الثلاثاء، 1 مارس 2011

تعاطفك وحده مش كفاية

تعاطفك وحده مش كفاية


" هل انت من المؤيدين لى ، لحكمى ، حكومتى ؟ ام انك لا قدر الله من المعارضين ؟ "

كانت تلك احد الجمل الشهيرة الواردة فى نص مسرحية تخاريف للكاتب لينين الرملى ، اكتب على اضوائها هذا الموضوع الذى اتمنى ان لا تتعاطف معه ، بل تفكر بعقلك ، تلقى ما فيه فى القمامة ان لم يريحك محتوى السطور ، هذا لانى سأكتب من عدة وجوه و ليس من منظور واحد .

فاكر لما الرئيس مبارك مسك الحكم اول مرة ؟ لو انت فاكر ربنا يديك الصحة ، لو زى حالاتى هتقول " يا عم مكنتش اتولدت لسه " يبقى حاول تجيب الجرايد القديمة اللى ممكن تلاقيها تحت المرتبة فى سرير قديم ، او اعيد نشرها لاحقا بواسطة " واحد بيحب مصر " اما " بجد " او " برياء معهود لضمان العلاوة و الحوافز " .

ايامها الريس قالها و عادها : " يا ناس انا مش هرشح نفسى تانى ، بلاش تنطولى و تأثروا علي بقى علشان معملهاش و اضعف قصادكم . "

والله و عملوها الرجالة ، اهو عملها استجابة لمطلب المقربين اللى اقنعوا سيادته ان البلاد فى خطر ، محتاجه انه يفرغ نفسه لمدة تانية علشان يستر البلد . طبعا البلاد و لا كانت فى خطر و لا كلام من ده ، خرج اللى عايزين يتمسحوا فى سيادته لضمان مراكزهم و اقنعوه بالفكرة ، رغم ان اكبر الخبراء و المحللين وقتها – اللى شبه محللين الكورة دلوقتى – قالوا انه ممكن مينفعش ، لانه مش على نفس الشخصية و الاداء اللى كانوا عند نفس اللى سبقوه ، لكن الراجل استطاع ان يقود الفترة و تمر و اقنع ناس كتير انه يصلح .

طبعا فى المرة التانية القرار كان حاسم " مرة تانية و بس يا ولاد ، مش عاوزين نخالف الدستور . " طبعا فى النهاية راحوا بورقة معفنة عليها شوية دم ، قالوا ان دى دماء الشعب المصرى اللى بيوقعوا بالدم و اللى بترجوا سيادته انه يعدل الدستور علشان يترشح للمرة الثالثة . طبعا السذج مش اللى عملوا كده ، و لا اللى ساعدوا على كده ، السذج يبقى اللى صدق ابو كده ، منهم حضرتك يا ساذج !

ايوه ساذج طالما صدقت السطور اللى فاتت ، صدقت ان فعلا كان بيرضى غصب عنه ، علشان مصلحة البلد ، صدقت انه مكنش يعرف انهم منافقين ، بل مصدقتش انه هو اللى معينهم لكفاءة واحدة بس ، هى قدرتهم على النفاق .

" لا للتوريث " تصدق ان اول واحد قالها كان الرئيس السابق محمد حسنى مبارك شخصيا ، طب تصدق انه كان يقصدها .... طبعا لا ، لانك اتعلمت من السطر اللى فوق . الطريقة لازم تبتدى بنفى الحاجة اللى كل الناس شايفاها ، علشان تخبيها و تقدر تمررها قدام عينهم كلهم من غير ما حد يعترض ، لانه من الاول مش موافق بس مضطر يعمل كده ، طبعا شلة المنافقين اترقوا و بقوا حلانجية ، يبدروا يعرفوا ان مصلحتهم مع الجديد ، فيقعدوا مع جيمى و يقولوا له " يا سلام يا جيمى لو تبقى الريس اللى جاى " ، يعرفوا يشتغلوا عليها كويس ايام مرض الريس ، يا سلام بقى لو عيان اوى .. " لازم نسرع اجراءات توليك الحكم " ، للامانة الواد فرحان ، طفل و لقى لعبة ، بلد بحالها يلعب بيها ، البنوك بتاعنا ، اللى عاوز قروض ياخد بدون ضمان ، كفاية ضمان جيمى ل 6 قرون ، حد هيفهم اكتر منه ، راجل مسك بنوك عالمية و ادارها ، راجل رئيس لجان مباحثات اقتصادية مصرية امريكية مشتركة ، يعنى علم حتى على الامريكان ، شفت الوطنية ، نياهاهاهاهاهاها . ... الغريبة ان بمجرد شفاء الاب ، الكل بيجرى على سريره ، كلهم فى نفس واحد : " الف سلامة يا ريس ، و الله ما كنا عارفين هنعمل ايه من غيرك ، البلد كانت هتضيع ، ها ؟ نبدأ حملة ترشح سيادتكم للحكم الدورة الجاية ؟ " .

" اقرأ لطفلك " ، " القراءة للجميع " ، " مكتبة الاسكندرية " ، " عالم سمسم " برعاية ماما سوزان . كل دى مشاريع تخلى الاعمى يفتح علشان يقرأ ، كل دى مشاريع الغرض الاساسى منها ان الناس تقول - مستعد اجيب مصحف احلف لك عليه ان ده حصل – و تعيد فى ان " بصراحة مبارك مش قد كده ، بس الست حرمه ماما سوزان ، يووووه ، دى خدمت البلد كتييييير ، عملت حاجات حلوة كتير . " . المرة دى انت دغف مش بس ساذج ، بقى يا راجل الست تبقى قمراية و حلوة و بتفكر علشان تصلح البلد و تقضى على الامية ، لسه نسبة الامية 30 % فى مصر . لا و طلعت الحسابات اللى كان بيتبعت عليها الفلوس ملك للسيدة الفاضلة ، كأنها تبرع للسيدة و ليس برعاية السيدة .... يا شاحتين السيدة انتوا طلعتوا سنة اولى شحاتة خالص .

طبعا كل ده كان تمويه ، مجرد طريقة لتحسين شكل الاسرة بالكامل علشان ساعدتك لو مش عاجبك مبارك ، يبقى هتقول على جمال انه طالع لماما سوزان ، يعنى اخوك ، هيتعامل معاك على انه اخ مش اب ، فى عطف بعد كده ....

فى خطاب الرئيس السابق مبارك الاخير و هو يقول : " لم اكن انوى ان اترشح للانتخابات القادمة " انبحت معه الاصوات و انهالت الدموع ، يا عينى المذيعة اللى بتيجى بالليل مسبسبة شعرها ، قعدت تعيط لنا علشان تقنعنا ان احنا اللى وصلناه لكده ، طبعا مش مصدق انه مكنش ناوى يترشح مش كده .... اه يا اهبل ، انت مبتتعلمش .

طبعا الراجل صادق المرة دى ، دى بالذات فى تصريحه ، لانه كان ناوى يرشح جيمى ، خوفا من لبس الخازوق اللى حصل فى انتخابات مجلس الشعب ، بعد قفل ابواب الترشح ، حدث ما لا يحمد عقباه فى دائرة كمال الشاذلى ، تلك الدائرة التى كانت من استثناءات صغيرة لم يترشح فيها غير عضو حزب وطنى واحد ، هو كمال الشاذلى لانه ضامن النجاح ، حدث اللى محدش توقعه ، توفاه الله ، ليصبح المقعد لاحد اخر .

طبعا لو حصل ده فى الانتخابات بتاع الرئاسة تبقى مصيبة ، خزوق تمام ، يبقى طار الحزب الوطنى ، و بالتالى اللى كان هيترشح هو الابن جمال مبارك ،ـ يبقى بتعيطى على ايه يا امال ، امسحى دموعك احسن يا امال .

بعد كل ده و النظام بيماطل علشان يخرج باكبر المكاسب و اقل الخسائر لغاية ما حصل الاجبار على التنحى ، بعد كل ده يخرج يقولنا حبة مهابيل ، ان " هييجى اليوم الى هنعرف فيه قيمة الايام بتاعه ، اننا منحرفين و عايزين خراب البلد ، انه الاب الذى يجب ان يحترم ، و لو ابوك غلط تطرده بره البيت يا عاق منك له ؟ "

طبعا من دول اللى هبل و سذج فعلا ، المرة دى مش شتيمة ، لكن الشتيمة هى فى الباقيين اللى فعلا منحرفين و شواذ ، مين اللى عمل رئيس الجمهورية اب اصلا ؟ هو جى يربينى و لا يحافظ لى على حقى ؟ ليه نعمله اب بدل وصى على املاكنا ؟ هو كل واحد يأمر يبقى لازم نريل له على هدومنا و نكتب فيه قصائد حب .

طب لو اكتشفت ان الوصى على املاك حضرتك سرقك ، هرب فلوسك لبره و جوه ، ساب الواد ابنه يلعب فى املاكك ، يبعزق فى فلوسك يمين و شمال ، باع المحل اللى انت ورثته لنفسه ، ابنه خرب لعبك ، قلب بيتك حمام للى معدى فى الشارع ، سمح للغريب يطردك من على سريرك علشان ينام عليه ، لما جيت تقوله حقى ، قالك كسر حقك ، هراك ضرب ... هل الوصى ابوك ؟ و ابنه اخوك ؟

الناس سهل اوى تتعاطف ، لكن فى العمل مفيش حاجة اسمها تعاطف ، كل واحد بيقوم بشغله و لازم يتحاسب ، المشكلة ان الناس فاكره ان الرئيس ملهوش مدير فميصحش نحاسبه ، و هو المدير مينفعش يتحاسب من الموظفين ؟ لا و كمان طينوها ، طالما مش هنحاسبه يبقى هنافقه ، فاكرين انه اهبل و هينضحك عليه ، ميعرفوش انه هو اللى بيضحك عليهم ، سايبهم يسرقوا الفتافيت علشان يهبر هو الهبرة الكبيرة .

نفسى اشوف واحد من دول دلوقتى بعد ما عرف ان الريس عنده مليارات ، اسرته عندها مليارات ، الوزراء اللى كانوا بيشتغلوا تحت رجله ، كانوا بينهبوا مليارات بمباركة العائلة ،لسه ريالتك انت و هو سايبة ؟ تصدق انها فعلا لسه ؟ لانهم فاكرين ان اللى بيجيبهم الفاسد ممكن يبقوا صالحين ، اننا لازم نديهم فرصة علشان نقيم ادائهم ، مش واخدين بالهم ان الموضوع كله انهم بيعملوا زى الساحر الاجنبى اللى بيقف بشكله المحترم و يخلى الناس يحترموه ، لغاية المساعد بتاعه ما يعمل الخدعة و بسرعة فى غفلة من الناس لتهريب الشحنة الاكبر من النقود بره الطاقية خالص .

لسه هتتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، هيمشى دول هتفضل تتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، هييجى غيرهم ، هتفضل تتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، عمرك فى يوم ما هتفكر تحاسب حد ، او تفكر ان تعاطفك وحده مش كفاية .

هناك تعليق واحد:

  1. و برحيل الفريق شفيق ، لسه ناس بتقول ظلمتوا الراجل ، هتعرفوا قيمته قدام ، لا يزال التعاطف مستمرا ، تعاطفك وحده مش كفايه .

    ردحذف