علمتنا الكرة
مع انطلاق المباراة النهائية لكأس العالم ، انتهاء فاعليات الاحتفاء الكبير الذى يجرى كل اربعة اعوام ، نرى فيه افضل كرة على مستوى العالم ، مجتمع كبير من كافة القارات يتمثل و يختزل فى 32 فريق كرة قدم و معهم اكثر من ذلك فى عدد الشعوب و القوميات ، اختلاف فى العادات و التقاليد ، مظاهر الحزن و الفرح ، يتم النظر لكرة القدم هنا نظرة اخرى ، نظرة مغايرة للدوريات الاوروبية و المحلية ، نظرة لا نقول فيها ان اللاعب يساوى كذا و لا يساوى كذا ، فالبطولة يحضر لها مئات اللاعبون للتنافس دون ان يتقاضوا مبلغ مالى كبير كما هو حال اللعب فى انديتهم ، يقدم افضل ما عنده ، لا ينتظر ان ينال فى مقابله اى اجر ، فقط تصفيق من الجمهور او صياح و اهات الجماهير تكفيه ، حتى فى الهزيمة ، يكفيه ان ينهزم بشرف فيحظى على تصفيق الجمهور عند المغادرة .
علمتنا الكرة ان الانجاز الحقيقى للاعب هو عطائه مع منتخبه و ليس ناديه ، فاللاعب لا يترشح للجوائز العالمية على اعتبار انه هداف اوروبا ان كان لا يشارك بصفة اساسية مع منتخب بلاده . اذا العطاء للبلد و الوطن اهم و افضل كثيرا من العطاء و الانتماء لجهة معينة على مصلحة الوطن .
علمتنا الكرة ان اللاعب الانانى يؤدى لفقد الاستحواز من فريقه و بالتالى يخسر فريقه و يتجرع مرارة الهزيمة معه ، كذلك كل من يعمل لمصلحة نفسه دون الاخرين لو فاز للحظة و تربح ، فمؤكد سيخسر فى النهاية مع من خسروا .
علمتنا الكرة ان المدرب الذى يكشف عن اوراقه و طريقة ادارته للمباراة قبل ان تبدأ ، هو لا ينوى حقا لتطبيقها .
كما علمتنا ان المدرب الذى يكشف عن طريقة ادارته للمباراة بعد انتهائها ، هو لا ينوى تكرار نفس الخطة او مجرد مغرور متباهى بانتصاره و يستحق ان يكتشف الغير نقاط ضعفه ليسقط امامهم لاحقا .
علمتنا الكرة ان النظام مهم لادارة اللعبة ، فكل شىء يحدث بتنظيم من صافرة الحكم .
علمتنا الكرة ان المخالفة تتوجب العقاب و لكن من قبل الحكم المسؤول ، ليس الجماهير مثلا رغم ان الحكم قد لا يرى ما يراه الجمهور .
علمتنا الكرة ان الفضل فى الانتصار يرد الى مستحقيه ، لا يهدى لمن سمح او دعم او هنأ او زار الفريق .
علمتنا الكرة ان احتفالك بالنصر لا يعنى الشماتة فى الفريق المنافس ، لا يعنى ان تكون علاقتك بالاخرين منبعها الانتقام .
علمتنا الكرة ان شماتة الجمهور تكون فى اللاعب المغرور عند انهزامه ، ان احترام الجمهور يكون للاعب المتواضع عند انهزامه .
علمتنا الكرة ان الخلاف خارج اطار الملعب لا يفسد للود قضية ، ان التعاون على تحقيق النصر يحتاج مجهود الطرفين معا فى نفس الفريق .
علمتنا الكرة ان التخاذل و لو فى الدقيقة الاخيرة قد يفقدك فوزك ، التركيز من اول المباراة هو اول وسائل اضعاف الروح المعنوية للمنافس .
علمتنا الكرة ان ان الفريق الذى لا يهاجم لا يفوز ، ان من يهاجم بكل خطوطه يستقبل اهداف ، فالافضل هو من يوازن نفسه بين دفاعه و هجومه .
علمتنا الكرة ان الفوز يحتاج لاحد عشر لاعبا ، اما الحفاظ عليه فقد يكون بأقل من ذلك و لو بحارس مرمى بارع يسانده الجميع .
علمتنا الكرة ان من يقدم الاداء الافضل هو من يدعم فكرة الدفع بصغار السن وسط النجوم اصحاب الخبرة ، ان من يخرج مبكرا من دور المجموعات هو من قوام فريقه يزيد عن معدل الاعمار العالمية .
علمتنا الكرة ان الافضل قد لا يتوج بالكأس ، لكنه رغم ذلك ينال التقدير على مجهوده .
علمتنا الكرة ان السياسة تتدخل فى كل شىء ، تحتاج كل شىء لدعم تقدمها .
علمتنا ايضا ان الاسم و الاختصار ليس مهما ، لان اختصار worldcup هو WC .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق