الاخر ، كل يعرف مكانه ، كل يعرف من حوله ، يبدو انهم مقسمون انفسهم لمجموعات ، كل يجلس فى مكان مخصص ، بجوار من يعرف و يعتاد عليه من الزملاء ، يتبادلون السلام و التحية و يتشاطرون الحديث استعدادا للبدأ ، لا يمكن ان يتخلل المجموعة فرد ليس منها ، و التحية مازلت مستمرة .
يدخل رجل مهيب ليعتلى المسرح العالى ، يبدأ بالحديث فترة قصيرة ، ثم يتناوب البعض الاخر بالحديث فوق المسرح ، بعض الحضور يتثائب ، البعض الاخر نام بالفعل ، البعض يلهى نفسه بالموبايل ، البعض يتسلى اثناء الاستماع بقزقزة اللب ، اخرون مهتمون بالحديث الجانبى اكثر من الاستماع للمتحدث .
يخرج رجل فجأة بصوت عالى من بين الحضور و يلوح بأوراق ، الصوت غير واضح ، يستمر فى الصياح و التلويح ، الصوت بدأ يقترب و يعلو اكثر فأكثر فأكثر ، الرجل المهيب يسأله التوقف ، و لكنه يستمر ، الرجل المهيب يصرخ هو الاخر ليفقد هيبته و يتلعثم بين القول ، يدور شجار و يرتفع الحديث الجانبى ، يتحول الصياح لسباب ، السباب يرد عليه بسباب اخر من الحضور ، ينفرد مجموعة اخرى بجانب و يبدأوا فى السباب هم الاخرون ، السباب يعلو و يعلو و يعلو ، السباب و صل لحد الاباء و الدين ايضا ، السباب تجاوز الحضور وصولا لسب الجميع حتى فيمن لا دخل له بالموضوع ، احذية تتطاير فى الهواء لاصطياد الرؤوس ، اللكمات تعيد ذكرى محمد على كلاى فى الحلبة ، البعض يسحب بعض الملاكمين لزاوية محاولين تهدأتهم – يبدو انهم يقولون لهم ان الجرس دق و انتهت الجولة الاولى فى انتظار بدأ الثانية – .
المشاجرة مستمرة ، و يبدو ان لا حل لها ، ينفض المكان لعدم القدرة على المواصلة فى ضوء كل هذا ، يخرج الجمع على شكل مجموعات كما كانوا يجلسون ، التوعد و الشجار مستمر ، الاعلام و الصحافة علمت بالموضوع ، انهم يأخذون تصريحات و ايضاحات عما حدث و سبب كل هذا ، البعض لا زال يتوعد و يسب ، و لا يزال الشجار مستمرا ....
يدخل العاملون الى المكان و قد حظى كل منهم على افضل 3 ازواج احذية ممكن ان يمتلكهم فى حياته ، البعض قرر الاحتفاظ بزوج منهم و بيع الباقى ، البعض قرر ان يبيعهم كلهم لانهم لا يجدون اللقمة ، فما الغرض من الاحذية !!!
يخرج صوت وخيم ليعلن
( انتهت وقائع الجلسة اليومية من مجلس الشعب ) !!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق