الأربعاء، 23 مارس 2011

طب مين ؟

طب مين ؟


انا عاوزك تسرح معايا بخيالك ، الغى التشاؤم شوية ، دعنى اعبر عنك و عنى ، فكر شوية ، يمكن نتعلم فى المستقبل من الغلطات اللى وقعنا فيها فى الماضى ، علشان نؤسس دولة حرة ديمقراطية ، لازم نفكر ازاى الديكتاتورية و الفساد و القمع كان موجود ، نحاول و نجتهد علشان منقعش فى نفس الاخطاء ... و هذا كامل غرضى من المقال ده .

اهداء الى الناس اللى بدأت تطلع اليومين دول بحملات عجيبة و غريبة ، زى اسفين يا ريس ، اسفين يا شفيق ، اسفين جمال ، اسفين يا علاء – غريبة شوية ان محدش للحظة الحالية قال اسفين يا عز بعد ما كانوا بيغنوا له فى الاغانى بتاع مصر فى اخر 5 سنين - ميعرفوش ان الناس دى هم اللى ادونا الاسفين التمام .

طب مين اللى هيتكلم فى المؤتمر السنوى للحزب الوطنى ؟؟ طب هو هيتذاع على التلفزيون زى كل سنة ؟؟

طب مين اللى هيعايرنا بعددنا ، انجابنا اكثر من طفلين ؟؟

طب مين اللى هيتحفنا باللاب توب بتاعه ، مقارنة المواطن المصرى بنظيره الاوروبى ، هيلعب سوليتير بالمرة ؟؟؟

طب مين اللى هيقزقز لب فى مجلس الشعب ؟؟

طب مين اللى هيلطعوا صورته على كتب القراءة للجميع ؟؟

طب مين اللى هنغنى له فى الاغانى الجاية و نقوله : انت حمار .. انت حمار .. انت حمار .. و عشان كده احنا اخترناك ؟؟

طب مين اللى هيعايرنا بالضربة الجوية ، مشاريع التنمية ، استصلاح الصحراء (على فكرة استصلاح الصحراء ده كان مشروع فى الحزب الوطنى يهدف الى اقامة معسكر سنوى فى شرم الشيخ لمدة اسبوع ، يأخذ فيه كل شاب من الوطنى 36 جنية ، يحط شجرة فى اليوم السابع قبل ما يمشى فى اى ارض قدامه ، ينسى يسقيها .. تسألى كان بيتم اختيار الشباب دول ازاى ، اقولك انت عارف اكتر منى ).

طب مين اللى هيبعت رسالة تهنئة للشعب المصرى مع صفارة الحكم ، بعد كأس افريقيا ؟؟

طب مين اللى هيطلع نكت على الشعب المصرى ، غرق العبارة ؟؟

طب مين اللى هيقابل رئيس الوزراء الاسرائيلى ، يطبطب على ايده ؟؟

طب مين اللى هيدى امر غلق و فتح معبر رفح دلوقتى ؟؟

طب مين اللى هيناقش عماد اديب فى خططه المستقبلية ، يتحفه بخططه العبقرية ، يخرج لنا عماد و عمرو سوا يقولوا لنا ان الشعب هيتنغنغ بس يصبروا ؟؟

طب مين اللى هيعدد مساوىء الشعب المصرى قدام اى سياسى امريكى فى زيارة لمصر ، عدم قدرته على تحمل عبء الديمقراطية ؟؟

طب مين اللى هيتعلق صوره فى كل شارع عمومى فى مصر ، يكتبوا تحت صورته على باب كل محافظة : ادخلوها امنين ؟؟

طب مين اللى هيحتكر الحديد فى الفترة اللى جاية ؟؟ مين اللى هيحتكر الاعلام ؟؟ مين اللى هيحتكر المسرح ؟؟

طب مين اللى هيحضر اى ماتش مهم للاهلى مع اى فريق اجنبى ، علشان يبقى دايما فأل نحس ، يخسر على وشه ؟؟

طب مين اللى هيحل مشكلة الحضرى و يسيبه يحترف ؟؟

طب مين اللى هيمنع البرامج التلفزيونية اللى مش على مزاجه ؟؟ مين اللى هيمنع محمود سعد يطلع فى الايام اللى فيها قلق فى البلد علشان خايف انه يعلق عليها ؟؟

طب مين اللى هيضمن ولاء المسؤلين الجداد للنظام و هيفضل مقعدهم على قلبنا لو رفضناهم لاننا اغبياء و مش فاهمين دورهم العظيم فى دفع عجلة التنمية ؟؟

طب مين اللى هيتفرج على افلام طلعت زكريا ، عادل امام ، يسرا ؟؟

طب مين اللى هيسكت ابراهيم عيسى ، ايمن نور ، علاء الاسوانى ،عبد الحليم قنديل ؟؟

طب مين اللى هيسرقنا بعد ما الحرامية اتمسكوا ؟؟

طب مين اللى هيعايرنا بالمطار و كأنه مش حق لينا ، هيبقى معاملة المصرى فى عهده زبالة فى شركة مصر للطيران ، هيقعد يخطب فينا بالفرانكوعرب و يقولنا : سيلينج المطالب بتاعكوا عمال يعلى ؟؟

طب مين اللى هيطبل على عيشيتنا زى الدرامز ، مين اللى هيخبط على ترابيزة المجلس و يقول دى حكومة حزب وطنى ؟؟ مين اللى هيسمع الكلام ده و يستعبط و يقول مخدتش بالى ، لكن اكيد لو خدت بالى كنت بصيت له بصة جامدة ؟؟

طب مين اللى هيشرف على برنامج عالم سمسم ؟؟

طب مين اللى هيحافظ على احزاب الكارتون ، رئوسها الشرابة الخرج ؟؟

طب مين اللى هيعتقلنا و يضربنا على قفانا فى كل مواصلة ، يسحلنا فى مبنى امن الدولة ، يشوينا على الفحم ، يقطع نفس اللى جابونا من التعذيب ، فى الاخر يقول لنا كان مجرد اشتباه ، انما انت طلعت زى الفل ؟؟

طب مين اللى هيزور الانتخابات ؟؟ طب وزير مين اللى هيدخل مجلس الشعب علشان الحصانة ؟؟ طب هنجيب منين مواضيع تافهة نتناقش فيها ؟؟ طب هنجيب منين واحد اقرع يقول منافقون ؟؟

طب مين اللى هيغلى علينا الزيت و السكر و التموين و السلع و البنزين و الشقق و الاراضى و التعليم و الفواتير و التذاكر و العيشة و اللى عايشينها ؟؟

طب مين اللى هيستضيفه برنامج مصر النهاردة بعد كده ؟؟ ومين اللى هيعمل مداخلات تليفونية عليه ؟؟

طب مين اللى هيقرا لينا بعد كده ؟ و مين اللى هيعلمنا نقرا لطفلنا ؟؟

طب مين اللى هيقعد فى شرم الشيخ 10 شهور فى السنة ، لغاية الشيخ ما كفر ؟؟

طب مين اللى هيتعالج على نفقة الدولة علشان يقص ضوافره ؟؟

طب مين اللى هيتعلم مترجمى و صحفيين الغرب ينطق اسمه بعد كده ، كل شويه هيقعدوا يحفظوا اسم جديد ؟؟

طب مين اللى هيقطع علاقتنا مع سوريا و لبنان و قطر و حماس و ايران بالمرة ؟؟

طب مين اللى هيشيد بصفوت الشريف كسياسى داهية ؟؟

طب مين اللى هيمنع عمرو خالد ، يسمح لخالد الجندى الكلام فى الدين من مصر ؟؟

طب تامر امين و سرايا و ياسر رزق و سيد و هناء و صلاح عيسى ( المعارض الوحيد اللى بيطلع فى مصر النهاردة ) و ممتاز القط و مفيد فوزى و المنياوى هيطلعوا لمين دلوقتى ؟؟

طب مين اللى هيحمل اسم اغنية تامر الجديدة ؟ طب و شرين ايه موقفها دلوقتى بعد ما غنت للحزب الوطنى ، للرئيس ؟ طب هيبقى فيه محاولات لحل شرين بالمرة فى مقص واحد مع حل الحزب الوطنى ؟؟

طب مين اللى هيحافظ لنا على وحدتنا الوطنية ؟؟

طب مين اللى هنحتفل بعيد ميلاده بعد عيد العمال ، هيصرف لنا مكافئة بالمناسبة دى ؟؟



السبت، 5 مارس 2011

سقط القناع عن الجميع

سقط القناع عن الجميع


استقبل الناس فى الشوارع و البيوت خبر استقاله الفريق احمد شفيق من رئاسة الوزراء ، بردود افعال متفاوتة ، البعض ابدى تحسر من القرار و تقدير و اجلال للرجل ، الباقى شعر بفرحة تحقيق احد مطالبه التى كان يتمناها باقصاء كافة عناصر النظام السابق عن المشهد السياسى فى الوقت الراهن ، ان كانوا ايضا ابدوا احترامهم للرجل و لماضيه الطويل .


و تناثرت الاخبار الشبه مؤكدة ان الاستبعاد جاء بعد الحلقة المثيرة ، التصريحات المتفاوتة للفريق على قناة اون تى فى ، فى ضيافة الاعلاميين ريم ، يسرى فوده ، فى حضور د. علاء الاسوانى ، الاعلامى الكبير حمدى قنديل ، رجل الاعمال نجيب ساويرس .. الذى يتصادف انه مالك القناة و صاحب الدعوة للفريق للتعبير عن وجهة نظره للناس ، بعد رفض الاعلامى محمود سعد الظهور معه على شاشة التلفزيون المصرى ، تناثر الاقوال حول تدخل الفريق فى سياسة الاعلام و قطع اذاعة برامج بعينها لانها هاجمته صراحة .


كما تناثر ايضا ان القرار بالاستبعاد دار اثناء الحلقة التى كانت مذاعة على الهواء مباشرة بعد المشابكة الكلامية التى حدثت بين الفريق شفيق و الدكتور علاء ، التى استلزمت الخروج لفاصل اعلانى لتهدئة الاجواء قبل ان تعود مرة اخرى قبل انتهاء الحلقة ، بدا فيها الفريق هزيل الحجة و المنطق ، شديد العصبية و التوتر ، بدا فيها الدكتور علاء منفعلا ، مهاجما بشدة ، احيانا فقد اختيار الكلمات الصائبة و الاكثر دقة و حنكة فى ادب الحوار .


لست بصدد الدفاع عن الفريق احمد شفيق او الهجوم عليه ، لست بصدد الدفاع عن د. علاء الاسوانى او الهجوم عليه ، لكن الحوار لم يكن يرقى للاسف لحوار بين معارض و سلطة من جانب الطرفين ، الحوار لم يكن متدنى كما يزعم البعض ، لكن اوضح جانب من الضغط الشعبى فى ازاحة كافة اعضاء النظام السابق ، عدم قدرة رئيس الوزراء شفيق فى الالمام بكافة تفاصيل مهامه و مركزه .


الدكتور علاء منذ اللحظة الاولى بدا متحفزا ، مهاجما للناحية السياسية للفريق شفيق ، ان لم يهاجم شخص الرجل او الناحية الادارية له ، بل و اعترف بكفاءة الرجل الادارية ، لكن الاعتراض على توجه الرجل السياسى وانه اعترف من قبل انه تلميذا لحسنى مبارك، يشرف بذلك ، ان كان انكر الفريق شفيق ذلك فى بداية الحوار قال انه لم يلتقى الرئيس السابق قبل ان يكون عقيدا ، انه لا ينتمى للرئيس و نظامه من قريب او من بعيد ، هو ما اثار الدهشة فى نفوس المشاهدين منذ بدأ الحوار ، بل اخذ يردد فى عنف عما صنعه فى مجال الطيران المدنى ، يعاير المصريين بتاريخه الطويل ، فيما اصلا لم يشكك احدا فى وطنية الرجل !!!


ثم قفز الحوار للحديث عن امن الدولة و مهام وظيفتها ، فاقترح الفريق شفيق انه يتم الفصل بين امن الدولة و الشرطة ، كلا فى وزارة مستقلة ، فبادره الضيوف بسؤال عما يحول دون ذلك ، فقال الفريق شفيق انه لا يعلم سبب الرفض ، رفض ذكر مصدر الرفض ، لا اعلم لماذا ، فهل كنت تقصد القوات المسلحة مثلا ، ام ان التصريح خرج عفويا دون قصد او بقصد تحسين صورته امام الناس و اراد التعتيم عليه بعد السؤال المحرج .


ثم نشب خلاف بين الدكتور علاء من جهة ، الفريق شفيق من جهة اخرى ، حول امن الدولة و دورها فى البلاد ، حيث طالب الدكتور علاء بحل الجهاز تماما ، ازالته لانه ينتهج اسلوبا لا ينتهجه اى جهاز امن دولة فى العالم و هو تعذيب الناس لمجرد الشك فيهم ، تجريدهم من اى ادامية ، بينما رأى الفريق ان الجهاز يجب ان يتم فصله تماما عن الداخلية ، بوزارة جديدة بقواعد جديدة .... بينما اختفى تقريبا كل من الاعلامى حمدى قنديل ، رجل الاعمال نجيب ساويرس من الصورة .


انا اختلف مع كليهما فى الرأى ، كنت ارى ان الجمع بين الرأيين قد يكون اصوب ، ففصل الجهاز لوزارة مستقلة كما يريد الفريق من شأنه ان يزيد الجهاز اهمية و تضخم ، يرفع من حالة الزهو و استمرار التعذيب و التدخل فى كل شئون البلاد من تعيين عمداء كليات ، لتحديد ما يقال فى كل ندوة ، لاقتحام البيوت و القبض على الافراد من بين اسرهم الامنة ، ترويع اهلهم ، الكل سيصبح تحت مسمى وزارة و ليس فقط جهاز .


اما عن الدكتور علاء فلا ارى ان فى حل امن الدولة ارساء للامان و الامن ، فجهاز امن الدولة برغم مساؤه الكثيرة ، الا انه يفترض به ان يحمى الدولة ، هو جهاز امنى معترف به عالميا ، يطبق فى كافة دول العالم ، فلا يمكننا ان نفتح المجال امام البلطجية و اللصوص و الارهابيين لاقتحام منازلنا و احيائنا بداعى غياب جهاز امن الدولة ، لكن ارى تنظيم هذا الجهاز باستبعاد العناصر الفاسدة ، اعادة اعماره ، تغيير صورته لشكل يحترم المواطن لا يتعدى عليه ، لا يعامله الا بكل احترام ، يجب وضع مراقبات مستمرة و ملاحقة للجهاز لضمان ذلك كما يحدث فى كل دول العالم المحترمة ، بمثلا تعيين هيئة قضائية منزهة للاشراف على الجهاز .


ثم بالحديث عن الوجوه القبيحة التى لازالت فى الحكومة حتى تلك اللحظة التى كان يجرى فيها الحوار و ما الداعى من استمرارها ، اكد الفريق انه لا لم يوافق على بعضها ، انها فرضت عليه ، ايضا رفض الافصاح عن مصدر الفرض ، ليفسر ايضا باحد الاحتمالين السابقين ، و السؤال الذى اطرحه على الفريق شفيق هو لو كنت لا تستطيع اختيار وزراءك فكيف يمكن ان تحاسبهم لو صدقت نوايا حضرتكم ؟؟؟؟


ثم انتقل الحوار لمرحلة تباطىء الفريق شفيق فى التحقيق مع المسؤلين عن اغتيال الشهداء ، انه متباطىء كثيرا عن وعوده السابقة ، انه لم ينجز منها شىء على ارض الواقع ، وصل الدكتور لقمة انفعاله عندما ذل لسان الفريق و قال انه لا يعرف شىء ، طبعا قالها بحسن نية ، لكن الدكتور علاء اعتبره تهكم على شخصه ، و قال انه يعرف جيدا ان الفريق هو الذى لا يعرف شىء عن جهاز امن دولته ، لا يعرف شىء عن الممارسات التى يقومون بها ، مما افقد الفريق ثقته بنفسه تارة ، كشف عن تواضع المام الرجل بحكم وظيفته تارة اخرى .


اما عن محاسبة القتلة الذين دهسوا الشهداء و اطلقوا عليهم النار ، اتخذ الدكتور علاء من ذلك فرصة ليهاجم الفريق شفيق فى تأخره ، تباطئه ، فيما اعتبره الفريق شفيق توجيه اهانة ، كاد ان يخطىء لولا ان تماسك فى اللحظة الاخيرة ، نعت الدكتور بانه يريد ان يلبس رداء الوطنية ، فيما صاح الدكتور علاء فيه بأنه لو كان احد ابناءه لعجل بالتحقيق ، فانفعل الفريق ليزيد الطين بله اخذ يتحدث عن تاريخه الطويل و عما فعله ، بما اعطى الانطباع لدى الناس انهم يشاهدون ديكتاتورا جديدا يتولى شئونهم ، يحدثهم و يعايرهم بما فعله للبلاد و ليس عما ينوى تقديمه للناس فى الفترة المقبلة .


فقد ثقة الفريق شفيق ساعدت على زيادة التوتر و الحدة فى الالفاظ و الاسلوب و الحوار ، جعل الفريق يجلس ماددا ارجله احيانا ، او جالسا على نصف الكرسى فى وضع تأهب احيانا اخرى ، القى بالاوراق التى كانت فى يده كثيرا ، اخذ يعيد ترديد فى الجمل السابقة عن انه فعل للبلاد كذا و كذا، فى نهاية الحوار قالها الدكتور علاء بمنتهى الثقة و الحدة ، بانه سيخرج للميدان يوم الجمعة للمطالبة برحيل الفريق شفيق عن كرسى رئاسة الوزراء ، فيما اعتبره الفريق اهانة شخصية له .


ليس دفاعا عن احد و لا هجوما على احد ، لا ينكر احدا ان كلا الطرفين كانا مخطئين فى جولة الحوار ، ان الحوار نزل من امتاع حوار المعارضة للسلطة ، الى شجار على الهواء ، يمكننى القول ان الدكتور علاء كان حادا و بشده فى تعبيراته ، لكن من لم يشاهده من قبل قد يعتقد انه خرج عن ادبه ، هو من خلال متابعتى للرجل فى حواراته السياسية السابقة قد يكون اعتقاد خاطىء ، فالرجل اسلوبه حاد بطبعه ، لكنه خرج عن المستوى المطلوب هذه المرة يا دكتور علاء و صار اكثر حدة .


اما عن الدكتور شفيق ، فهو للاسف كشف عن نواياه لما فقد حصانته فى الحوار ، خرج عن تحفظه الشديد ، فالرجل و بكل اسف خيب الظنون عندما تحدث بنهج ديكتاتورى ، اخذ يعاير المصريين بانه من فعل لهم مسبقا كذا و كذا ، لا احد يشكك فى كفاءة الرجل الادارية ، لكن الفكر الحر الديمقراطى يجعل من كل من يترشح لمنصب ان يعرض ما ينوى تقديمه و ليس ما فعله ، للشعب الحق فى محاسبته ، يجب ان يعلم الجميع ذلك لان المنصب منصب تطوعى ، ليس للتمتع بمزايا المنصب . كما انه اوضح انه لا يعلم كل شىء عن مهام منصبه ، فهو لا يعلم شىء عن معاملات امن الدولة ، لا يختار وزراءه ، اذن من يفعل ؟؟؟


و ما رفع من سخط الناس فى الشارع هو تصريحاته بعد الابتعاد ، ردا على سؤال عن نيته للعمل فى المجال السياسى فى المرحلة القادمة بعدما ترددت اقوال عن حملات على الانترنت من جانب بعض الناس لترشيحه رئيسا للجمهورية ، فعلق انه لن يبتعد عن المجال السياسى فى المرحلة القادمة ، فى اشارة عن نيته الفعلية للترشح ، خاصة مع تصريح سابق للقوات المسلحة ان الفريق شفيق لن يكون على رأس الحكومة فى وقت ترشيح الرئيس ، مما اعطى المجال لتنبؤات عن نية الحزب الوطنى دعم ترشيح الفريق شفيق لرئاسة الجمهورية فى المرحلة القادمة من الخفاء .


ذلك التصريح اغضب الناس اكثر لتأكد الناس ان النظام فعلا له ذيول ، انهم كانوا على حق عندما طالبوا باقصاء كل من عينه الرئيس السابق ، ليلتحق بنظامه ، اما عن تصريحات كثير من المنتمين للنظام السابق ضد الدكتور علاء و لصالح شفيق ، مثل المذيع ذو الانف الافطس الذى كان لا يترك اى فرصة للسخرية من المواطن المصرى و عدم اتباعه ارشادات الحكومة ، فهى و بكل اسف اضرت لشخص الفريق شفيق اكثر ، جعلته يخسر جزءا من رصيده المتبقى لدى الناس .


كلمة اخيرة اوجهها للدكتور يحيى الجمل ، الذى احترمه و بشدة ، انه لا يصح ان يخرج بتصريحات فى قناة الحياة المعروف عنها تمسحها فى النظام ، ثم يخرج بتصريحات اخرى مغايرة تماما فى قناة اون تى فى ، حيث سقط القناع الاخير عن وجه النظام ، احترامك لاى شخص لا يمنعك من قول الحقيقة ، موافقتك على رياء زائف مصطنع يحدث امامك شىء لا يمكن ان نقبله من حضرتكم بالذات .



الثلاثاء، 1 مارس 2011

تعاطفك وحده مش كفاية

تعاطفك وحده مش كفاية


" هل انت من المؤيدين لى ، لحكمى ، حكومتى ؟ ام انك لا قدر الله من المعارضين ؟ "

كانت تلك احد الجمل الشهيرة الواردة فى نص مسرحية تخاريف للكاتب لينين الرملى ، اكتب على اضوائها هذا الموضوع الذى اتمنى ان لا تتعاطف معه ، بل تفكر بعقلك ، تلقى ما فيه فى القمامة ان لم يريحك محتوى السطور ، هذا لانى سأكتب من عدة وجوه و ليس من منظور واحد .

فاكر لما الرئيس مبارك مسك الحكم اول مرة ؟ لو انت فاكر ربنا يديك الصحة ، لو زى حالاتى هتقول " يا عم مكنتش اتولدت لسه " يبقى حاول تجيب الجرايد القديمة اللى ممكن تلاقيها تحت المرتبة فى سرير قديم ، او اعيد نشرها لاحقا بواسطة " واحد بيحب مصر " اما " بجد " او " برياء معهود لضمان العلاوة و الحوافز " .

ايامها الريس قالها و عادها : " يا ناس انا مش هرشح نفسى تانى ، بلاش تنطولى و تأثروا علي بقى علشان معملهاش و اضعف قصادكم . "

والله و عملوها الرجالة ، اهو عملها استجابة لمطلب المقربين اللى اقنعوا سيادته ان البلاد فى خطر ، محتاجه انه يفرغ نفسه لمدة تانية علشان يستر البلد . طبعا البلاد و لا كانت فى خطر و لا كلام من ده ، خرج اللى عايزين يتمسحوا فى سيادته لضمان مراكزهم و اقنعوه بالفكرة ، رغم ان اكبر الخبراء و المحللين وقتها – اللى شبه محللين الكورة دلوقتى – قالوا انه ممكن مينفعش ، لانه مش على نفس الشخصية و الاداء اللى كانوا عند نفس اللى سبقوه ، لكن الراجل استطاع ان يقود الفترة و تمر و اقنع ناس كتير انه يصلح .

طبعا فى المرة التانية القرار كان حاسم " مرة تانية و بس يا ولاد ، مش عاوزين نخالف الدستور . " طبعا فى النهاية راحوا بورقة معفنة عليها شوية دم ، قالوا ان دى دماء الشعب المصرى اللى بيوقعوا بالدم و اللى بترجوا سيادته انه يعدل الدستور علشان يترشح للمرة الثالثة . طبعا السذج مش اللى عملوا كده ، و لا اللى ساعدوا على كده ، السذج يبقى اللى صدق ابو كده ، منهم حضرتك يا ساذج !

ايوه ساذج طالما صدقت السطور اللى فاتت ، صدقت ان فعلا كان بيرضى غصب عنه ، علشان مصلحة البلد ، صدقت انه مكنش يعرف انهم منافقين ، بل مصدقتش انه هو اللى معينهم لكفاءة واحدة بس ، هى قدرتهم على النفاق .

" لا للتوريث " تصدق ان اول واحد قالها كان الرئيس السابق محمد حسنى مبارك شخصيا ، طب تصدق انه كان يقصدها .... طبعا لا ، لانك اتعلمت من السطر اللى فوق . الطريقة لازم تبتدى بنفى الحاجة اللى كل الناس شايفاها ، علشان تخبيها و تقدر تمررها قدام عينهم كلهم من غير ما حد يعترض ، لانه من الاول مش موافق بس مضطر يعمل كده ، طبعا شلة المنافقين اترقوا و بقوا حلانجية ، يبدروا يعرفوا ان مصلحتهم مع الجديد ، فيقعدوا مع جيمى و يقولوا له " يا سلام يا جيمى لو تبقى الريس اللى جاى " ، يعرفوا يشتغلوا عليها كويس ايام مرض الريس ، يا سلام بقى لو عيان اوى .. " لازم نسرع اجراءات توليك الحكم " ، للامانة الواد فرحان ، طفل و لقى لعبة ، بلد بحالها يلعب بيها ، البنوك بتاعنا ، اللى عاوز قروض ياخد بدون ضمان ، كفاية ضمان جيمى ل 6 قرون ، حد هيفهم اكتر منه ، راجل مسك بنوك عالمية و ادارها ، راجل رئيس لجان مباحثات اقتصادية مصرية امريكية مشتركة ، يعنى علم حتى على الامريكان ، شفت الوطنية ، نياهاهاهاهاهاها . ... الغريبة ان بمجرد شفاء الاب ، الكل بيجرى على سريره ، كلهم فى نفس واحد : " الف سلامة يا ريس ، و الله ما كنا عارفين هنعمل ايه من غيرك ، البلد كانت هتضيع ، ها ؟ نبدأ حملة ترشح سيادتكم للحكم الدورة الجاية ؟ " .

" اقرأ لطفلك " ، " القراءة للجميع " ، " مكتبة الاسكندرية " ، " عالم سمسم " برعاية ماما سوزان . كل دى مشاريع تخلى الاعمى يفتح علشان يقرأ ، كل دى مشاريع الغرض الاساسى منها ان الناس تقول - مستعد اجيب مصحف احلف لك عليه ان ده حصل – و تعيد فى ان " بصراحة مبارك مش قد كده ، بس الست حرمه ماما سوزان ، يووووه ، دى خدمت البلد كتييييير ، عملت حاجات حلوة كتير . " . المرة دى انت دغف مش بس ساذج ، بقى يا راجل الست تبقى قمراية و حلوة و بتفكر علشان تصلح البلد و تقضى على الامية ، لسه نسبة الامية 30 % فى مصر . لا و طلعت الحسابات اللى كان بيتبعت عليها الفلوس ملك للسيدة الفاضلة ، كأنها تبرع للسيدة و ليس برعاية السيدة .... يا شاحتين السيدة انتوا طلعتوا سنة اولى شحاتة خالص .

طبعا كل ده كان تمويه ، مجرد طريقة لتحسين شكل الاسرة بالكامل علشان ساعدتك لو مش عاجبك مبارك ، يبقى هتقول على جمال انه طالع لماما سوزان ، يعنى اخوك ، هيتعامل معاك على انه اخ مش اب ، فى عطف بعد كده ....

فى خطاب الرئيس السابق مبارك الاخير و هو يقول : " لم اكن انوى ان اترشح للانتخابات القادمة " انبحت معه الاصوات و انهالت الدموع ، يا عينى المذيعة اللى بتيجى بالليل مسبسبة شعرها ، قعدت تعيط لنا علشان تقنعنا ان احنا اللى وصلناه لكده ، طبعا مش مصدق انه مكنش ناوى يترشح مش كده .... اه يا اهبل ، انت مبتتعلمش .

طبعا الراجل صادق المرة دى ، دى بالذات فى تصريحه ، لانه كان ناوى يرشح جيمى ، خوفا من لبس الخازوق اللى حصل فى انتخابات مجلس الشعب ، بعد قفل ابواب الترشح ، حدث ما لا يحمد عقباه فى دائرة كمال الشاذلى ، تلك الدائرة التى كانت من استثناءات صغيرة لم يترشح فيها غير عضو حزب وطنى واحد ، هو كمال الشاذلى لانه ضامن النجاح ، حدث اللى محدش توقعه ، توفاه الله ، ليصبح المقعد لاحد اخر .

طبعا لو حصل ده فى الانتخابات بتاع الرئاسة تبقى مصيبة ، خزوق تمام ، يبقى طار الحزب الوطنى ، و بالتالى اللى كان هيترشح هو الابن جمال مبارك ،ـ يبقى بتعيطى على ايه يا امال ، امسحى دموعك احسن يا امال .

بعد كل ده و النظام بيماطل علشان يخرج باكبر المكاسب و اقل الخسائر لغاية ما حصل الاجبار على التنحى ، بعد كل ده يخرج يقولنا حبة مهابيل ، ان " هييجى اليوم الى هنعرف فيه قيمة الايام بتاعه ، اننا منحرفين و عايزين خراب البلد ، انه الاب الذى يجب ان يحترم ، و لو ابوك غلط تطرده بره البيت يا عاق منك له ؟ "

طبعا من دول اللى هبل و سذج فعلا ، المرة دى مش شتيمة ، لكن الشتيمة هى فى الباقيين اللى فعلا منحرفين و شواذ ، مين اللى عمل رئيس الجمهورية اب اصلا ؟ هو جى يربينى و لا يحافظ لى على حقى ؟ ليه نعمله اب بدل وصى على املاكنا ؟ هو كل واحد يأمر يبقى لازم نريل له على هدومنا و نكتب فيه قصائد حب .

طب لو اكتشفت ان الوصى على املاك حضرتك سرقك ، هرب فلوسك لبره و جوه ، ساب الواد ابنه يلعب فى املاكك ، يبعزق فى فلوسك يمين و شمال ، باع المحل اللى انت ورثته لنفسه ، ابنه خرب لعبك ، قلب بيتك حمام للى معدى فى الشارع ، سمح للغريب يطردك من على سريرك علشان ينام عليه ، لما جيت تقوله حقى ، قالك كسر حقك ، هراك ضرب ... هل الوصى ابوك ؟ و ابنه اخوك ؟

الناس سهل اوى تتعاطف ، لكن فى العمل مفيش حاجة اسمها تعاطف ، كل واحد بيقوم بشغله و لازم يتحاسب ، المشكلة ان الناس فاكره ان الرئيس ملهوش مدير فميصحش نحاسبه ، و هو المدير مينفعش يتحاسب من الموظفين ؟ لا و كمان طينوها ، طالما مش هنحاسبه يبقى هنافقه ، فاكرين انه اهبل و هينضحك عليه ، ميعرفوش انه هو اللى بيضحك عليهم ، سايبهم يسرقوا الفتافيت علشان يهبر هو الهبرة الكبيرة .

نفسى اشوف واحد من دول دلوقتى بعد ما عرف ان الريس عنده مليارات ، اسرته عندها مليارات ، الوزراء اللى كانوا بيشتغلوا تحت رجله ، كانوا بينهبوا مليارات بمباركة العائلة ،لسه ريالتك انت و هو سايبة ؟ تصدق انها فعلا لسه ؟ لانهم فاكرين ان اللى بيجيبهم الفاسد ممكن يبقوا صالحين ، اننا لازم نديهم فرصة علشان نقيم ادائهم ، مش واخدين بالهم ان الموضوع كله انهم بيعملوا زى الساحر الاجنبى اللى بيقف بشكله المحترم و يخلى الناس يحترموه ، لغاية المساعد بتاعه ما يعمل الخدعة و بسرعة فى غفلة من الناس لتهريب الشحنة الاكبر من النقود بره الطاقية خالص .

لسه هتتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، هيمشى دول هتفضل تتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، هييجى غيرهم ، هتفضل تتعاطف و تتعاطف و تتعاطف ، عمرك فى يوم ما هتفكر تحاسب حد ، او تفكر ان تعاطفك وحده مش كفاية .