الثلاثاء، 24 مايو 2011

مسودة 27 مايو

مسودة 27 مايو


عزيزى القارىء ، احنا قررنا اننا نرجع للميدان تانى لاننا شايفين ان البلد لسه متغيرش فيها حاجة ، هنعمل مظاهرة اخرى فى جدار الثورة الاساسى ، احنا نازلين مش علشان نطالب بمطالب فئوية ، لان فئوية ماتت بحسرتها ، احنا مش نازلين نعمل ستين سبع فى بعض و نعمل اعمال بلطجة ، لان البلطجة اصلا حولينا كلنا و محدش اتدخل علشان يمنعها ، الامن بيستعبط و سايق الهبل ، احنا نازلين لان نفس مطالبنا اللى خرجنا بيها لسه متحققتش ، احنا طالبنا بعدالة و المحاكمات العسكرية بتحصل للثوار ، الفاسد لسه بيتحاكم فى محاكم مدنية و بياخد براءة عينى عينك لان اللى بيحاسبوه اما مش شايفين شغلهم كويس او بيحاسبوه على تهم خايبة و هايفة قصاد اللى الجرائم اللى ترجع المولود الصغير بطن امه اللى عملها .

س : كثير جدا على الفيس بيعملوا فيديوهات تحريض على الجيش باسم الثورة التانية و ده منتشر زى الهوا و الماية على الفيسبوك ، أما موضوع إن واحد محترم يتبنى الفكرة فليس معنى ذلك أن الفكرة لا تشوبها شائبات كثيرة ؟

ج : انا معاك فى دى ، بس برضه لو اتوجه نقد للمجلس العسكرى على اعتبار استئثاره بالقرارات ، ده مش معناه هجوم عليهم اولا ، لا على الجيش ثانيا ، لانه لازم يحصل فصل عند الناس بين الجيش اللى دوره الوحيد و الاوحد هو حماية البلاد من الاخطار الخارجية ، يفترض الا يكون له اى دور تانى غير كده فى اى دولة فى العالم قائمة على نظام ديمقراطى و كيان مؤسسات ، بين المجلس العسكرى اللى هو دلوقتى تصادف انه بيدير شئون البلاد فى فترة انتقالية ، المجلس العسكرى لازم يكون عارف استراتيجيات و عسكريات كويس جدا ، انما لو جيت للسياسة دى مش شرط خالص ، لانه مش هيدير الجيش على طريقة المسايسة ، الجيش اوامر و احكام و ينفذوا و بس ، مفيش حاجة اسمها اعتصامات او اضرابات او تظاهرات ، انما على سبيل الدولة ، الحاجات دى هى اول حقوق المواطن بما فيها الجندى بزيه المدنى ، و بالتالى ممكن يكون فيه اوجه قصور - هم معذورين فى كده - فى ادارة بعض الامور .. يبقى المنطق يسمعوا للسياسيين اللى بتفهم فى الحاجات دى و ياخدوا برأيهم .

س : احنا بخروجنا كل جمعة بندى فرصة للمسئولين انهم يقولوا طيب حنعمل ايه ياجماعة المظاهرات بتأخر البلد وبتقتل الاقتصاد ووووو الخ لكن لو هدينا شوية وادينا فرصة للمجلس العسكرى والحكومة والقضاء انه يشوف شغله واحنا نشوف شغلنا تأكد انه حيكون فيه حلول كتيرة ؟

ج : اولا احنا بنختار يوم الجمعة بالذات لانه اجازة يعنى البورصة مقفولة ، الشركات مقفولة ، الحكومة فى اجازة ، المصالح فى اجازة ، يبقى مش هتقف عجلة الانتاج و لا فى حد هيقول انه مش عارف يروح شغله ، الاقتصاد المصرى طبيعى ان الثورة هتأثر عليه شوية ، بس وجود فاسدين فيه لغاية دلوقتى و قاعدين يسرقوا و ياخدوا مرتبات خرافية هيوقع الاقتصاد 3 او 4 شويات ، يبقى المنطق خسارة قليلة مش هتوقع الاقتصاد و لا حاجة ، لا نسيبهم يوقعوه فعلا عامدين متعمدين ؟؟ اما عن الوقت احنا فعلا وقفنا فترة طويلة جدا كمان فى حياة ثورة ، احنا استنينا شهرين على ان مبارك يتحاكم ، لغاية دلوقتى متحاكمش ، استنينا يحاكموا الفاسدين ، متحاكموش ، بيجسوا نبضنا بخصوص العفو ، احنا عارفين ان ده حاجة مستفزة ، بياخدوا القرارات لوحدهم دون الاخذ بما يقال فى الحوار ، الاجور لا تزال متدنية رغم ان البعض لا يزال ياخذ اكثر من مليون جنيه فى الشهر ، الامن ليس مستتب ، المتهمين فى قضايا ضرب المتظاهرين بالرصاص لا يزالون فى مناصبهم بل ان بعضهم تسلم محافظين و مساعدين وزير الداخلية صاحب الشخصية التى تبدو ضعيفة ، الجمعة الجاية اعتقد انها ضرورية كجمعة تصحيح .

س : سؤال واحد علشان نترتاح من الموضوع ده هو انتوا عايزين المجلس العسكرى يسلم مبارك للثوار ويعدموه فى ميدان عام ؟؟؟ ولا ننتظر المحاكمة العادلة اللى بننادى بيها كل دقيقة ؟؟؟؟

ج : اطلاقا ، احنا عاوزين محاكمة عادلة على تهم فساد و افساد و قتل متظاهرين و تخريب البلد و ازمة الغاز و بيع الاراضى و معتقلات امن الدولة التى كانت تتم بعلمه و قرار ضرب النار على المتظاهرين الذى اعترف به المشير صراحة فى خطابه الاخير .... مش تهم تربح و تضخم ثروة و احنا عارفين كويس ان مبارك و الفاسدين زى فتحى سرور هم اللى عاملين القوانين دى على ايديهم و عارفين يخرجوا منها زى الشعرة من العجين ، اسأل مفيد شهاب ، ده غير اننا عارفين ان الفلوس اتهربت و الحمد لله بفضل حكومة شفيق ، اللى لسه موجود شوية ملاليم ، يبقى الاصح نحاكمه على اللى فوق و لا على تضخم الثروة مع مراعاة محاكمة عادلة نزيهة مفتوحة للرأى العام للاطلاع عليها و ياريت تذاع للتأكد انها كذلك دون تجنى او تراخى .

س : ما انوا كده بتضروا البلد ما تسيبوا اللى بيشتغل يشتغل علشان نقوم البلد ، بدل ما كده هنوقعها و الحالة هتقف زيادة ؟

ج : لا حضرتك ، لو تفتكر ايام ما الرئيس السابق اعلن انه لن يرشح نفسه ، انه مش عاوز غير انه يكمل المرحلة المتبقية ، الناس رفضت ايامها بشدة ، لانه لا يصح ان من اسقط البلاد هو اللى هينقذها ، مينفعش ان اللى قامت الثورة ضدهم هم اللى هيتبنوها و ينفذوا مطالبها ، بمعنى عملى ، انه مينفعش تجيب احسن سلالة بذور و تصمم انك تزرعها فى ارض بور و متظر انها تنبت و تطلع ثمار كمان ، مينفعش ، ممكن تكون انت جى بمطالب نبيلة و مشروعة و بناءه ، لكن وجود الناس الفاسدين فى مراكزهم هيعوق بكل تأكيد تنفيذها ، لانهم اول المتضريين منها . يبقى الطبيعى ان الناس دى هى اللى بتوقع الثورة و هى اللى بتهد البلد ، الثورة لازم تشيلهم علشان نعرف نبتدى نبنى بقى و نوقف البلد على رجلها .

س : في فرق بين المليونيات بتاعت كل جمعه العاديه والثورة اللي الطعميين عاوزين يعملوها الجمعه الجايه اولا كل القوي الوطنيه والئتلافات مش موافقين عليها ومش هتلاقي حد نازل فيها ؟

ج : على فكرة اصلح لحضرتك كل القوى الوطنية نازلة ، 6 ابريل ، ائتلاف شباب الثورة ، الاحزاب القديمة و الجديدة ، الناس العادية اللى مش بتنتمى لاحزاب نازلة ، حتى الاخوان رحبوا ، يبقى الكل تقريبا مشارك ، اما بخصوص الطامعين ، فدول نفس الفئات اللى نزلت الثورة فى يوم و مكنش حد فيهم طمعان فى حاجة غير انه يزيح النظام فى شعار " الشعب يريد اسقاط النظام " ، الحمد لله الشعب نجح فى انه يسقط رأس النظام ، يتبقى ان يزال باقى النظام حتى نبدأ البناء . هى مش ثورة مصرية تانية ، هى جمعة غضب ثانية ، غرضها التصحيح و العودة لمسار الثورة ، رافعة شعار : انا مش حاسس بالتغيير .

س : بس فيه ناس فاسدين عاوزين يركبوا على كل دول و يعملوا فيها ثوار ؟

ج : و بالتالى لازم نتحرك و نضغط بشكل سلمى لمنع دول من انهم ياخدوا مناصب مش من حقهم ، مينفعش نقعد فى البيت و نسيبهم و بعد ما يقعدوا و يربعوا على الكرسى نرجع نقول يا ريت اللى جرى ما كان . وجودنا فى الميدان لدعم ثورتنا و ضغط على الجيش و الحكومة و لو حد خرج عن النص يتم استبعاده فورا من اى منصة .



السبت، 21 مايو 2011

لماذا النزول فى 27 مايو مرة اخرى ؟

لماذا النزول فى 27 مايو مرة اخرى ؟


ثورة 25 يناير ثورة عظيمة ، لا نحتاج للترديد على ذلك اكثر من مرة و فى كل مقال ، لان المعظم على الاقل يدرك ذلك ، يتوقع من الثورة ان تقضى على اسباب فشل و يأس و حطام كثيرة ترسخت فى المجتمع فى الفترة الماضية . تعقد ايضا على الثورة كثيرا من الامال فى التقدم و زرع و انبات روح جديدة من العمل و العدل و الحرية و الديمقراطية و النزاهة و التقدير لكل مجد مجتهد فى عمله ، يعتقد انه أن الاوان لحساب المفسدين على فسادهم ، رفع مستوى المعيشة لكل مصرى يعيش على ارض هذه البلاد .


بالتالى فالشعب المصرى – معظمه ان لم يكن كله – يعتقد فى ضرورة نجاح هذه الثورة ، ان تؤتى ثمارها بالتدريج و التتابع ، هو ما لم نلحظه حتى اللحظة . فالمحاكمات للاسف واهية ضعيفة بقوانين بالية متأكلة ، اخترعها النظام السابق اصلا ، صمم منافذ و مخارج قانونية فى كل قانون تقريبا ، اعاد صياغة الاف من القوانين التى يفترض ان تكون للمحاسبة ، حتى لا يسقط احد بواسطتها تحت المحاسبة . مع ذلك و المختصون لايزالون مقتنعين على حساب النظام الفاسد على تهم واهية يسخر منها اقل المواطنين معرفة و فطنة بالقوانين ، بينما يتم اهمال جرائم الفساد و الافساد و التعذيب و القتل و الاعتقال بدون تهمة و تخريب البلد و هتك الاعراض و تجويع الشعب المصرى .


المستوى المعيشى لا يزال على نفس الخط و المنهج القديم و لم يشهد تقدما ملحوظا ، الحجة هى انهيار الاقتصاد الذى يتبقى فيه 6 شهور كاملة احتياطى ، بالرغم من ان المعدل العالمى هو 3 شهور فقط . تصريحات فيها تهديد و وعيد من الحكومة و المجلس العسكرى و بعض الصحفيين القردة الذين يجيدون القفز على كتف كل سيد لهم يحمل العصى فى يده بضرورة توقف التظاهرات . الى جانب التعامل بشدة و قسوة مع متظاهرين ضد الكيان الصهيونى المنحط فى جرائمه ضد الانسانية اولا ، المجتمع العربى ثانيا .. بينما العفو و التعامل ببمدأ المصالحة مع بلطجية الفتنة الطائفية ، لن تنسى مصر و لو بعد سنوات من الان طبعا الجانب الامنى الذى فيه تراخى كبير ، يبدوا احيانا بقصد ، يظهر فى اى هجوم على اى متظاهرين ، ووقوف الامن يتفرج كنوع من العقاب لهؤلاء الثوار على تظاهراتهم .


و يتم التلاعب بالاعصاب و جس النبض حول اصدار قرار عفو او مصالحة مع الرئيس السابق فى حق كل ما اجرمه ضد هذه البلاد ، تضارب فى التصريحات حول النية لمد فترة بقاء المجلس العسكرى على رأس السلطة ، تأجيل الانتخابات البرلمانية و الرئاسية ، الابقاء على عناصر الفساد على رأس قطاعات الدولة و مؤسساتها ، رغم دعوة المجلس العسكرى من قبل الثوار من قبل لتطهير هذه المؤسسات ، لانه لا يصح ان يبنى الثورة من قامت الثورة لتهدمهم اصلا .


من فضلكم ان كان رأيكم هدم الثورة ، ترك حقوق الشهداء تضيع هباءا ، تسليم السلطة لهم مرة اخرى ، تجويع الشعب و معاقبته على ثورته ، ضياع الامن ، العودة للمحاكم العسكرية التعسفية ضد المتظاهرين ، تقليب البلاد بعضها على بعض لتنعموا بقدر من السلطة لانفسكم ، ان كانت لا توجد النية لمحاسبة المخطئين الذين اعترفتم بجرمهم و انهم من اصدر القرار باطلاق الرصاص على الشعب الاعزل ، فلترحلوا و تتركونا نتخبط الظلام لمصائرنا المشتركة ، فشعب مصر قد عرف طريقه اخيرا نحو الحرية و لن يقبل ان يعود لما كان عليه .


تضيع الثورة و نكاد ان نضيع مع ما ضاع و يضيع ، ياليت الفاسدين يفهمون او يشعرون للحظة معنى الانكسار و الحسرة و الندم على ما اذاقوه للشعب المصرى فى الايام الماضية .. سنوات طويلة من عمر كل مصرى ذنبه الوحيد ان الله اختار له عصرهم ليأتى فيه ، ليختبرهم هل سيثورون على الظلم ام لا ، هو ما حدث ، لكن جحيم الاصرار عند هؤلاء فى اطفاء شعلة الثورة هو الذى لم ينطفىء ، تحايلوا و تقنعوا للثوار ، تحججوا بحجج واهية اختلقوها بأنفسهم مثل ازمة سولار او خبز ، ليضربوا المواطن المصرى فى قوت يومه لعله يرجع عن التظاهر و استكمال الثورة .


سننزل فى ثورة غضب اخرى ، لتصحيح ما فعلتموه و اقترفتموه باسم حماية الثورة ، للتأكيد انه لم يعد هناك مجالا او متسعا لقدم للتراجع فخلف اقدامنا تتناثر جثث الشهداء التى لم يجعل امثال هؤلاء السفلة موطىء قدم الا و ملئوه بجثثهم الطاهرة .



الخميس، 12 مايو 2011

ازاى تصنع فتنة ؟؟

ازاى تصنع فتنة ؟؟




1- سجل بأكونت جديد على الفيس بوك من اى بلد ، الفيس يعطيك الحق لاختيار اى دولة و لا يشترط ان تكون بلدك الاصلى

2- ادخل و اشترك على كام صفحة ، منهم بعض الصفح الاسلامية ، دول كتير

3-اشترك فى صفح عادية خالص ، عليها مشتركين كتير ، اعمل شير لكام لينك دينى و كام دعاء ، علشان يطمنوا لك .

4-اعمل شير لكام خبر عن فضيحة رجل اعمال مسيحى ، او فضيحة كنيسة

5-ادخل على صفحات مختلفة و اعمل كومنتات مستفزة ، او بتحرض ضد الاخر

6-من المؤكد ان فيه واحد على الاقل بأكونت حقيقى هيدخل يؤيد كلامك و يزود عليه
الردود ، الخناقات هتكتر ، انت هتولعها من بعيد لبعيد .

7-مبروك عليك عملت فتنة من لاشىء


..................................................
.



الغرض من الموضوع : اتأكد كويس اوى من هوية المشاركين و متسيبش حد يسوقك ناحية رأيه و فكر كويس و شك فى كل حد حتى صاحب الاكونت ده ، افتكر كويس ان اكتر من نصف الموجودين فى قائمة الاصدقاء بتاعك ، انت عمرك ما قبلتهم بشكل شخصى قبل كده ، فما بالك بواحد انت بتقابله على بيدج او جروب




الاثنين، 9 مايو 2011

عن مصر لا امبابة اتحدث

عن مصر لا امبابة اتحدث


بعد مرور سبعة ايام على بداية العام 2011 ، شهدت مصر حادث مروع و هو تفجير كنيسة القديسين ، راح ضحيته عشرات من المسيحيين و المسلمين ، لم يفرق الموت بين احد من الجماعتين ، فالموت يطال الجميع بلا استثناء ، الوحيد المستفيد من هذه التفجيرات هم اعداء الشعب المصرى و المحاولين بكل جهدهم لاضعاف هذا الشعب العظيم ، بث روح النزاعات و الفرقة بين الجميع ، يبدأون بالدين ثم السياسة ثم التوزيعات الجغرافية فتنقسم مصر على نفسها و تتأجج بالخلافات ، تنتهى لعدة دويلات فى سبيل مصالح افراد فى الداخل ، مصالح اعداء مصر فى الخارج .


لكن مع قيام الثورة ، بدأ التماسك يعود لاكثر مما كان ، حتى اكثر مما ينتظر ، المسلم و المسيحى حقا يد واحدة ، لا توجد الشعارات المتخلفة التى كان يرددها عملاء امن الدولة و الموتورون مثل " يعيش الهلال مع الصليب " ، بدلا من ان يكون الشعار الافضل و المناسب " يعيش المصرى مع المصرى " ، فالمسلم يحرص على المسيحى الذى بجواره ، لان الهدف و اخيرا صار واحدا ، الكل ينظر للمستقبل و لدور الشعب فى العودة بمصر الى مصر كما ينبغى ان تكون ، المسيحى يشكل كردون لحماية المسلم و هو يصلى ، منع ضربه بالمياه فى وقت الصلاة ، يقول الكاتب جمال الغيطانى انه شاهد بنفسه مسيحى يصب الماء لمسلم كى يتوضأ ، فايقن ان هذه الثورة ستنجح هذه المرة ، لانه اصبح لا مجال للتفرقة و النزاعات بعد هذا المشهد .


الغريب ان فى وقت الثورة ، صدر بيان من الكنيسة و من بعض كبار رجالى الدين يدينون التظاهرات ، يعلنون ان المسيحى الحق الصادق المؤمن لا يشارك فى تظاهرات او احتجاجات ، لا يخرجون على الدولة و نظام الدولة ، كما ان بعض الشيوخ فى الجماعات السلفية شاركوهم الدعوة بنفس المنطق ، افتوا – معظمهم – بأن الخروج على الحاكم المسلم اى كان هو حرام شرعا ، لا يجوز ، انهم لن يشاركوا بأى حال من الاحوال فى تلك المظاهرات .. الاغرب من كل هذا ان جماعة كبيرة من المسيحيين المصريين لم يعبأوا قولا و لا فعلا لتصريح الكنيسة و خرجوا و شاركوا فى المظاهرات و دافعوا عن ثورتهم و ثورة المصريين ، بل ان بعض المنتمين للجماعات السلفية قد خرجوا و شاركوا فى الثورة و على رأسهم بعض الشيوخ الذين لم يهتموا كثيرا بفتاوى الزملاء ، بل و شاركوا فى غناء النشيد الوطنى و الدفاع عن الثورة ضد ارادة الشيوخ السلفيين الذين اصدروا مثل تلك الفتاوى التى تشابه الى حد كبير كثير من فتاواهم التى تقول " حرام " و لا تذكر القاعدة الفقهية التى بنى عليها فتوتهم ، هى حرام لان مزاج الشيخ الموقر كان كذلك .


و بعد الثورة و بدأ عودة الحياة ، بداية عودة الحرية لكل مواطن ، تشكل هؤلاء فى جماعات و فئات ، بدأوا بكل بجاحة و صفاقة يتحدثون و يشيدون بدورهم فى الثورة التى لم يشاركوا فيها اطلاقا ، فضحهم فى ذلك تلاميذهم سواء من داخل الكنيسة او من داخل المساجد السلفية ، بل و تطاولوا فى البنيان وصولا لتكفير البعض لانه يعارض الدعوة التى يدعون اليها ، فالسلفيون كلما رأوا تجمعا هتفوا باعلى اصواتهم اسلامية اسلامية ، استفتاء على تعديل شروط الانتخاب لرئيس الجمهورية تحولت الى استفتاء على الدين ، يخرج الشيخ بعدها بتصريح وقح لا يعتذر فيه بل يقول انه كان يمزح ، هل يليق بشيخ جليل ان يمزح مع جموع الشعب ؟؟


يزداد التطاول و تعبث الاصابع الخفية ليبدأ الحفر فى موضوع كاميليا شحاتة ، عندما تخرج لتقول انها مسيحية ، لا يمكن ان ينتظروا ساعات حتى يختلقون مشكلة جديدة عن حبس اخرى فى كنيسة بامبابة ، ثم مهاجمة الكنيسة ، اقتحامها ، فيرد المسيحيون باطلاق نار ليحموا كنيستهم ، فيبادلوهم ايضا باطلاق نار ، تحدث الواقعة المشؤومة التى يقع فيها ضحايا يختلفون كثيرا عن ضحايا كنيسة القديسين ، فهؤلاء سقطوا بدون ذنب سوى انهم تواجدوا بالصدفة هناك ، اما فى امبابة فكانوا هناك مع سبق الاصرار و الترصد و اطلاق الاعيرة النارية ، قنابل المولوتوف ، بل ان المصيبة صارت اعظم بحرق الكنيسة .. بيوت الله التى يذكر فيها اسمه تحترق تماما !!!


هل يوجد اية واحدة فى القرأن الكريم قد نكون لا نعلم بها تدعو الى حرق و هدم الصوامع الدينية ؟ هل للاخوة المتعصبين – و لا اقول كل – فى الجماعات السلفية رؤية فى ما يحدث بناءا على حديث شريف صحيح ، بعيدا عن فتاوى البحبحانى التى يعتمدون عليها دائما بدون اسناد من الدين ؟ هل الاخت عبير او حتى كاميليا شحاتة هى التى ستزيد الاسلام فردا او نفرا يحقق للاسلام فتح القدس او اكتشاف طبى مذهل او انضمام فرنسا الى عصبة الدول المسلمة ؟؟ على الاطلاق ، بل ان النتيجة ستكون العكس بكل اسف ، فالذى يسمع عن الاسلام فى اوروبا ليتعلم عن سماحته و خلقه الكريم و حضارته العظيمة مؤكد عندما يسمع عن الحرب الجاهلية التى يقودها اخوتنا المتعصبين على ظهر جمل امام كنيسة ، سيغير رأيه تماما ، يقول ان ذلك وحى كتب يقبع فيها دون ان يمس الواقع فى شىء ، سيفر فراره من المجزوم من الاسلام .


لا بل موقفهم قبل الثورة كان يكفى ليخجل الكافر قبل المسلم ، فلم نسمع لهم صوتا و لو همسا عن تعذيب سيد بلال على يد الشرطة و امن الدولة حتى مات ، هو سلفى التربية و النشأة و العقيدة و الانتماء و الفكر . لم نسمع لهم حتى مجرد احتجاج على الواقعة و احدهم يقتل ، لا اقول يحتجز ، لم نسمع لهم تعليقا يذكر على تغيير لبعض المسلمين فى البانيا و بعض الدول الافريقية و الاسيوية لدينهم من الاسلام الى اى دين اخر ، سواء قبل الثورة او بعدها ، لم نرى تحرك منهم لانقاذ اهلهم المسلمين فى فلسطين من بطش الاسرائيلين . اطلاقا ، بل اننا كلنا نعرف ان بعضهم كان يعمل مع امن الدولة مباشرة ، يتلقى التوصيات و التعليمات من امن الدولة مباشرة ، يراجع فتواه من امن الدولة لا كتب الدين ، هكذا افتى امن الدولة بان المظاهرات حرام ، ليس الدين ، ليس فضيلة الشيخ ، بات واضحا الان من كان حقا يريد نصر الدين ، من كان يريد استغلال الدين ، متناسيا قول الله : "لَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا " .


راجع ايضا المواقف بعد هذه الحادثة الشنيعة ، فتجدها اكثر استفزازا على كافة الاصعدة ، الداخلية كانت تتفرج و تشاهد الموقف مثلها مثل اى عابر سبيل ، بدعوى عدم وجود قوات كافية مرة ، بدعوى انهم لا يريدون الاحتكاك بالمدنيين . عافى الله قفاكم جميعا ، جعله ذخرا لكل صفعة تنهال عليه و على قفانا .


قلنا للمرة الالف بعد المليون ان الذى لا يريد ان ينزل ليزاول عمله فى النور ، يفصل و يتم تصعيد دفعة جديدة من الشرطة لتأخذ مكانه ، قلنا انه يمكن اجراء تعيين لمجموعة من خريجى الحقوق الفاهمين للقوانين و العمل القانونى ، بعد اعطائهم كورس مكثف ، لو بصفة استثنائية نظرا لظروف البلاد ، لكن لا حياة لمن تنادى ، طبيعى ان الشراذمة و المعاقين ذهنيا الذين كانوا يعيشون على كرامة المصرى قبل الثورة سيرفض نزوله الشارع الا بمزاولة نفس الاعمال الوحشية و امتصاص دم المواطن الغلبان ، هذا لن نقبله ابدا بعد الثورة ، بالتالى لا يوجد داعى من الاحتفاظ بمجرم كهذا فى جهاز وطنى شريف .


قلنا ان الكثيرين ممن نزلوا على ضغط لا يزاولون عملهم و يكتفون بالمشاهدة لكل واقعة بلطجة او خناقة كنوع من معاقبة الشعب الذى خرج عن طاعتهم ، لا احد يبالى ، معظم الشرطيين الان اصبحوا ديكورا ، مجرد واجهة تصلح للتصوير اثناء اداء التحية ، لكن يجب ان يكون التصوير على سبيل لقطة لحظية ، لانه لو كان فيديو لهم اثناء اداء وظيفتهم التى يتقاضون راتب مقابلها ، فستكون مصيبة لقطاع الشرطة الذى يفخر بأبناءه ، مجال سخرية المواطن الذى سيقول " لهذا كنا لا نريدهم فى ثورتنا " .. بدلا من حوذة السياح على صورة تذكارية مع الحرس على باب القصر الملكى البريطانى ، يمكنهم ان يحوذوا على صورة مع قطاع بأكمله هنا فى مصر .


اما عن موقف الحكومة فحدث و لا حرج ، تصريح من وزير العدل يؤكد على ضبط النفس . التصريح لا يأتى من وزير الداخلية الذى يبدوا انه ضعيف الشخصية مثلا داخل جهازه ، اشك فى ذلك ، او يجرى المجاملات لكثير من لواءات اصدقاء و زملاء . وزير الداخلية يبدو مشغولا فى شىء اخر سوى الامن الداخلى للبلاد ، ثم ان التصريح نفسه كان مخزيا بضبط النفس ، فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها البلاد يطلبون من البلطجية ضبط النفس ، طبعا ستجد ان هيبة الشرطة و الامن قد تأثرت من ذلك كثيرا و سقطت فى عيون المواطنين ، بدليل محولة تهريب سجناء من داخل قسم دار السلام ، و هروب خمس محتجزين من قسم شرطة البساتين ، مما دفع المواطنين لاعادة تشكيل لجان شعبية للحفاظ على ارواحهم و ممتلكاتهم .


و عن الحكومة بوجه عام فلا يصح ان تقف للتفرج و مشاهدة ما يحدث و ترك رجال الدين هم فى كل مرة من يتدخلون لحل الازمة ، ان كانوا اهم من الحكومة التى نعلم جميعا صدق نواياها ، فليتركوا اماكنهم لمن يستطيع السيطرة على مقاليد الامور ، يوجد من يعبث بأمن البلاد ، يبدأ من حيث انتهى النظام السابق و هو الفتنة الطائفية ، فيلجأ المسيحيون المصريون للاسف الى مناشدة الجهات الدولية بالحماية لان الداخلية فى بلادهم غير قادرة على ذلك ، فضيحة بكل المقاييس يشارك فيها المسيحيون بدون دراية و منساقين نحوه مضطرين للاسف ، فيخرج تصريح اوروبى بأن الامور لا تزال مبهمة حتى الان فى مصر ، بالتالى لن يغامر مستثمر على وضع امواله فى ظروف كهذه ، لن يطمئن سائح مسيحى للقدوم الى مصر و هو يسمع عن هجوم المتعصبين من المسلمين على المسيحيين فى مصر ، لتذهب البلاد للجحيم من اجل استحواز بعض الافراد على البلد لانفسهم .


تبرأت الدعوة السلفية بالإسكندرية من أحداث إمبابه، ووصفتها بالدامية، وطالب قيادات الدعوة بضرورة تفتيش المساجد والكنائس للبحث عن الأسلحة ومصادرتها، وذلك لمنع ارتكاب الجرائم التي وصفوها بالدموية .. تصريح اكثر استفزازا يفيد عدم فهم الموقف حتى بعد حدوثه ، لا يزالون يطالبون بتفتيش بيوت الله ؟؟ فماذا لو لم يفعلوا ؟ هل ستقتحمون الكنائس مرة اخرى ؟ تلقون باللوم على الكنيسة ضمنيا مرة اخرى ؟ ما الذى جعلكم اصلا تحاصرون الكنيسة ، ما الذى اتى بك الى هناك ؟ و مع تصريح وزير الداخلية بعدم وجود اسلحة داخل الكنيسة عندما سيطر الامن على المكان ، لازلت فى تعنتك و غرورك و تعصبك ؟؟ عار للدين ان يوصم بمثل هؤلاء .


الدين يقول كما يقول الامام بن تيمية : "لا يهم الإيمان بالله لقيام الحضارات وتقدمها.. من وجهة نظرى، ما يهم حقاً هو مقدار العدالة والمساواة المتوافر بين الناس. لذلك فإنى أعتقد أن الأولى أن نهتم بإقامة دولة عادلة على أن نقيم دولة مؤمنة بالله.. بالطبع أنا أؤمن بالله ولكنى أعتقد أن العدل أهم من الإيمان إذا أردنا التقدم والرفعة لدولتنا. " . مصلحة الوطن تقتضى الحفاظ على نسيجه القومى الذى يبدأ بالدينى ، الدين لم يعرف اى مظهر للتعصب ابدا ، فالنبى يداوى جراحه بعد احدث الطائف فى بستان تابع للمسيحين يقدم له الشاب المسيحى ما يطعمه ، يطلق عليهم اهل ذمة لانهم فى رقبة كل مسلم ، سيخاصم النبى يوم القيامة ان اذى – مجرد اذية – اى منهم ، فى موقف كهذا اعتقد انهم اذوا كل مسيحى حتى ولو كان فى بيته ، فليحتمل هؤلاء جزاء شر ما فعلوا متناسيين قول الله : " لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " صدق الله العظيم


دعوة للحفاظ على البلد ، تكوين امن حقيقى من الجيش و الشرطة للحفاظ على سلامة و امن كل مواطن فى مصر ، دعوة لنبذ العنف و التطرف ، دعوة للضرب بيد من حديد و بسلطة القانون على كل من تسول له نفسه المريضة او حتى الجهات العميلة ان يضرب امن هذا البلد الامن الذى ذكر فى القرأن : " ادخلوا مصر ان شاء الله امنين " .


الثلاثاء، 3 مايو 2011

مقتل الشيطان الصغير

مقتل الشيطان الصغير


استيقظ العالم كله صباح الثانى من مايو لعام 2011 على نبأ قتل بن لادن ، الشهير و الاشهر فى اوساط الارهاب الدولى ، ذلك الشخص المتهم فى تفجيرات احداث الحادى عشر من سبتمبر التى روعت العالم كله فى احدثها ، روعت شعوبا اكثر فى نتائجها ، فهو متهم انه المخطط لاحداث الحادى عشر من سبتمبر ، انه هو الذى درب و خطط و دبر للحادث الذى راح ضحيته مئات من الامريكيين ، مئات من جنسيات اخرى ، كان الموت فيه لا يفرق بين يهودى و مسيحى و مسلم و من لا ملة له و لا دين .

تناثرت بعد الخبر الكثير من الاقاويل و التصريحات ، فهو هو الرئيس الامريكى يعلن شهادة وفاة القاعدة بعد مقتل الرأس المدبر ، يشيد ببسالة الجنود الامريكيين ، براعة المخابرات الامريكية التى فشلت فى تعقب بن لادن لمدة عشر سنوات و الان نجحت . نرى مظاهرات و حشود تخرج للشوارع الامريكية تفيض فيضا للتعبير عن فرحتهم بالخبر و فرحتهم بالجيش الامريكى و قوات العمليات الخاصة التى اصطادت الصيد الاغلى و الاثمن فى قائمة اعداء امريكا .

تأتى تصريحات من بريطانيا و هى شريك الولايات المتحدة فى احتلال افغانستان و العراق لتعلن ان العالم الان بات اكثر استقرارا ، اكثر اطمئنانا ، ان العالم يستعد الان لينعم بالهدوء و السكينة التى فقدها طويلا . و لك ان تتخيل عزيزى القارىء كم الفرحة و الفخر و الانتصار فى تصريحات الدبلوماسيين الامريكان و البريطانيين ، كم الاحتفالات و الفرح الذى يعم الشوارع تعقيبا لسماعهم الخبر الذى انتظره العالم طويلا ، تحدث الساسة عنه بانفعال لسنوات .

بن لادن هو سعودى المنشأ و المولد ، تربى فى السعودية تلك الدولة العربية التى تمثل قلب الاسلام ، التى تمثل الحيادية السياسية العالمية ، فلم نعرف لها موقفا ذا طابع قوى فى احداث العالم و مجرياته ، هى اسم كبير و تاريخ عريق ، يستمد اصالته و عراقته من انها موطن و صدر الاسلام الاول ، بذلك تتمتع بالهيبة و الاسم فى المنطقة العربية ، ان غاب اسمها عن اى معترك دولى ، او اى مشكلة دولية ، حتى فى الصراع العربى الاسرائيلى .

من خلال ذلك يتبين لنا جانب من شخصية بن لادن ، فهو تربى و تعلم على انه موطن الاسلام و المتحدث الرسمى بأسم الاسلام ، يستعد للعمل مع اى جماعة خارجية مثل الولايات المتحدة الامريكية للابقاء على ذلك فيما لا يمس ببراءة الاختراع الاصلى " المتحدث الرسمى بأسم مسلمى العالم " ، فتعلم بن لادن و تربى بعد ذلك على ايدى المخابرات الامريكية و تعلم فنون السياسة و الحرب و القتال ، تعلم ما يحتاجه عن حرب الشوارع و الدروب ، حروب الاستنزاف ، كان فى صدارة المشهد للدفاع عن الاسلام ضد السوفيت الغزاة للارض الافغانية الاسلامية ، كان يتلقى كل العون و الدعم من امريكا لضحر العدو السوفيتى ، طبعا كل هذا جزء من سياسة امريكا للحرب الباردة على كل ما هو شيوعى ، فما ان انتهت الشيوعية تقريبا من الاتحاد السوفيتى ، حتى ارتاح الوسط الامريكى من خطر الشيوعية ، تفرغ للخطر الاخر المحدق بالهيمنة الامريكية على العالم .

الدول الاسلامية ذات رقعة كبيرة ، ان توحدت تفردت ، بالتالى ستكون المنافس الاقوى للهيمنة الامريكية و المنافس القادم للولايات المتحدة الامريكية ، على نفس الطريقة ، يلزم امريكا تفتيت المجتمع العربى و الاسلامى الى دويلات و شعب و طوائف حتى يصعب اجتماعهم و ضرب المصلحة الامريكية ، بالتالى تحتاج امريكا لخطر يمكنها من دخول تلك الدول و نشر النزاع بين الاطراف ، فخلقت شبحا جديدا هو الاسلام المتطرف متمثلا فى جماعة القاعدة و قائدها بن لادن عميل المخابرات الامريكية " سى اى ايه " ، يتم التضخيم اعلاميا لهذا النسيج ، دعمه بالسلاح و المعونات من الخفاء ، حتى يعظم شأنه ، يمثل خطرا حقيقيا امام كل من ينظر اليه .

بالفعل امتثل الشيطان الاصغر لتخطيط الشيطان الاعظم ، صار خطرا حقيقيا على الغرب ، مروع لامنهم ، لكن يلزم ما يؤكد الشبهات و يجعل من هو متشكك و مدافع عن حقوق الانسان فى العالم يثق فى عبقرية الخطة ، فكان احداث الحادى عشر من سبتمبر ، التى تم تدبيرها داخل اروقة الرئاسة الامريكية بقيادة بوش الرئيس الصقر الذى سيجنى المجد للمواطن الامريكى ، و يمكنك ان تستمع الى شهادات محللين سياسيين امريكيين عن الحادث الاليم وقتها ، فتسائل احدهم كيف يمكن ان يستمكن مجموعة من الارهابيين الوصول باسلحة و ذخيرة الية الى الطائرات دون تفتيش ، احدهم صرح ان الرئيس بوش تلقى معلومات و رسائل عن حادث الحادى عشر من سبتمبر قبلها بأسبوع ، لم يعره اهتمام و القى به فى درج مكتبه .

هذا الى جانب ان الاقتصاد الامريكى لم يتأثر كثيرا كما كان البعض متوقعا ، على العكس ، فبعد ان انهار سعر الدولار الامريكى وقتها للنصف ، فى يومين ، عاد للتصاعد فى خلال اسبوع الى اربع اضعاف السعر ، اى اعلى من العاشر من سبتمبر بالضعف .

اتخذت الحكومة الامريكية و كل صاحب مصلحة مثل بعض الدول الاوروبية التى لا تستطيع اخفاء طمعها فى بعض الموارد البترولية و الموارد التى تخص دول العالم الفقير ، اتخذت من احداث الحادى عشر من سبتمبر ذريعة لبدأ سيناريو جديد هو " الحرب على الارهاب " ، هو مرادف جديد للكلمة الاخرى " احتلال " ، تغيرت الكلمات بداية من تغيير مسمى" القمع و الخراب و التفتيت " الى " ارساء الديمقراطية " ، تغيرت " الاطماع الامريكية " الى " اقرار و تعليم الديمقراطية " .

استطاعت امريكا فى عصر بوش ان تدخل دولتين لم تكن لتحلم يوما فى السيطرة عليهم ، افغانستان و العراق ، الدولتين التى تحيط بأيران او العدو القادم ، مصدر لا ينضب و لا يجف للبترول ، استطاعت ان تقسم الدولتين الى طوائف متنازعة ، ثم مارست دورها فى تفجير هؤلاء الطوائف ليلا ، محاولة جمع شتاتهم صباحا ، لتبدوا امام المواطن الامريكى كأنها حامى حمى الديمقراطية ، حاولت ان ترسم صورة ذلك اعلاميا ، مع التعتيم الاعلامى على مئاسى معتقل جوانتانمو و قذارة سجن ابو غريب .

ثم تجد الاعلام يلعب دورا هاما ايضا فى ابراز فشل المخابرات الامريكية فى تحديد موقع بن لادن و من معه ، بكافة ما تمتلك من وسائل استخباراتية على الصعيدين التكنولوجى و البشرى ، فامريكا تمتلك مدارات من الاقمار الصناعية التى تقوم بالتجسس الى جانب جمع المعلومات الى جانب امور اخرى ، تمتلك من العملاء للادارة الامريكية و المخابرات السى اى ايه ، الاعلام يرقب و يهيىء و يصور و يبرز استمرارا البحث عن بن لادن و تعقبه ، هو الذى اتحفنا بنظريات وصوله الى غرف نوم الرئاسات . بل و نجح فى ان يصل بتسجيلات صوت و صورة الى قنوات بعينها ، ينشر ما يريد كيفما يريد ، يفعل ما يشاء كيفما يشاء ، لا احد يعلم مكانه او يمكنه تعقبه .

و من ناحية اخرى ، يتم التصور و بث روح البطولة فى بلاد اخرى مثل الدول العربية ، ابراز فكرة البطل الذى حير الامريكان ، المناضل الذى استطاع ان يذل امريكا ، المجاهد الذى لم يكن له مثيلا و لا حتى من قبل ، صلاح الدين و خالد بن الوليد و غيرهم لا يساوون شىء امامه ، لا يضاهون مهارة الرجل الاستراتيجية و الحربية ، تصويره فى صورة الملياردير الذى ترك امواله و تفرغ للجهاد ، فيكسب تعاطف الشعوب العربية التى تحلم باى كيان يذل العدو الصهيونى و الامريكى ، فتهدأ من روع كل مواطن عربى ، تقل المظاهرات ضد امريكا ، يكتفون بالشماتة متمثلة فى بن لادن ، من لا ينضم لتلك الخطة دون ارادته ، فسوف تنفق امريكا و تغدق انظمة القمع و الاستبداد بالاموال فى مقابل القضاء على البقية المتبقية التى تنوى التظاهر ضد السياسة الامريكية .

كل هذا و الولايات المتحدة الامريكية تتدخل فى مصير الشعوب ، تجتاح البلاد ، تضيق بالعباد ، تحت مسمى مكافحة الارهاب و القضاء على زعيم القاعدة المدعى بن لادن ، فتدمر من لا يريد ان ينضم لركب الحضارة الامريكية التى هى فى الاساس هيمنة امريكية ، تجعل منه مضرب المثل امام كل حاكم قد يفكر ان يتخلى عن الشريك الامريكى ، فتصنع الفساد تحت مسمى الهدم من اجل اعادة البناء لنظام ديمقراطى ، نسو انهم هم من صنعوا صدام و ساعدوه بالامس ، هم من صنعوا النظام الايرانى و شجعوا ثورته ، هم من ساعدوا طالبان فى الحرب الافغانية .

و الان بعد ان تغير كل ذلك ، انهارت النظم القمعية المستبدة الفاشية التى بنتها الولايات المتحدة فى المنطقة ، بدأت شرارة الثورة تنتقل من دولة الى دولة ، بدت السياسة الامريكية تجاه المنطقة تحتاج للتغيير ، بات واضحا ان بن لادن انتهى دوره فى سياسة امريكا تجاه المنطقة ، قررت امريكا تغيير نهج معاملتها للدول العربية و البدأ فى سياسة جديدة من المؤكد تحتاج لشكل و طريقة جدد ، ان كانت على نفس الاهداف و النوايا ، بالتالى لم يعد لبن لادن دورا فى المرحلة القادمة فقرروا اعدامه شرفيا هو و اسرته حتى ينتهى و تطوى صفحة بن لادن " الشيطان الصغير " الى الابد ، تبدأ صفحة جديدة . لعل لاختيار باكستان بالذات اهمية كبرى هى انها مسرح خلفى للعمليات الامريكية ، بين استخباراتها و الاستخبارات الامريكية تعاون كبير ، بالتالى يسهل تدبير الواقعة ، الله اعلم .

كلما سمعت عن بشر من بنى جنسى ، شعوب تسكن هذا العالم تهلل و ترقص على خبر مقتل بن لادن فى باكستان تذكرت رسم كاريكاتورى للرائع و العظيم الراحل " ناجى العلى " رحمة الله عليه ، عندما رسم حمار و كتب بجواره : " بالامس كنت حمار .. و اليوم بعدى حمار .. و غدا سأكون حمار .. عندى طموح اتغير و اصير حصان .. بس فى جماعة من البنى ادمين مقتنعين .. و ناويين يظلوا فى احضان امريكا الى ابد الابدين .. عليهم العوض !! " .