عن اقتحام السفارة الامريكية
لا احد سيختلف على مدى كراهية غالبية المصريين بل و العرب بل و معظم سكان الدول الفقيرة للسياسة الامريكية الزائفة المتزلفة ، التى تعيش على النفاق و المصلحة الشخصية ، لا اخفى كراهيتى للسياسة اللزجة التى تسحق الشعوب من اجل تأسيس الديكتاتورية التى تخدم مصالحها ، التغاضى عن جرائم الديكتاتورية لو كان زوالها سيجلب نظام ديمقراطى متحضر يخرج من حظيرتها و من تحت مظلة مصالح الدولة الامريكية .
لكن لمشهد اقتحام السفارة الامريكية اكثر من تعليق ..
وكأن مثلا المواطن الامريكى حينما سيسمع ( لو سمع اصلا ) عن اقتحام السفارة الامريكية فى القاهرة فى الاخبار فسينتابه الخوف و الهلع و يرتعد خوفا من ان يدخل عليه المتظاهرون امريكا ؟؟
وكأن مثلا سنعادى امريكا و سنستعد جيدا لنحاربها بداية من الغد فسنتوقف فورا وبلا مناقشة او تفكير عن اخد منها المعونة المسماة (من باب الشفقة ) ، سنلغى كل الدعوات المطالبة بالاقتراض من البنك الدولى الذى نعلم جميعا ان امريكا هى من تديره و تتحكم فيه حسب مصالحها ؟؟
لاحظ ان كل من كان واقفا مشاركا محتجا مناديا امام السفارة الامريكية ، كان بالامس فقط يلعن سيرة كل من اخاف المستثمرين الامريكيين فى اجتماعهم الامس برموز المعارضة و اخذ يدعى عليهم و يتهمهم و يكيل لهم الاتهامات ، بينما اليوم عاد ليلحس كل ذلك بلسانه الذى سب و كال به الاتهامات بالامس فقط لأنه هو ومؤيديه من يقوم بذلك !!
لاحظ ايضا اختيار يوم مثل الحادى عشر من سبتمبر ،( من فضلك لا تحدثنى عن انه كان مصادفة ، حيث ان الهتافات امام السفارة تعكس ذلك ، كمية الفخر و التعاظم و الابتهاج بالتفجير و اصحابه امام السفارة يقول عكس ذلك ) ، كأن مثلا تفجير مبنى التجارة العالمى ساعد الرسالة الاسلامية على الانتشار فقام الغربيين بسرعة الدخول فى الاسلام خوفا او تعظيما للحدث التفجيرى ؟؟
فى النهاية من حقك توصيل الرسالة التى تحلو لك و تعتبر انها الصحيح او على الاقل وجهة نظرك كما تراها ، لكن ان تقتحم وتهدد وترهب وفى النهاية تعود لتشحذ و تتسول منهم فى الغد .. اسمح لى برغم انى لا اعارضك غضبك و كرهك للسياسة الامريكية ، الا ان موقفك الملتصق اللزج الذى يشبه الغراء يجعل مظهرك فى النهاية لا يختلف عن مظهر امريكا بما تمارسه من تلك السياسة .. مظهر "عرة" و "لزج " !!
انتظروا غدا بيان من الرئاسة يدين اقتحام السفارة ، ليتحول المشهد من مشهد بطولى الى مشهد عبثى فاشل فى النهاية ، ليتحول المشهد الفذ الى مشهد محرج ، تنهال الاتهامات على مرسى بعدها بدقائق !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق