محتشمة لا محجبة
حلت الممثلة التى ادت دورها فى احد المسلسلات ، مرتدية الشعر المستعار بدلا من الحجاب ، على احد البرامج ، فاجئت الجميع بعدة تصريحات قد تبدو مغايرة تماما للتصريحات التى وردت على لسانها ، بل انها انكرت التصريحات الماضية او حاولت التشكيك فيها ، حاولت بدون حجة اعطاء الفكرة بأن رأيها هو الاصح ، انها لن تأخذ برأى الاخرين فى شىء .
احد الاسئلة التى وجهت للضيفة كانت سر ارتداء الشعر المستعار بدلا عن الحجاب . فردت بسؤال اخر عن لماذا يحاسبها الناس ، هى حرية شخصية ؟ و انها تعتبر نفسها محتشمة و ليست محجبة .. و عادت لتقول انها مصدر نفسها فى فتواها ، انها استقتها عبر الانترنت ، من اراء مختلفة فى بعض الصحف .
اسمحى لى حضرتك ان اختلف معك و من لفظ قولك اجيب على حضرتك ، ففى تصريح قديم قالت فيه ، اعلنت ، ثم اذعنت انها تحجبت ، اخلصت النية بالحجاب ، ثم عادت لتنفى عن نفسها مثل ذلك التصريح ، اما عن موضوع ان حجاب حضرتك حرية شخصية و ليس لاحد دخل فيه ، انه امر شخصى ، فذلك عندما تتواجد حضرتك فى منزلكم الكريم و ليس امام مرأى و ناظر الناس ، طالما قبلت على نفسك مسؤلية ان تكون شخصية عامة ، فيجب ان تحتملى المسؤلية حتى نهاياتها ، فانا لا استطيع ان انزل من منزلى الا بعد ان ارتدى من ملابسى ما احترم به كل من سيقابلنى فى الشارع ، لو لا يعرفنى ، لو لم اكن شخصية عامة . لا يجوز ان يصدر عنى لفظ نابى فى وسط الشارع رغم ان اللسان لسانى ، الصوت صوتى ، لانى احترم قواعد و اخلاق و عرف و قيم المجتمع الذى انتمى اليه . ثم ان حضرتك شخصية عامة ، اى قدوة و مصدر للاتباع ، فان رأى الفتيات ما تفعل حضرتك ، قد يقلدن حضرتك نتيجة الحب الذى يكنن فى قلوبهم لحضرتك .
ثم هل الفارق كبير بين محتشمة و محجبة عندما تقولين بعدها ان الايمان فى القلوب لم ينقص و ان الذى تغير فقط هو الزى الخارجى ؟ وان مظهر حضرتك الخارجى نقص – لفظ نقص جاء على لسانها و لم يرد من عندى - من الحجاب الى الاحتشام ؟
الى كل من ينتقد رأي المثقفين فى ان ظاهرة التدين الظاهرى منتشرة بيننا ، فليسمع تلك التصريحات ثم يعلق ...
الاحتشام يعنى لبس الملابس التى لا تبدو معها الزينة المفرطة التى قد تنزل بصاحبها عن الفضيلة و العفاف ، قد يكون السلوك بعدها منحرف ، قد تكون الاعمال المرتكبة لا تعبر عن الدين ، بينما مثلا الحجاب ليس ظاهرة او مظهر ، هو سلوك و افعال ، هو ان تكون على مقام و قدر المسؤلية فى ارتداء الحجاب و محاولة التمسك به فى الفعل و القول قبل المظهر . اى ان بأعتراف حضرتك انك محتشمة و لست محجبة تنفين عن نفسك معرفة الدين ، ان يكون حضرتك مصدر للقدوة و الاتباع .. و من منطلق ذلك ، طالما حضرتك لا تفقهين فى الدين بهذا الشكل ، لم تأخذين الفتوى عن نفسك ؟ لم تعلنين بعدها ان مصدر فتواك هو شيخ ؟
فى خلال حوار حضرتك ، عن تعليقك عما ينشر على الانترنت ، جاء على لسانك ان الانترنت معلوماته مغلوطة و غير صحيحة ، ان ليس كل ما يكتب فى الصحف ايضا صحيح . فان كان رأيك كذلك فلم قبلت على نفسك ان يكون مصدر الفتوى لسيادتكم الصحف و الانترنت ؟ لماذا اخترت ان تستقى الفتوى من الصحف الغير صحيحة و الانترنت المغلوط ؟ هل هنا يجوز و هناك لا يجوز ؟ و ما الفارق بين هنا و هناك ؟
و عن تعليقك بأن الفتوى محلها القلب بلفظ :" استفتى قلبك " و انك استشرت نفسك ، فأرد على رأيك بأن فهم حضرتك للقول هنا خاطىء كحال جميع منا ، فالاستفتاء للنفس او القلب هنا ، هو الاجتهاد ، و الاجتهاد لا يأتى فى حكم الفقة الا بعد القرأن و السنة و رأى الصحابة و القياس ، فقد جاء رجل يسأل ابو حنيفة النعمان عن مصدر فتواه فقال له : لو ان فى القرأن قول يخالف رأيه يأخذ ما فى القرأن ، لو ان فى الحديث ما يخالف رأيه يأخذ ما فى الحديث ، ان كان فى الصحابة و سيرتهم ما يخالف قوله ، يأخذ برأى الصحابة ، اما غير ذلك يجوز الاجتهاد ، فهم رجال و نحن رجال ... اى ان اجتهاد فى حالة عدم الوجود لاى من ذلك ، ايات الحجاب واضحة وضوح الشمس ، بدأت سورة النور بالاية (سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) ثم بعدها (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) و لا حضرتك الايمان جوه نقص هو الاخر ؟ و لا حضرتك لا تعتبرين الشعر المستعار من الزينة ؟
ثم عندما تقولين انك فعلت ذلك عن فتوى .. اذن المفروض انا هنا ان اصدق حضرتك و لا اعمل عقلى فى الامور و اتقبل الامور على شاكلتها ، اعمل بالفتوى التى تقولين مصدقا مؤمنا مخلصا ، ذلك لانها عن فتوى ، ليست محض افتراء و اهواء . اذا ساضيع ضحية التدين الظاهرى ، اخذ الامور على شاكلتها . لا ، بل المؤمن الحق هو من يتأمل و يدقق ، يقف طويلا امام كل ما هو يأتى له بدون مصدر ، يدقق فيه ، ثم يعود ليعمل العقل فيه جيدا ، ثم يتقبله او يرفضه حسب العقل و ليس الهوى ، بحسب الاية الموجودة ايضا فى سورة النور : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . 21 ) ، كان من المفروض على حضرتك ان تفعلى مثل هذا ، ان صدق قول حضرتك بأن الفتوى موجودة بالفعل و عن شخص موثوق بعلمه ، سبق لك ان اضطلعت عليها .
هل حضرتك عندما تم توجيه سؤال اى الصفات تكرهين ان توصفى بها ( الغرور – برأيين ) ، اخترت الغرور عن قناعة بأن هذا هو الرأى الاصوب ، ام عن شك فى الاجابة الثانية ؟!!
اتمنى ان يكون حضرتك من اهل : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .51 ) و ان يكون عن غير قصد ، تعتذرى عن ما صرحت به تحت اسم العناد ..
و ليس من اهل (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ .47 ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق