الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الديمقراطية لا تعنى القمع


الديمقراطية لا تعنى القمع


البعض يخرج علينا بتعبيرات جديدة و تعريفات جديدة لمصطلح ديمقراطية ، لا يعرفها اهل الديمقراطية فى بعض الدول الغربية و المعتادين عليها و زاولوها طويلا ، تعلموا من اخطائهم ، فتعرفوا و تعلموا عن المعنى الحقيقى للديمقراطية ، تمسكوا باقل حقوقهم و هو مجتمع ديمقراطى يدعو لاحترام الرأى و عدم تسفيه و تخوين الاخر و عدم التجاوز و التجريح ، ان يكون للفرد الحق فى ان يظل متمسكا برأيه حتى و لو كان خاطئا من وجهة نظر الباقى طالما لا يجبر احدا عليه .


الديمقراطية ليست ان تدافع عن رأيك قبل الانتخابات و تظل تهتف بشعارات عمياء ، ثم تنقلب بعد الانتخابات او التصويت الى متبنى فكرة الاخر لمجرد انها نجحت فى الانتخابات او التصويت كما يروج البعض ، ذلك لان ذلك لا يصنع مجتمعا من الديمقراطية و العدل بل يصنع مجتمعا من المستبدين و المتسلطين يستخدمون اساليب القمع على فئة امعة ، ان احسن القوم احسن معهم و ان اساءوا اساء معهم .


اما الدعوة الى ان العملية الديمقراطية لا تتم الا قبل الاقتراع فقط ، هى الخطأ بعينه لان المجتمع الذى يبنى على الديمقراطية يتبنى الديمقراطية فى كل الاوقات و من الحق الجميع التعبير عن رأيه بشكل سلمى فيما لا يخل بالنظام ، فالامر مثل ذكر اسم الله قبل الاكل و حمده بعدها ، لتظل متذكرا باستمرار انه صاحب النعمة عليك فى طعامك و شرابك ، الديمقراطية يجب ان ان تطبق قبل الانتخابات و بعدها ، الديمقراطية يجب ان تطبق قبل الاستفتاء و بعده ، حرية التعبير مكفولة للجميع ، تغيير الرأى ايضا متاح للجميع فى ظل الديمقراطية ، فمن الممكن ان تكون اليوم مدافعا عن رأى ما ثم تعتقد غدا بخطأه و انه يحتاج للتعديل او التغيير و بالتالى تتبنى رأى اخر .


هل يتم النظر لاحد الذين يكونون حزبا جديدا من لدن حزب قديم بصورة الخارج عن شرعية الديمقراطية ؟؟ اذا فالمصيبة ستكون اعظم عند صاحب تلك النظرة لانه فعلا لا يؤمن بالديمقراطية و يريد قلب الديمقراطية الى قمع و استبداد ، فهتلر اعتلى منصبة بالديمقراطية و لكن قلب النظام الى ديكتاتورى مستبد بعدها من رحم الديمقراطية ، لانه صاحب نظرة ان رأيه هو الاصوب و ان الجماهير الغفيرة وافقت عليه ، انه يجب للجميع ان يتبنوا وجهة نظره التى يعتقد فى صحتها و خطأ ما دونها .


الديمقراطية هى ان تظل محتفظا برأيك حتى بعد التصويت ، الا تصبح قمعا و استبداد ، رأى الاغلبية هو ما يسرى ، لكن ذلك لا يعنى ان يلقى الاقلية بارائهم و يتبنوا الفكرة الجديدة بدون اقتناع لمجرد انها رأى الاغلبية ، الدليل على ذلك ان الانتخابات فى كل دولة ديمقراطية محترمة و بعد ان تفرز رئيسا يعبر عن الاغلبية ، يتم اجراء تصويت شهرى معتاد بين جميع الناس ، بعض الناس تصوت ضده ، يتم الاستشهاد برأيهم للتعبير عن مدى ارتفاع و انخفاض شعبيته خلال الشهر الحالى ، لو تجاوز عدد معارضيه عدد المتوافقين معه يتم دراسة موقفه من الرئاسة ، الديمقراطية لا تعنى لغى رأى الاقلية و الا سميت قمعا .

و انا شخصيا لا اظن انه يجب ان نلوم من يعرف الديمقراطية بتعريف اخر ، او يتخبط طريقه لمحاولة توصيفها و تعريفها تعريفا صحيحا ، ذلك لان الجميع بما فيهم اهل الثقة و الممارسة لم يمارسوا الديمقراطية بالشكل الذى ينبغى لهم ان يمارسوه ، فما بالنا بالناس البسيطة التى تعرفت على المصطلحات السياسية بالامس القريب و شاهدوا الانتخابات تزور امام اعينهم ، رفضوا المشاركة فى المهازل السياسية و الانتخابات الواهية ؟؟


الاقلية المستمرة على رأيها هى وسيلة ضغط لضمان صلاح المسئولين ، طالما يحترمون القرار النهائى و الكل يحترمهم و يقدرهم لدورهم فى منع فساد المسئول فلا يجب ان نلتفت لخلاف او مناقشة و نصورها على انها مشادة او عراك او تشاجر ، الكل يحترم بعضه ، الجسد يشتكى لشكوة عضو واحد ، العضو الواحد يضمن سلامة باقى الاعضاء و استمرار كفائتها فى افضل صورة ، لكن ذلك لا يمنع وجود عضوين متضادين للقيام بنفس الوظيفة بل و تكمل الضد فى وظيفته ، مثل القدم اليسرى و اليمنى ، كل منهما تضاد الاخرى ، لكن الانسان لا يستطيع ان يسير الا باستخدام كلتى قدميه .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق