الثلاثاء، 10 يوليو 2012

هل هناك ما يسمى بالحرب الدينية ؟؟



هل هناك ما يسمى بالحرب الدينية ؟؟







يشاع دائما فى العالم عن وجود ما يسمى بالحروب الدينية ، هى كما يقال عنها حربا بين دين و اخر ، او طائفة و أخرى فى نفس الدين ، يتخذ لها امثلة مثل الحرب الصليبية على العرب ، الحرب فى اوروبا فى العصور الوسطى و حتى الحروب بين الطوائف العربية .


فى اعتقادى لا يوجد ما يسمى بالحرب الدينية ، دائما كانت الحرب بين حركة اصلاحية قد يكون مرجعيتها دينية فى مواجهة جبهة اخرى هى حركة استحواذية تبحث عن مصالحها الشخصية و ربما مستغلة الدين فى ذلك .


دعوة سيدنا محمد الاصلاحية ربما واجهها كفار قريش لتعارضها مع مصالحهم الشخصية ، لكن لا ننسى اى اليهود عارضوا الدعوة المحمدية و رسالة الاسلام عندما تعارضت مع مصالحهم ايضا ، بينما لو كان الامر فعلا متعلقا بالدين لكان اولى بهم ان ينضموا لسيدنا محمد ضد كفار قريش و هو ما لم يحدث !!


ذلك لأن الخلاف بين اليهود و المسلمين كان خلاف دعوة اصلاحية و متاجرين بالدين لمصالحهم الشخصية .


نفس الامر كان فى دعوة المسيح عيسى بن مريم ، حيث رحب به اليهود فى بادىء الامر ظنا انه سيخدم مصالحهم الشخصية و يعزز من ملكهم و يجعلهم يتسيدون على سواهم من البشر و هو ما لم يتحقق فعارضوه حتى وصل الامر لمحاولة صلبه و اغتياله !!


و من قبل كل هذا فى دعوة اليهودية نفسها حيث كان فى زمن سيدنا موسى و دعوته الاصلاحية ، حيث تقابلت مع ملك متسلط يتحدث بأسم الدين فيقول على نفسه انه الاله و لا يوجد غيره ، يقول على موسى انه جاء ليبدل دين اهل مصر ، يتوعد موسى فى يوم الزينة و هو مناسبة دينية مقدسة عند المصريين و اليهود الذين كانوا يعيشون بمصر وقتها ، هو كان صراعا ليس بين طائفتين دينيتين كما يبدو ، لكن كان صراع بين دعوة اصلاحية هى دعوة موسى بتكليف الله عز وجل ، حرص فرعون على ملكه و سلطانه و ولاء المصريين له .


الحرب الصليبية على العرب ايضا تقع تحت نفس التصور ، بالرغم مما يشاع عن انها حربا دينية ، الا انها ليست كذلك اطلاقا ، حيث مجموعة من المتشددين الاوروبيين الذين نبذوا فقر بلادهم فانزاحوا الى الاراضى العربية طامعين فى خيراتها ، يرتدون قناع الدين المسيحى و يصورونها حربا صليبية حتى يكسبون تعاطف جهلة العامة كما فى كل عصر ودائما يميل المتسلط الى جهل العامة ليكسب مجهودهم و حماسهم بتصوير الاشياء فى غير صورتها .



اذا الامر ليس حربا دينية .. دين يواجه دين .. ولا يفترض به اصلا ان يكون ، كانت دائما حربا او خلافا بين دعوة اصلاحية و متمسكين بالمصلحة الشخصية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق