هل نفضل الاحتفال بالعيد فى المنزل ؟
كل عام و حضرتك بخير ، يأتى عيد الفطر المبارك ، و من بعده بشهرين و عشرة ايام تقريبا عيد الاضحى ، الوسيلة الاولى للاحتفال بهم تقريبا عند معظم الناس ، شباب او كبار السن ، مراهقين او اطفال ، رجالا و نساء ، هو الخروج الى الشوارع ، الميادين ، الحدائق ، المتنزهات ، السينمات ،الاماكن العامة بشكل مفتوح و عام .
الا ان و بالرغم من التشديدات الأمنية التى تشهدها الأماكن العامة التى يتوافد إليها المواطنون للاحتفال و التى تتزايد سنويا ، الا ان ظاهرة التحرش لازالت موجودة ، بل و متزايدة سنويا ، ضد الجميع ، حتى شمل ايضا المحجبات ، تزداد اعداد التحرشات و المعاكسات و المشاجرات بصورة ليست بقليلة ، لكن من يسجل محضرا بأسمه قليل جدا ، و ان سجل ضد احدهم محضرا ، يتم نهايته بتصالح الاهل و ذوى الصلة ، دائما الداعى الحرص الشديد على عدم حدوث فضيحة للبنت ، او ضياع مستقبل الولد ، و لا تزال المشكلة فى تزايد .
يبدو ان الشباب يظنون انهم يخرجون من رمضان كمن خرج من السجن ، كان محروما ، فاراد ان ينبش فى كل متع الحياة ، الحرام منها و الحلال ، غير مهتما بأنه يخرج من ايام مفترجة ، الى ايام مفترجة ايضا ، غير مهتما بأنه فى ذلك يتعدى على حرمات الغير ، يضر به ، غير مهتما بأنه يغضب المولى – عز وجل – ثم يريد ان يتقبل منه صالح الاعمال . و كلما تحدثت معهم ، ينفى الولد انه السبب معللا ذلك بأنهم – يقصد البنات - يخرجون من صيامهم الى فجورهم ، يخرجون من عباداتهم الى الملابس الضيقة المكشوفى الغير محترمة ، تنفى البنت انها السبب معللة ايضا ان الاولاد ساءت اخلاقهم ، هم من يتحرشون بهن ، هم لا يلتفتون لهم بالمرة حتى تحدث الواقعة .
يبدو ان كلاهما صحيح بعض الشىء ، لان بالفعل بعض البنات لا تحترم البيت الذى تخرج منه ، لا تجد من يحاسبها على مظهرها المبالغ فيه ، فالاصل فى البنت عند دخول الاماكن العامة و السير بها ، هى الا تلفت الانظار ، و لعل هذا سبب منع الاسلام للتطيب للنساء فى الاماكن العامة ، لكن لا يمكننا ان نغفل ايضا ان بنات محجبات محترمات كثر يتعرضن للتحرش ، هن فى كامل احترامهن لانفسهن ، للاماكن التى يرتدنها ،اذا فاخلاق الشباب – و للاسف – ايضا تتعرض لاسوء مظاهر التجديد بعض رمضان ، صيام وقفة عرفات .
و لم لا و البعض ممن كان يشاهد الافلام الاباحية ، ثم امتنع عنها لفضيلة الايام الماضية و انه يريد تقبل عمله ، ما يلبث ان يعود لها و مباشرة بمجرد انقضاء الايام ، بعد الافطار بساعات ، متجاهلا كل ما كان يفعله ، ما وعد الله به خلال الايام القليلة الماضية ، البنت بمجرد انتهاء تلك الايام ما تلبث الا ان تعود للايميل فى ساعات متأخرة من الليل ، لمحادثة شباب بعد منتصف الليل فى اشياء يندى لها الجبين ، كأن الله موجود فقط فى تلك الايام العطرة ، غيرها فالحساب و تسجيل الخطأ غير موجود .
و عندنا خير امثلة لمحفزات كثيرة ، حيث تكثر برامج المواجهات بعد الافطار ، غالبا ما يتم استضافة ممثلة او مغنية منحلة ، لتخبرنا عن مدى سعادتها بدورها الاخير بالمايوه او فى غرفة النوم ، ان من لا يعجبه فليغير القناة ، و ان الجميع بين نفسه معجب مما تفعله تلك الممثلات من انحلال ، كل هذا و اكثر قد يزيد الامور تحفزا ، غياب الرقابة على الاماكن العامة ايضا قد يزيد الامور تحفزا ، فمعظم هؤلاء يفعل ذلك لانه يعلم ان لا احدا يراقبه ، انه لن يكون مفضوحا بعد فعلته . قد يكون شعور المراهقة و ان كلاهما يريد ان يكون له علاقات بالجنس الاخر السبب و الدافع ايضا ، فالولد يعاكس حيث قد يتعرف ، البنت تقبل الكلمات احيانا بشعورها انها مرغوبة و هناك من يراها جميلة ، كلاهما لا يدرك ان الامور قد تزداد عن هذا الحد و تنقلب الى " تحرش " .
يجب علينا زيادة التوعية قليلا ، توعية الولد انه كما تدين تدان ، ان هذه قد تكون اختك او ابنتك او احد اقاربك فى يوم من الايام ، تعليمهم غض البصر الذى يكون السبب و البداية ، توعية البنت ان ملابسها لا يجب ان تكون مفضوحة داعية الى كل عين للنظر ، كل يد للمد ، فالتحرش ليس فقط باللمس ، و لكن العين هى السبب فيه ، يجب علينا زيادة الرقابة و منع تلك الاحداث المؤسفة ، يكفينا تبادل و تراشق الاتهامات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق